الاثنين 20 مايو 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
ن ……والقلم
ذهبت مرة أخرى واستمعت إلى الموسيقى !!! - عبد الرحمن بجاش
الساعة 19:06 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)



الخميس 3 ديسمبر 2020

لابد أن أذهب ، هكذا حدثت نفسي طالما واهم فقرة ستكون الموسيقى …
لايهمني أن أحدهم أوكلهم يحرمونها، فأنا اؤمن إيمانا عميقا بأن الموسيقى نعمة من نعم الله ، وإن لم فيتم إلغاء البرق و الرعد وخرير الماء و ثغاء الماعز ، وجريان مياه الأنهار، وصوت الموج يرتطم بالصخور ويحيلهم إلى صخور خضراء ،  وحفيف الرياح ، ووقع المطر…
الدين والعقل والإيمان ينحازون لمصلحة الإنسان وخيره ،والأديان جاءت للانتصار للمظلوم والمقهور ومن يشار إليهم على أنهم أنقص من الآخرين : "أخدام ،مزاينة ،دواشين " وكل من يتعامل معهم ممن يسمون أصحاب الدم الأزرق على أنهم الأعلى والأخرين أدنى، وأي من الديانات الثلاث لاتقر بذلك بالمطلق، هم أصحاب الفتاوى في كل زمان ومكان و المنطلقين من صفحات الكتب الصفراء وإلى رؤوس الناس الممتلئة تجهيلا من قبلهم هم والحاكم من يصنفون …!!!
الموسيقى وكرة القدم وكل أنواع الرياضات والرقص توحد العالم بمختلف أشكاله وألوانه، لا ابيض متفوق ولا أسود أدنى !!!..كل الناس سواء لا هذا حفيد ذلك ولاذلك حفيد من هو أدنى بلونه …..
ذهبت ،استمعت للموسيقى حتى وصلت إلى ذروة الإحساس بالجمال من حولي ..وفي الشارع تحولت حتى القمائم إلى مشاتل صغيرة للورود ...ووجوه الناس تحولت إلى أوجه مختلفة جميلة للقمر، وتوزعت النجوم على خدود النساء، وأصوات السيارات إلى أنغام أوتار!!!..وحتى الصراخ خلته أصوات بوق في يد حامل بوق ماهر!!!..وعلى السيارة معي فلاش... ذلك الجميل حمل لي فيه " 7 جيجا " من هايدن إلى بيتهوفن إلى تشايكوفسكي إلى "آني" وبينهم بحيرة البجع تتهادى انغامها إلى جانب جميلة أخرى هي المونامور وهناك نصير شمة أجمل وأروع من يجدد لي سمعي كل زخة مطر زنينة من أنغام ...عندما أسير في الشارع وصالون السيارة ممتلئ موسيقى أحس أنني أطير بجناحي طائر يبحث عن دفء وحنين ...أعود إلى عالمي عندما أسمع أحدهم يقول لك : الموسيقى حرام ، قلت لآخرهم : طيب مارأيك أن تغلق الفضاء ...هي الطريقة الوحيدة أن تبني حول سماء هذا البلد المتشظي سور يشبه سور الصين العظيم …!!! لن تستطيع ،التكنولوجيا حولت العالم إلى غرفة صغيرة ،من هم داخلها يرون بعضهم ولا تستطيع أن تفصل بين هذا وذاك بالمطلق ...أما أن تفتح قفل رأسك أو عليك أن تبحث لك عن كون آخر مغلق تعيش فيه لوحدك ان استطعت …
يوم أمس كان يوما استثنائيا ،فقد تدفقت الموسيقى من كل مسام جسدي لأحس أنني إنسان من نبيذ معتق ، لن أقول من الذهب حتى لايزعل مني صديقي العزيز" نبي تعز" …
الموسيقى عالم من إنسانية وسمو وتجرد من كل أدران الحياة اليومية المغلفة بالغبار الذي يسيطر عليك ويتحول إلى ذحل يأكلك، استمع إلى الموسيقى فستجد اعماقك تتحول إلى حدائق من وتروبيانو..
وانظر ما اجمل شعوب أمريكا اللاتينية، شعوب يملؤها الفرح حتى وان عانت،فتخفف عن نفسها بالموسيقى ...سيقول أحدهم كيف هذا؟ سأقول له أن جوع الروح أقسى من جوع المعدة ،وان فقر المشاعر اقسى وامر من فقر المال …
وتعال قارن بين الاغنياء ومن لايجدون رغيف الخبز، معظم أصحاب الأموال مهمومين، هاربين من الحياة، لايطعمون للسعادة طعما ،بينما عامل النظافة الطيب ومن يخدم المجتمع يتابع آخر أخبار موضة قص الشعر وإذا سمع صوت طبل انطلق يرقص …ثم إن الموسيقى لا تتطلب منك أموالا ، يكفي أن تلمس زرا هنا وهناك فيتمايل رأسك على الفور…وتتدفق غزيرها إلى روحك ...فقط درب أذنك على السماع ولا تقول هذا مش وقته ...
سأسمع وأسمع حتى تمتلئ اعماقي انغاما 
لله الأمر من قبل ومن بعد .

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24