الاثنين 20 مايو 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
ن …….و القلم
مكانني غبان … - عبد الرحمن بجاش
الساعة 15:51 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)



الأحد 13 ديسمبر2020

ادرت مؤشر مسجل السيارة ،لأقف أمام أغنية " من أجل عينك " للفضول وأيوب ...كانت اللحظة مهيئة للسماع ..
تهادى صوت أيوب كالماء الزلال في طريقه يعانق  :
من أجل عينك واحبيب القلب شاكرم ألف عين 
واصبروادراي قلوب قد حبين لكن نسين ..
وذهب أيوب بعيدا ،وأنا شعرت أنني مغموربالكلمة الجميلة المتدفقة ، شعرت بأنني ملك اللحظة بلا منازع …ظللت في ذهابي وايابي أنظرفي وجوه المارة من خلف الزجاج ، أقول لهم تعالوا ،تعالوا استمعوا لأيوب يروي العطش كله بكلمات كأنها الدرر..
ليتني عرفت الفضول ..للأسف كنت في أواخرأيامه أتحسس أين أضع الرجل اليمنى، فلم الحقه كما محمد النعمان، الفضول كان صديق والدي ...
تمنيت لوعرفت الفضول لأساله عن نوع اللحظة التي كتب فيها " من أجل عينك "، أي نوع من المشاعرتلبسته، ماذا كان يدورفي خلده، وخياله تحديدا أين كان …
أن يكتب إنسان أغنية " من أجل عينك " ، فهو إنسان غيرالبشر، لا اقصد شكله ولون عينيه، بل أي إنسان هويستطيع أن يتدفق كالنهر كلمات عذاب ...تروي العطش ؟ لا ..بل تزيده ظمأ لكل الحب ..لكل العشق ...أي امرأة الهمت ذلك الفنان العظيم مشاعروتمثل للكلمة الأنيقة …
في أي تربة زرع حرفه لتنبت تلك الكلمات …
وأنظر:
أنا اتلعثم ، لا أدري كيف اقرأ :
أصف وردي وأزهاري وأغطي على 
ناري وهن من حرها يحرقين 
إذا تبسمت أخفي من شجون الهوى 
وأسمع دموع القلب يتناطفين 
الشطر الأخيريجعل رأسي يدور ..لايدورلوجع أو لإي سبب عضوي ..بل يدوراعجابا ، لان السؤال يتردد في اعماقي : هل يصل الحب بالإنسان إلى درجة أن يتخيل أن للقلب دموعا ، وان العشق يجعله يسمعهن يتناطفين ….تمنيت أمس لحظة كتابة هذه الأحرف ،لوأن لي جناحين يذهبا بي إلى قريتي ، وإلى ذلك الحيد الذي أسماه ربما عاشق آخر" حيد ينطف " حيث تظل قطرات الماء يتناطفين ليلا ونهارامنظريخلب الألباب ...ياوجعي لوان النبع قد نزف ولم تعد للنطف صوت الموسيقى حين يرتطمن بالقلوب حين يتخاوصين …..
اسقيتهن من أمام الفجر قالين لي لا الفجر يروي ولا قطرالندى ينفعين ..
أنا بحاجة إلى قطرالحديد لأخفف من روعي ..لأستطيع أن افهم كيف أن قطرالندى ينفعين ..
الحب لاعلاقة له بالسن ..صغيرا أو كبيرا …
الحب بحاجة فقط إلى نطف العشق يروينه،على عينيك أن تهيمان قطرمن ورد ومن غنج ودلال وكبرياء امرأة تهيم بك عشقا ولا تنظرإلى شعرمفرقيك أبيض كان أم أسودا ….إن رأته قد ابيض تذكرت هامات الجبال المشددة بالنتف البيضاء، وان رأته أسود ذهب بها الخيال إلى الليل الذي يجمش الدنيا بهفهفات أهداب العيون ….
تظل طوال الندى تعب من قطرالنطف فلاتصل إلى حيث الفضول زعيما للكلمة التي تهبك الحب ألوان قوس قزح ،الوان تشكلت من هطول الماء على خدي امرأة دق لها القاع من وادي الضباب ماءك غزيرسكاب، يهيم انغاما من اوتارصنعها أيوب من مشاقرثابته التي رقص لها جبل صبرذات فجرربيعي نداه تاه من عيني قبول ولوزها الذي كانت تبيعه للعشاق مطابق وقرنفل واخضرين ومسك من فل وعنبرمن حب عزيزلعزيز..
بالله عليكم اعيدوا سماع " من أجل عينك " ..لتروا الفضول ماذا فعل بعقول العشاق ، وكيف أسس دولة مدنية عاشقة للحياة …لاتفرق بين عاشق من منزل ولا عاشق من مطلع ..كلهم عشاق ، كلهم معشوقين يتمايلون طربا على صوت أيوب على بئرماء الصبايا فوق الغبش..وهوالحب الذي يجمع بين القلوب ….
ومكانني ظمآن..برغم أن من أجل عينك حاولت ان تروي ظمئي.. فأكتشفت أنني لن أرتوي ..فالفضول كل لحظة يزيدنا ظمأ..ومازلت غبان ...

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24