الجمعة 26 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
ن …...والقلم
حقيبتي !!! - عبدالرحمن بجاش
الساعة 15:52 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)



الأحد 28 فبراير 2021

لا أدري وكنت في لحظة احسب ذهني خاملا ، كيف وردت إلى ذهني ...فوجدتني اضحك بلا حدود …
والحكاية هكذا : 
في المرحلة الابتدائية ، لا أدري من الذي تكرم علي بحقيبة للملابس كبيرة الحجم جميلة الشكل ،وهذا ربما جعلني ارتبط بها عاطفيا على اعتبار أن الإنسان خلق وحب التملك يسري في شرايين دمه …
كل ملابسي وكانت لاتذكر لم تكن لتشغل حيزا كبيرا داخلها ، اكتشف ذلك عندما كنت أسافر إلى القرية في الاجازات ، لا أدري لم كنت احرص على أن ترافقني كل كتب المدرسة ودفاترها !!!..ولأن الكتب ثقيلة كما تعلمون ، فقد كنت أثير الرغبة في الضحك لدى الآخرين كلما شاهدوني اسحبها كيفما اتفق، أو اظل اتعارك معها حتى يقيض الله لي من يحملها عني أوعلى الأقل يساعدني في حملها …
إلى اللحظة لم أدرك السر وراء حرصي على أن ترافقني دائما في حلي وترحالي ، ربما حب الظهور أمام أقراني في القرية هوالسبب …
في اجازة قضيتها في قريتي حملتها معي، وذات لحظة لا أدري كيف اكتشفت أن كتاب المطالعة غيرموجود ، وهات يانحيب ، وهات يابكاء، عملت من الأمر حكاية لها أول وليس لها آخر…
الجميل أن عمتي سألتني وقد سمعت نحيبي، فصورت لها الأمركما لوان الكون سيضيع بضياع المطالعة ، جلست بجانبي وهات يابكاء على " حق إبن أخي" ، إذ لم تستطع أن تنطق وتكرر" المطالعة العربية " ...لتأتي جدتي وتسأل ، ومن بين الدموع اخبرتها عمتي بالكارثة فانظمت إلينا وهات يا مشاركة في البكاء على " حق ابني الضائع " …
اجمل مافي الأمران عمتي ولكي تهدئ من روعي وخوفي الذي صورته على انه عظيم " والله أن الأستاذ جابرسيقتلني ضرب " لترتفع وتيرة بكاء جدتي : " ياويله من الله الذي سيضرب ابني " ، لم الحظ اختفاء عمتي فجأة، لكنني لاحظت ما بيدها عندما ظهرت من جديد ، بيدها " قصعة أناناس" ، هنا كانت اللحظة مفصلية اما أن أظل اندب أواوجه كل اهتمامي للأناناس ، فكأنني اوكلت لجدتي أن تستمرفي البكاء ، وأنا تفرغت لماءها ولذة الأناناس ….
بعد يومين أو في اليوم التالي جاء يدعوني أحد اقراني ،ليهمس في أذني : هناك في قرية الوجد - وهي تبعد قليلا عن قريتنا - ثلاثة كلاب ملاح ، قلت هيا ، لنعود باجملها الذي ظل طوال الوقت يصرخ … قريبي ذهب بسبب حلول الليل وترك لي الكلب، عمي كان لحظتها في المسجد ، دخلت إلى عمتي ورجوتها أن تجد لي مكانا اخبئ فيه كلبي ، فلم نجد ..فاهتديت إلى فكرة عظيمة " حقيبتي " أدخلت الكلب الصغير داخلها وأغلقت …
لبعض الوقت ظل صامتا ، جاء عمي وأنا ادعوالله أن لايعرف عن الكلب شيئا ….
فجأة بدأ يصرخ ، تنبه عمي ، نزل اسفل الداريبحث فلم يجد شيئا ،وعمتي تحاول إقناعه أن الصوت يأتي من الخارج …
مرت الليلة بسلام ،والجميل انه لم يمت داخل الحقيبة وان عبث بكتبي ودفاتري …
فجرا تسللت إلى الخارج لألتقي بالعبادي لنقوم بقطع اذنه ليكون متوحشا …
 حقيبتي سحبتها من جديد إلى تعز ...ولم اعد اتذكر مصيرها …
لحظات جميلة تمرفي حياة الإنسان ...تظل لصيقة بذاكرته …
لله الأمرمن قبل ومن بعد .

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24