الخميس 09 مايو 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
ن …..والقلم
مدرسة الشعب - عبد الرحمن بجاش
الساعة 17:54 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)



الأربعاء 17 مارس 2021 

ياالهي ..أي غصة تكاد تخنقني عندما استعيد الفيلم من الأول …
كانت هذه البلاد تعيش الحلم في ازهى صورة …
ماذا جرى؟
من يقول؟ 
المشير السلال بنفسه افتتح مدرسة الكويت الإعدادية بتعز، أيام عبد الملك داؤود أطال الله في عمره ...بيده  رفع علم الثورة والجمهورية وعلم الكويت أنزه من ساعدنا ووقف إلى جانبنا دون أي من أو إدعاء …
في الكويت درست أول إعدادي …
ثاني إعدادي انتقلت إلى مدرسة الشعب ، ياالله ...أي جمال كان هومدرسة بناها السوفييت ...تصميم مذهل ..على أرضية تضاريسها صاعدة هابطة ...هناك انتصبت الشعب كهدية من شعوب الاتحاد السوفيتي …
يدمع قلبي الآن وأنا اتجول بخيالي حولها وداخلها ..مدخلها كان جميلا بدرجاته المتعرجة وجدران من الحجر الأسود الذي جرى نقشه بحرفية عالية ...تدخل إلى الساحة مطرزة بمنصة في زاويتها علم الثورة والجمهورية ...وصوت عبدالرؤوف الذي لازلنا نسمعه بعقولنا وقلوبنا : " حرك ابني حرك …" تردده تلك الآكام التي كانت بكرا يومها بأنفسنا التي فتحت عيونها على حلم كان بحجم هذه البلاد التي احتلتها الجغرافيا بموقعها محاددة للمال الغبي ...ثوار كان معظمهم لا يدري معنى الثورة …
ساحة جميلة رصفت بالمرمر، وكلما توغلت توغل معك وجهك منعكسا على البلاط النظيف …
مدرسة صممت كأحسن ما يكون التصميم ...في الداخل ورشة تعلمنا مهنتي النجارة والحدادة ...وغرف للرسم ...وفصول انظف من غرف النوم …
وعلى واجهة الباب اختصر الشعارافق الاتحاد السوفيتي عالميا ...وحتى الشارع كان  جميلا يومها... ذات نهارجاء أحد المحافظين ولولا أن تم تغييره ، فقد كان سيحول الواجهة الحجرية إلى دكاكين!!!!!
الآن انظروا إلى الصورة ….
دولة الفساد التي تحولت إلى مؤسسة كما قال الصديق د. عبدالرحمن الشامي حتى زجاج النوافذ إلى الواح من الخشب ...و المدخل تم تأجيره أيام الزعيم الذي أقسم على تحويلها كلها إلى قرية ..المدخل تحول إلى مطعم ...و مدرسة الثورة الثانوية ساحتها وكل ما حولها من مساحات تحولت إلى مخازن !! وحوصرت الساحة التي كانت كبيرة جدا بالفصول ، بينما كانت أراضي الاملاك في كل زاوية …
فرن الكدم تم تسليمه إلى المؤسسة الناهبة عندما كانت مجموعة هائل ستحول المنطقة إلى حي ثقافي يضم العرضي بميدان الشهداء والمركز الثقافي وجرش الدبابات والمتحف ...تم قتل الفكرة في مهدها كما قتلت جمعية تعزالتنموية بمنظمة الولاء التي اشتري لها في ليلة واحدة اعلام من الصين ب50 مليون !!!!
الآن يرعبني خيالي عندما استعيد المدينة كلها ...
لله الأمر من قبل ومن بعد .

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24