الاثنين 06 مايو 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
ن …..والقلم
قطر الندى… - عبدالرحمن بجاش
الساعة 21:32 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


تسمرت اللحظة وتوقفت أنا ..كانت عقارب ساعتي تشيرإلى الواحدة ووردة ...كان الليل يلملم أشتات المدينة … بقايا ضوء ...بقايا همسات ...بقايا من شهقات الغرف تتناثرمن بين منعطفات الستائرالحمراء …
أكمل ما بدأ وذهب يتمحك بجدران الأزقة الضيقة الملتوية كحياة الناس نهارا...يظل كل ليلة يسمع حكايات المخادع وعصافيرملونة بحثت أوله عن مخادع لعشقها فاختارت تلك الشقوق على الجدران متعمدة سماع ما وراءها حكايات الأهازيع الأخيرة من التماهي …
كان القمر هناك يتربع على قمة المخاوصة يتلقى آهات المحبين وحورالعين التي كانت لتوها تكتب أولى حكايات لأطفال جاؤوا مع شهقة الفجر الأولى…
حين تتملى في عينيها لتتأكد من سنة الصنع ، تقفز إلى عيني عبود ابتسامتها المؤلفة من ضحكة وابتسامة غمازتين يخيل إليك أن أمطارالكون تهطل الندى قطرات تتلقاها أيد ظمأى للحب أعشاش الطيور …
حين يهطل الليل لاهيا تتحول قطرالندى إلى سحريشهق في صدور الصبايا …
ترسل الأرض وقودها أكباش فل تزرع في مآقي عيون رسمت بقلم الندى ورذاذ ابتسامات العذارى والدنيا غباشش …
يتحول الليل حكاية طويلة لا تنتهي...حكاية من موسيقى ومطروريح تئن من تماهي الأحاسيس وقطر ندى ترياق للقلوب المتعبة من دفق الأشواق العاصف ….
مع قطرالندى يتحول الليل إلى مشقرمن شذاب يسكن في الروح دفء أنثى تدري كيف تعصرأيامك نبيذا معتقا ينطف قطرة قطرة من شفتيها …
ومع الندى تتحول الآهات المحبوسة إلى جسد مقدس كلما لامسته، فكأنك تتعبد في معبد لا يدرك طريقه سوى من عرفوا كيف يعشق الندى…
في شرايين قطر الندى لاتسري دماء البشر،  في شرايينها تتدفق الموسيقى لتصهل بها خيول الأرض جموح العاشقين….
حين تتملى في عينيها لتتأكد منك، تجدك راهبا تتنسك لاهيا تبحث عن اوكتافيا بنت البحر التي عشقت أول كائن خرج مبكرا من لؤلؤة شاردة….
يتحول قطر الندى إلى رحيق من عسل تنتجه نحلة لها في العشق وأسراره رواية تروى ….
تغضب الريح حين يهمل البحر حوريته …
يفقد شاطئه ونوارسه ويغادرمكانه تائها يبحث عن الأمواج…
تتحول قطرالندى إلى فراشة ملونة تلون الليالي الكالحات…
يشهق القمر زنينة غيث في وجه السحر….

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24