الاثنين 06 مايو 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
أبو علي الحسين إبن عبد الله ابن سيناء .. أو: فردقان.. أو رواية يوسف زيدان - عبدالرحمن بجاش
الساعة 22:36 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


ليت الصفحات استنسخت نفسها…
ليت " ماهتاب" ظلت تتلكأ وتكتب مايملي عليها إبن سيناء الى مالانهاية…
ليت "منصورالمزدوج" آمر قلعة " فردقان" حيث كان حكيم الأطباء وشيخهم والرئيس،ما جاء باخباره السيئة،  وطلب من مهيار أن يأخذ أهله ويترك فردقان ويعود إلى " الرستاق" : " حدثت أمور كثيرة وسوف تتلاحق في الغد، ولا ندري إلى أي حال سوف تنتهي. والمكان يابني لم يعد مناسبا لوجودك انت ومن معك" ، " من معك " لم يكن معناها زوجته والبقية من أهله ، بالنسبة لابن سيناء ، يعني أن على ماهتاب ان تذهب معه أيضا ، وكيف للشيخ الرئيس أن يستوعب ذهابها من القلعة ومنه ، يعني ذلك أن مدد السماء سينقطع من الجمال والدفئ،  وعشق بدأ يتبرعم من دواة وقلم وقرطاس!!! صغرت الأرض بما رحبت ، وتحولت القلعة الى مجرد غرفة صغيرة ضيقة لاتكاد تسع شخص واحد !!!
لتوها أنهت ماهتاب أملاه عليها سيد الطب والعلم الشيخ الرئيس ابن سيناء ، ولحظتها كانت تهيئ نفسها لليلة نبيذ وغرام لامثيل لها ، ليقصف عمر اللحظة المزدوج الزعاق الذي توسط له إبن سيناء عند منصور الذي اكتشف أنه يجتمع سرا للغزنوني من ملأ الكون جثث وقتلى من خصومه ….
كانت اللحظة قبل مغادرة الشخص رحاب السهول قد فجرت أسئلة كثيرة في رأس إبن سيناء اقلها عصفا : إلى أين ستقذف به الأقدار من جديد؟؟؟الى همذان وأصفهان وشيراز وإلى قزوين، وأشدها إيلاما: هل سأفقد آلهة الجمال ماهتاب بعد سندس وروان!!!
والكتب ومنها التي لم تكتمل بعد ؟؟؟؟
أسئلة لم تجد جوابا…
لكن يوسف زيدان وجد كل الإجابات على الأسئلة واستطاع أن يسبك قلادة من ذهب رواية " فردقان" …
من يكتب الرواية لابد له أن يكون قارئا جيدا للتاريخ أو يضع قلمه جانبا …
استطاع زيدان أن يقدم للقارئ وجبة من ذهب ، وأنا هنا أتحدث عن رواية قرأتها وقارئ،  فلست ناقدا ولا يمكن أن أدعي ذلك  ..  فاالنقد له رجاله واقلامه
الأمير" سماء الدولة " أمر باعتقال إبن سيناء وفي قلعة " فردقان" …وبعلم قائد الجيش " تاج الملك" …
آمر القلعة " منصورالمزدوج" استقبله بحفاوة مستغربة !! لكن " الزعاق " بدد استغرابه ، وهو الذي سأله مستنكرا : " …..ولكن ، هل تعامل كل الذين يعتقلون هنا ، بمثل هذا اللطف؟  انت تختلف ياأمير الحكماء ، وكيف تراني مختلفا ؟ 
احتارالزعاق ...لكنه قام واغلق باب الغرفة ، وتلفت يمنة ويسرة، جلس ببلاهة منقطعة النظير نطق اخيرا ولعابه يسيل خوفا: هذه اوامر يا حكيم …
أوامر!!!!
الأمير سماء الدولة والوزير تاج الملك أرسل سرا إلى الآمر"منصورالمزدوج " ….برقعة وصلت يوم وصولك ، وكان المكتوب فيها كلمتين فقط : أكرمه ولا تهنه.." ويعلق إبن سيناء : " هذا عجيب . الأمير يحبسني ، ثم يأمر باكرامي …!!!!
عاد الزعاق يوضح له أن الاعتقال حصل إرضاء للعسكر؟؟؟!!! :" يا سيدي الأمير سماء الدولة يعلم أن العسكر لا يحبونك منذ كنت وزيرا لأبيه …….!!!!!!!!!!؟؟؟؟؟؟؟؟
هنا سأتوقف ، فقط لأثير  شجنكم وتقرؤو  رواية زيدان التي حبست أنفاسي حتى اكملتها ...وصف سماوي ، أسلوب يأخذ بالألباب خاصة عندما يكون الحديث عن العشق " سندس وروان" فما بالك عندما يكون عن " ماهتاب " اخت ماهيارالذي يغلبه النوم دوما ليترك الحبل على الغارب لعطرها يفعل بالشيخ الرئيس فعله !!!
أما الجوزجاني فحكاية أخرى،  و أبو سهل المسيحي الذي تبتلعه عاصفة الصحراء من بين يدي ابن سيناء فأمر آخر…
رواية كبيرة بحجم إبن سيناء وتاريخ إسلامي دام في معظم فصوله صراع على السلطة والثروة إلى لحظتنا ، فتن ، نساء يحكمن من مخادعهن ، ودين مظلوم من جهل مركب مساحته بحجم الصحراء التي غطتها دماء الدول والدويلات!!!
لمن يشاء ، برواية يوسف زيدان من وجهة نظري كقارئ تستحق أن تقرأ …
وقد تعمدت الا اسهب حتى اترك لخيالكم معايشة ماذا حصل في القلعة والرستاق وما بينهما وحولهما….

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24