الخميس 16 مايو 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
وَرَثَةُ الجَحِيم، وَهَولٌ إِضَافِيّ - محمَّد المهدِّي
الساعة 19:24 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 


فِيْ وَجهِ مَنْ عَبَثُوا، رَفَعتُ هُتَافِيَا 
وَأَمَامَ عَينِكَ، قَطَّعُوا أَطرَافِيَا 
كُنْ شَاهِدَ العَدلِ الأَخِيرَ، وَلا تَخَفْ 
مِمَّا سَتَلقَى، ظَاهِرًا أَوْ خَافِيَا 
وَاستَفتِ قَلبَكَ فِيْ دِمَاءِ عَوَالِمٍ  
مَجهُولَةٍ؛ تَجِدِ الجَوَابَ الشَّافِيَا 
وَخُذِ الحِكَايَةَ إِنْ غَفَوتُ، وَقُل: هُنَا 
يَغفُو امرُؤٌ مَا كَانَ فِينَا غَافِيَا
لا وَقتَ كَيْ أَنسَى احتِضَارَاتِ النَّدَى 
وَأَنَا أُشَيِّعُ دَاخِلِيْ صَفصَافِيَا 
أَنصَفتُ مَنْ دَفَنُوا الشُّمُوسَ.. بِشَمعَةٍ 
أَنصَفتُهُمْ.. مَا حَاوَلُوا إِنصَافِيَا 
سُبُلٌ مُكَتَّفَةٌ.. رُكَامُ هَزَائمٍ 
أَسَرَتْ خُطَايَ، استَعبَدَتْ أَكتَافِيَا 
تَبًّا.. عَنِ العَمَلِ المَرَايَا عُطِّلَتْ 
لا تَسأَلِ الأَبعَادَ "فُوتُوغرَافِيَا"
بِالوَحشَةِ امتَلأَ المَكَانُ، وَيَانِعٌ 
حِلِّيْ وَمُرتَحَلِيْ، وَحَانَ قِطَافِيَا  
إِنْ كَانَ ثَمَّةَ مَا أَعِيشُ لأَجلِهِ 
هُوَ أَنْ أُزَوِّجَ بِالضُّحَى أَهدَافِيَا 
لا تُحرِجُونِيْ بِالبَقَاءِ.. بَقِيَّتِيْ 
كَالنَّهرِ.. خَلّوا لِلظِّلالِ ضِفَافِيَا 
وَاستَعجِلُوا فِيَّ السَّكِينَةَ.. لَيسَ بِيْ 
صَبرٌ عَلَى مَنْ أقلَقُوا أُطيَافِيَا 
سَقفُ الصَّدَى مَرَضٌ خَبِيثٌ.. قَاعُهُ 
تَابُوتُ أَدخِنَةٍ يَخُونُ مَطَافِيَا 
وَصَحَائفُ النَّجوَى تَشُنُّ حُرُوبَهَا 
وَأَنَا أُنَاجِيْ، فِيْ الكِتَابِ، غِلافِيَا 
مَا عَاد مِنْ حُبٍّ لأُغنِيَةٍ، وَلا 
قَلبٍ.. لَقَدْ أَكَلَ الظَّلامُ شِغَافِيَا 
فَلِمَنْ أُغَنِّيْ، وَالوُجُومُ يُحِيطُ بِيْ!! 
أَبكِيْ، وَأَرتَجِلُ الدُّمُوعَ قَوَافِيَا 
وَالمِلحُ بَيتُ الأَبجَدِيَّةِ.. مُرَّةٌ 
صَلَوَاتُنَا.. حَولِيْ سَئمتُ طَوَافِيَا 
عَارٌ عَلَى الإِيقَاعِ، يُوقِعُ فِتنَةً 
بَينِيْ وَبَينِيَ.. لا أُطِيقُ خِلافِيَا 
عَارٌ عَلَى المَعنَى، يعِينُ بِحَرفِهِ 
بَطشَ الوُلاةِ؛ لِكَيْ تَزِيدَ "حِرَافِيَا" 
وَعَلَى الضَّمَائرِ حِينَ غَضَّتْ طَرفَهَا  
مَا ضَرَّهَا لَوْ حَدَّدَتْ أَوصَافِيَا!!
وَعَلَى الَّذِينَ يُرَدِّدُونَ مَوَاجِعِيْ 
عَارٌ، إِذَا لَمْ يَعقِلُوا استِنزَافِيَا 
لِكِنَايَةِ الرِّيحِ العَقِيمِ أَبُوحُ: لا 
أَدرِيْ لِمَاذَا يُنطِقُونَ عِجَافِيَا!  
وَبِأَيِّ حَقٍّ، بِالكَلامِ وَغَيرِهِ 
يَتَقَاسَمُونَ مَعَ الرَّدَى أَحقَافِيَا!! 
هَا يَا حُرُوفَ العِلَّةِ: اخضَرِّيْ كَمَا 
يَحلُو لِمَنْ لا يَعذرُونَ جَفَافِيَا 
كَمْ عَورَةٍ لِلصَّمتِ عَنْ مَا كَانَ أَوْ 
سَيَكُونُ عَاطِفَةً!!.. دَعِ استِعطَافِيَا 
وَدَعِ التَّأَمُّلَ فِيْ الظُّنُونِ سَلامَةً 
عُمْرُ السَّلامَةِ، لا تُحِقُّ تَجَافِيَا 
مَرَضٌ هُوَ الوَهمُ.. البِلادُ مَرِيضَةٌ 
بِالبُعدِ.. يَكفِيْ الوَاهِمِينَ فَيَافِيَا 
فَاجهَر بِعَافِيَةِ الخَرَابِ، وَقِفْ عَلَى 
أَطرَافِ رُوحِكَ، لا خَسِرتَ عَوَافِيَا 
وَوَرَاءَ مَقبَرَتَينِ، فَسِّر لِلثَّرَى: 
مَنفَى، وَرَاءَ الغَيمِ، يَركُضُ حَافِيَا 
مَنفَى: أَحِبَّتُكَ القُدَامَى كُلُّهُمْ 
يَا للأَحِبَّةِ!! يُصبِحُونَ مَنَافِيَا 
كَانُوا خَرِيفًا لِلحَنِينِ، وَفَجأَةً 
مَشتَى.. خَلَعتُ عَنِ الشِّتَاءِ لِحَافِيَا 
هَل أَكَّدُوا لَكَ كَيفَ عَنْ أَسلافِهِمْ 
وَرِثُوا الحَرَائقَ!؟.. لا تَلُمْ أَسلافِيَا
أَمْ أَنكَرُوا أَنِّيْ نَهَيتُ حَرِيقَهُمْ 
عَنهُمْ، وَأَنِّيْ كُنتُ حُزنًا نَافِيَا!! 
صَدِّقْ سِوَاهُمْ فِيْ بِلادِكَ كُلِّهَا
حَتَّى وَإِنْ كَانُوا "عِصَابَةَ مَاڤِيَا"
هُم شَرُّ أَهلِ الأَرضِ، أَهلُ جَهَنَّمٍ 
لَمْ يَحمِلُوا لِلخَلقِ قَلبًا صَافِيَا 
قَدْ أَكثَرُوا فِيهَا الفَسَادَ، بِظُلمِهِمْ  
وَبِجَورِهِمْ صَارَ الفَسَادُ خُرَافِيَا 
يَكفِيْ المَدَى مَا فِيهِ مِنهُمْ.. فَليَكُنْ 
أَمرُ الإِدَانَاتِ الكَبِيرَةِ كَافِيَا 
بِبَسَاطَةٍ قُل: هَكَذَا بِالفِعلِ.. قُل: 
بِبَسَاطَةٍ يَتَنَاسَلُونَ أَثَافِيَا 
هَتَكُوا البَسِيطَةَ، صَيَّرُوهَا مُومِسًا
وَالهَولُ -يَا للهَولِ!!- صَارَ إِضَافِيَا 
هَتَكُوا البَسِيطَةَ.. مُنذُ أَزمِنَةٍ وَهُمْ 
يَزنُونَ بِالتَّارِيخِ وَالجُغرَافِيَا 

____________ـ 
 

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24