الاثنين 06 مايو 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
ن …...والقلم
أحد أولئك الرجال الرجال … - عبد الرحمن بجاش
الساعة 20:29 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)



السبت 7 أغسطس 2021

مصطفى عبد الجليل، عبد الجليل نعمان، المعمري، سلطان عبد الولي، الزيادي، نعمان علي، عبد الرؤوف عبد الودود، عبد الرب القدسي، عبده احمد صالح، والقائمة تطول حتى الجنوب الذي تحول طياريه الحربيين إلى باعة قات، وطياري تاكسيات وحتى متسولين!!! وكله بفضل من كانوا في مرحلة لاحقة، بعد ان رموا بمن أسس القوات الجوية وقاتل، كافئوهم باعادتهم إلى بيوتهم بدون حتى كلمة "شكرا" ...لمجرد انهم من منطقة معينة ملعونة بنت ملعون غصبا عنها !!!!!..ومكنوا الناس هدرة بأن الجيش "مؤسسة وطنية" !!!!
تراه وقد أقبل يذرع بعضا من شارع الخمسين، وعلى قدميه، وعلى كتفه شاله الأثير، في نفس اللحظة التي قد يمر فيها فاسد حقير يركب سيارة بالملايين، ومرافقين فاضيين كل شغلهم الهنجمة!!!!
نكون ليلا طوال ثلاث سنوات، من بعد الحادية عشرة ليلا أثناء رمضان، نجتمع هناك: قاسم من صعدة، زياد من تعز، عبد الله من الحدأ، أمين من إب، ونظل أمام بوفيه…….في بيت بوس حتى الواحدة، حيث نعود إلى بيوتنا انتظارا للسحور...نتحدث في كل شيء، حتى تفرقت أيدي سبأ ...تلك العادة استنيناها من بداية الحرب التي تأكل أعمار الناس ولا يبدو ان لها نهاية!!! والخير لقدام بسبب توزع " ألشقاة " بين طرفي الصراع الإقليمي…
عانى مصطفى وهو المهندس الطيار والذي عرفته يوم ان قذف بي في مطار الحديدة على الc130 إلى صنعاء، ولم ينس تلك اللحظة ولا أنا ...عانى عميد الطيران الحربي كثيرا، ولم نسمعه يشكو أبدا ككل الرجال الكبار الذين دافعوا عن هذه الجبال، وورثها الجبناء !!! 
مصطفى عبد الجليل عنوان جيل قدم من عدن وما حولها على قدميه سعيا للدفاع عن المستقبل، التحق بالقوات الجوية، وغيره بالحرس الوطني، وغيره في ألوية الثورة والعروبة والنصر وعنوان المجد الصاعقة والمظلات...وبعد أن انتصروا اتهموا ب الحزبية حتى لا يقال بانتمائهم إليها المنطقة التي لاتعجب أحدا!!! فأقصي كثيرون بالتهمة الجاهزة بعد أن عذبوا في المعتقلات ورموا بهم بدون حتى رواتبهم!!! لكن ذلك الجيل ظل حسبه انتصاره للفكرة، للهدف، الذين أهدرا فيما بعد، واكتشف هؤلاء خداع السراب!!!
يذهب مصطفى عبد الجليل بدون ان تسمع كلمة في حقه حق جيله ...جيل أعطى وحرم من أبسط حقوقه ...وما يقهر الروح ان ذلك الجيل لم ولن يكتب عنهم أحدا!!! لأننا نستحي " خينا شقولوا" ...دعهم يقولون، فلم يجدوا لذلك الجيل غير المجد عنوانا ….
ظللنا نلتقي هنا وهناك في زوايا شارع الحي، نتأمل في ملامح بعضنا، نقرأها ونمضي، وأنا اعيد قلمي كل مرة إلى جرابه، حتى لا أذكر الرجل بأيام المجد التي أهدرت، لم اكن اريد نبش الوجع …
تعرض لحادث مروري، ظللت أتصل به، كم  يفرح للاتصال…
قبل يومين أخبرني الأستاذ الكبير المظلوم الآخر وعنوان نفس الجيل على جبهة التعليم أن " مصطفى متعب جدا " ، اتصلت إلى بيته، لم يكن قادرا على الرد ...خرجت، عند العمارة التي يسكن إحدى شققها توقف، لم أقوى على الصعود حتى ………
لك الرحمة ياصاحبي....
عذرا يا مصطفى ومنك لكل الجنود المجهولين: سننساكم كما كل مرة …
لله الأمر من قبل ومن بعد .

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24