الخميس 16 مايو 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
مِن سِفرِ المُعدِمِين - زاهر حبيب
الساعة 12:33 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 


سُـبحانَ مَـن خَـلَقَ الأنِـينَ وخَلَّقَهْ
فــي الـمُـعدِمِينَ وبـالقَناعةِ عَـتَّقَهْ
كَــم مُـعـدِمٍ إنْ جـاعَ طِـفلُ أنِـينِهِ
قَـبَـضَ الـهَـباءَ بـشَهقَتَينِ وأطـلَقَهْ
بـحـجابِ شِـقـوَتِهِ تَـوارَتْ شَـمسُهُ
ما عادَ فيهِ سوَى التَّعاسَةِ مُشرِقةْ
فـي بَـرزَخِ الأحلامِ يُوغِلُ بالأسى
ويَـجُـوبُ بـالآهـاتِ كُــلَّ الأروِقـةْ
يَـتَـصَـفَّحُ الآتـــي بـدَفـتَـرِ بُـؤسِـهِ
فـتَـلُوحُ فـيـهِ غَـيـابَتانِ ومِـشـنَقةْ
أسَـفـي.. كَــأنَّ لــهُ الـفَـناءَ هُـويَّـةٌ
ودُروبــــهُ بـالأُحـجـياتِ مُـبَـنـدَقةْ
يُـمسِي ويُصبحُ في رَصيفِ عَنائِهِ
مَـنفاهُ يَـركُضُ فيهِ كَي يَستَطرقَهْ
ومُـنَـاهُ فـي رئَـةِ الـتَّمَنِّي أجـدَبَتْ
وغَـدَتْ كـأصداءِ الخَريفِ مُشَقَّقةْ
ضـاقَتْ بـهِ دُنياهُ ، ضاقَ بها.. وما
لاقَى سوَى طَيفِ الضَّياعِ ليَعشَقَهْ
لَــكِــنْ لأنَّ غِــنَــاهُ يَــمـلأُ جَــوْفَـهُ
قَـد صـارَعَ الإمـلاقَ حَـتَّى أرْهَـقَهْ
إذْ ظَـلَّ كـ الأوطـانِ يَـشحَذُ نَفسَهُ
تَـبـقَى عـلى حَـبلِ الـعَفافِ مُـعَلَّقةْ
مــــا مَــــدَّ كَــفًّـا لـلـزَّمـانِ وإنَّــمـا
يَــومًـا تَـوَسَّـلَهُ دَمًــا كَــي يُـنـفِقَهْ
طُـوبَى لـهُ ، لـلكادِحينَ ، لـكُلِّ مَـن
جَـعَـلوا عُـراهُـم بـالـقَناعةِ مُـوثَقةْ
مــا تـاجَـروا بــدَمِ الـبَـلادِ وأهـلِـها
كَلّا ، وما كانتْ لَدَيهم ( صَندَقةْ )
أنَّــى لَـهُـم..! وَهُـمُ الـذينَ إذا رأوا
بـأنِـيـنِهِم كُـــلَّ الـجِـهاتِ مُـطَـوَّقةْ
عَـزَفُـوا نَـشِـيدَ الأنـبـياءِ لِـتَـغتَدي
أرواحُـهُـم بـرُبَـى الـتَّعَفُّفِ مُـورِقةْ

_______________________

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24