الجمعة 17 مايو 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
بِنَظَرِ الشَّاهِدِ المَذعُور - محمَّد المهدِّي
الساعة 20:47 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


نَظَرًا لأَنَّ الشَّاهِدَ انكَسَرَا 
نَدَع الحِكَايَةَ تَأخُذ الحَذَرَا 
وَنَحُكّ بِالأَرَقِ الحَنِينَ إِلَى 
مَرعَى جِهَاتٍ يُرضِعُ القَمَرَا 
.
.
نَظَرًا لأَنَّ اللَّيلَ أَكبَرُ مِن 
آفَاقِنَا وَرِحَالِنَا سَفَرَا 
نَمشِيْ عَلَى أَنفَاسِ وَحشَتِنَا
وَبِبُعدِنَا نَتَحَسَّس الخَطَرَا 
.
.
نَظَرًا لأَنَّ دُرُوبَنَا اتَّسَعَتْ 
لِضَيَاعِنَا، وَتَنَاسَلَتْ حُفَرَا 
نَتَقَاسَم المَنفَى، وَنَسعُل فِيْ 
وَجهِ الصَّدَى، وَنُؤبجِد السَّهَرَا 
.
.
نَظَرًا لأَنَّ حُضُورَنَا بَشِعٌ  
بَشِعٌ كَغَائبِنَا إِذَا حَضَرَا 
نَنسَى خُطَانَا بَينَ بَوصَلَةٍ 
وَمَتَاهَةٍ.. لا نَقتَفِيْ أَثَرَا 
.
.
نَظَرًا لأَنَّ الوَقتَ يَترُكُنَا 
صَرعَى وُجُودٍ، ذَاتَهُ خَسِرَا 
نُحصِيْ هَزَائمَنَا، نُدَافِع عَنْ 
وَهمٍ عَلَى إِدرَاكِنَا انتَصَرَا 
.
.
نَظَرًا لأَنَّ الخَوفَ فِيْ دَمِنَا 
يَجرِيْ، كَظِلٍّ فِيْ العَرَاءِ جَرَى 
لا نَطمَئنّ لِطَقسِ أَضلُعِنَا 
مُتَجَمِّدًا فِينَا وَمُنصَهِرَا 
.
.
نَظَرًا لأَنَّ صِرَاعَ وَاقِعِنَا 
دَفَنَ السَّحَابَ وَأَحرَقَ الشَّجَرَا 
نَستَنطِق الأَطلالَ أَزمِنَةً 
وَقُبُورُنَا لا تَعرِفُ المَطَرَا  
.
.
نَظَرًا لأَنَّ الرِّيحَ ثَروَةُ مَنْ 
ثَارُوا، وَأَنَّ المَشهَدَ اندَثَرَا 
لا نَدَّعِيْ خَيرًا وَعَافِيَةً 
وَالمَهرَجَانُ يُغَالِطُ الفُقَرَا..
.
.
نَظَرًا لأَنَّا فِيْ حَقِيقَتِنَا 
نَهجُو المِيَاهَ وَنَمدَحُ الشَّرَرَا 
نُدمِيْ الحَقِيقَةَ، لا نُضَمِّدُ فِيْ 
جَسَدِ المَدَى جُرحًا وَإِنْ كَبُرَا 
.
.
نَظَرًا لأَنَّ الأَرضَ قَاحِلَةٌ 
مِن بَاطِلِ البَطشِ الَّذِيْ انتَشَرَا 
نَتَذَكَّر الزَّمَنَ الجَمِيلَ: مَضَى 
لِنَعِيشَ هَذَا الوَاقِعَ القَذِرَا 
.
.
نَظَرًا لأَنَّ قُلُوبَنَا انطَفَأَتْ 
وَضَمِيرَ أُمَّتِنَا غَدَا حَجَرَا 
نَرثِيْ نَهَارَاتِ الحَيَاةِ، وَلا 
شَيئًا سِوَى هَذَا السَّوَادِ نَرَى 
.
.
نَظَرًا لأَنَّ الرُّؤيَةَ اختَنَقَتْ 
بِمَدَائنٍ فَحمِيَّةٍ وَقُرَى 
فِيْ الرَّملِ نُمعِن، لا نُحِسُّ لَهُ 
سَمعًا، وَلا يُولِيْ لَنَا بَصَرَا 
.
.
نَظَرًا لأَنَّا لا نَرَى وَطَنًا 
لِسَكِينَةِ الإِنسَانِ مُنتَصِرَا 
سَنَزُفُّ لِلمَاضِيْ مَضَاجِعَنَا 
وَنُعِيدُ فِيْ أَحلامِنَا النَّظَرَا 

____________ـ 
 

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24