الاربعاء 01 مايو 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
الحب والسياسة - ثابت العقاب
الساعة 22:13 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

قالت :
أريد ان أسألك وان استفتيك وان انصحك ..
اما السؤال فهو لماذا لم تعد تكتب عن السياسة ؟
واما الفتوى فهي هل يجوز الجمع بين الحب والسياسة ؟
وأما النصيحة فهي ان لا ترد علي .. 
لم أرد عليها وعملت بنصيحتها ولكنها لو لم تنصحن لكنت أخبرتها أن السياسة لم تعد قريبة إلى قلبي ولم تعد تستطيع ان تلهب احساسي أو توقظ مشاعري أو تجرح مواقفي السلبية منها ..
و لكنني لن اخبرها أنها المعطى الوحيد في هذا الكون الذي يدنس نفسه بنفسه وتصنع مجرى النهر بمخالبها وتغرق فيه وتمزق الأوراق النقية الصافية البيضاء ثم تكتب وصاياها على مؤخرة القرود الضآلة  ..
في السياسة كما في الكتابة أنت بحاجة إلى سجع وإلى قافية وإلى طباق وإلى تجانس وإلى كناية لكنك لست بحاجة إلى لغة .. لست بحاجة إلى قلم رصاص كي تمحو الساقط من القول والبعيد عن المعنى ..
كنت ساخبرها ان السياسة طرقات وشوارع وارصفة ومنازل واطلال وانهار وحدائق لكنني لن اقول لها و أحذية روائحها عفنة ..
لقد كان صعبا علي بل وشاقا جدا ان اعقد مقارنة بين السياسة والحب سواء في اختيار الكلمات والجمل والحكايات أو البشر  لأن السياسة باختصار هي ان تكون حقيرا وشجاعا وكريما وسيدا وعبدا وابا واما ورجلا وامرأة ومصاص دماء ونبي في وقت واحد ..
 اما الحب فهو ان تكون طفلا كبيرا فقط ..
في الحب نثمل لنغادر الوقت ونسرق الفرحة من شفاه الجراح ونزرع الأغنية فسائل على ابواب ونوافذ قلوبنا ومنازلنا ومكاتبنا ..
وفي السياسة نثمل لنغادر الحب والحياة ونمارس الرقص والغناء ولكن تحت الرحى بين العبودية والعبودية .. 
في الحب أنت لا شيء لكنك تستطيع ان تجلس على الشاطيء وتتصفح ذكرياتك وتبكي وتضحك وتنادي بأعلى صوتك أنا هنا ياحبيبتي ..
وفي السياسة أنت كل شيء لكنك لا ترى البحر ولا الشاطيء ولا تسمع صوتك ولا تستطيع الضحك ولا البكاء ولا تعرف حتى من أنت ؟..
في الحب يوم لك ويوم عليك و في السياسة يوم عليك ويوم على أولادك ..
في الحب بامكانك ان تنام عاريا و في السياسة حتى البجامة السابعة لا تحميك من لدغة اخوك المؤمن..
في الحب الحسنة بعشر امثالها وفي السياسة السيئة بعشر امثالها ..
في السياسة أنت قليل مهما كان وزنك وأنت غبار مهما كان معدنك وأنت كذاب مهما كان صدقك وأنت مزعج مهما كان سكونك وصمتك ..
و في الحب أنت قصيدة مكتوبة أو مغناة أو مهداة …!!!

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24