الجمعة 26 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
بسام شمس الدين روائي الريف - أحمد قاسم العريقي
الساعة 18:51 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)



الكثير من الروائيين يستهويهم السرد عن بيئة معينة. منهم يتميزون بالسرد عن البحر، منهم عن المدينة، منهم في المزج بينهم، وآخرون في الخيال العلمي والفلسفة .
 هناك من يكتبون عن الريف اليمني وقد نزحوا إلى المدينة ولم تخبت معالم الريف في أذهانهم، لديهم مشاعر حساسة يسردها شعراً أو نثراً هو الروائي بسام شمس الدين له عدة روايات تدور أحداثه في الريف الذي أحبه وخلده في رواياته ولم تنتزع المدينة ذلك الحب الذي يقول فيه الشاعر وما الحب إلا للحبيب الأول من تلك الروايات التي تدور أحداثه في الريف هي رواية (لعنة الواقف) التي فازت في مسابقة مجلة دبي الثقافية  وراوية ( نهاية رجل غاضب) وفيها زيد يحكي عن قصة خروجه ووالده من قريته إلى منطقة نائية تسمى القفر الأسفل، وهي منطقة خطيرة معزولة يسكنها القليل من السكان المحليين، وتعيش فيها قطعان القرود، وحيوانات أخرى ضارية. وينتمي الراوي هنا إلى فئة الفقهاء، ووالده جعفر فقيه غضوب متطرف الأفكار بحكم تربيته الدينية، وجذور غضبه تمتد إلى قبل عشرين عاماً، حيث تمردت أخته واقترنت بشخص فقير من فئة الفلاحين دون موافقة عائلتها، وانفجر غضب أخيها، وقرر أن يقتلها، لكن والده، وهو الرجل العالم بشئون الدين حبسه في حجرة، وقرر أن ينفي الزوجين إلى منطقة نائية بعيداً عن عينيه، وعقاباً لهما على ما فعلاه، ونسي الجميع الأمر، ولم يعودوا يفكرون بالفتاة فوزية التي زفوها وزوجها إلى المنفى واعتبروها ميتة، لكن الغضب ظل ملتصق بشخص شقيقها جعفر. 
وتبدأ القصة من عودة زيد وهو يحمل كيساً أبيض يحوي بقايا جسد أبيه، يعود بسيارة يقودها ابن عمته المنفية وابنتها هند، ويصطدم الجد برؤية أبناء ابنته العاصية، ويدور بينهما حوار يؤدي إلى الوفاق، ما يعني بأن الهروب يصنع الجفاء والوحشة. في هذه الرواية رمزية مبطنة عما يدور في هذا العصر الحديث، الذي يشوبه كثير من الإصرار على السير في دروب الهلاك، والإمعان في اقتراف الأخطاء. 
وفي رواية "نزهة عائلية" :
تبدأ الرواية بحادث غير مسبوق يشهده سوق الربوع، إذ تقوم عناصر قبلية باغتيال زعيم قبيلة أخرى، ويشاهد مأمون الجزار المسلحين عن كثب، ويرى الفتى الصغير هزام وهو ابن النقيب المغدور أرحب يفر من الموت ويلوذ بحانوته، ولا يستطيع الهروب من واجب إنقاذه، وتجبره زوجته المتغطرسة على الذهاب إلى قبيلة آل شهوان لطلب صفحهم على تدخله وإنقاذه ابن عدوهم، وهكذا يبقى مأمون الجزار مثل كرة تتقاذفها الأقدام، ويسجل حضوره في جميع الأحداث التي تشهدها المنطقة القبلية، وهنا تدخل معطيات مختلفة تقودنا إلى الصراع الخفي والظاهر الذي يدور بين المدينة والريف، حيث يصبح الريف عدواً شرساً للحضر بسبب الإهمال والإقصاء، ما يجعل المدينة هدفاً للهجوم الشرس من أفراد القبيلة.
وفي وروايته الأخيرة  زواج فرحان:
تدور أحداثها في ريف بني سعد. اتخذ الكاتب أسلوبا مختلفاً في السرد وهو التشويق لتتبع أحداث غامضة. بدأ أولها بأن كاذية أم فرحان تضرب ابنها بوحشية، ولم يذكر الكاتب السبب الذي ظل مخفيّا عن القارئ حتى يكتشف بنفسه من خلال السرد، وجعل القارئ يتتبع باهتمام  لماذا حدثت تلك المشكلة. 
وقضية أخرى بأن أبكر والد فرحان كانت القرية ترفض مصاهرته، لم يوضحها الكاتب مما جعل القارئ يتشوق لمعرفة السبب، على  الرغم أن ابكر والد فرحان يفتخر أنه من سلالة الملوك. لم يعد القارئ يعرف هل قوله نكاية في القرية التي ترفض أن تصاهره أم هناك أمر آخر. وسرد الكاتب من خلال أبكر حكاياته مسلية التي تعبّر عن الدروس والحكمة وتلك الحكايات مناسبة مع سياق أحداث الرواية 
ولرفض بني سعد تزويج فرحان من قريتهم ذهب أبوه ليزوجه من قرية بني فيلم الذين هم أعداء بني سعد وعاد خائبا لفشله في اختبار الشجاعة
وعند عودتهم إلى قريتهم حولت امرأة عاشقة فشلهم إلى نصر كبير وأدت لتحويل مسار الحدث كليا مما جعلته يخطب (زينة) ابنة النمس رجل أعلى منزلة في القرية وهومكرها وفعل الأب فعل عراقيل كثيرة لمنع هذا الزواج. 
وأثناء الخطبة حضر رجل ثري ليخطب زينة ابنة، وهو صديق أبيها منذ القدم وعرض عرضا سخيا بينما فرحان كان لا يمتلك غير حلقة الخطوبة لكن الحب انتصر وفضلت الفتاة فرحان الفقير 
 لم يستسلم النمس لمنع زوجة ابنة لفرحان فقتل العاهرة الأرملة ليلفّق التهمة على ابنته حتى لا تتزوج من فرحان وبعد حبسه أراد أيضا أن يعرقل الزواج بأن أوكل لأخوال ابنته بإتمام الزواج والذين حاولوا أيضاً أن يفشلوا الزواج بطرق عدة
ومن سخرية الكاتب للعادة القبيحة أن أخوال العروس جلسوا منتظرين وفرحان في خلوته من زوجته منتظرين الخرقة البيضاء التي أعطوها له تأخر تلويث الخرق بالدم فقد خدعه ثعبانه الطويل في يوم عرسه وراح في نوم عميق فغضب فرحان وردع الجدار ونزل الدم من أنفه ومسح دمه بالخرقة وعاد أهل العروس فرحين يطلقون الرصاص فرحا بشرف ابنتهم  بعد أن استلموا الخرقة الملوثة بدم عذرية ابنتهم.
 ترى ماذا لو أن غشاء بكارتها العذراء هلامي لا ينزف دما أو مطاطي أكثر من اللازم.! ثم سيكون مصيرها. ثم أن هنا أمر هو الكثير من البشر وليس من أولاد آدم فهناك فرق بينهم !!  يتمسك بالعادة أكثر من التمسك بالدين
هناك بعض الهنات في التسميات:
مثلاً أستخدم الكاتب جملة "المأهلون  للحوار" وكان من الأحرى أن يذكر  حكماء القرية  أو عقلاء القرية
كبير القرية كان يمكن أن يقول "أعلى منزلة في القرية

 

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24