الخميس 04 يوليو 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
الحراك التهامي والحوثيون وجها لوجه (تحليل)
الحراك في تهامة
الساعة 18:18 (الرأي برس - الأناضول)

منذ نحو أسبوعين، مدت مليشيات جماعة أنصار الله المعروفة إعلاميا باسم جماعة الحوثي، التي أسقطت العاصمة صنعاء في سبتمبر/ أيلول الماضي، نفوذها إلى محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر،غربي اليمن، دون مقاومة، لينتشر المسلحون الحوثيون في مدينة ومحافظة الحديدة اللتين تحملان ذات الاسم.

 

ونصب الحوثيون نقاطهم الأمنية على مداخل المحافظة وإلى جوار أهم مؤسساتها الإستراتيجية كالميناء والمطار، وسيروا دورياتهم الأمنية في شوارعها وعلى الطرق الرئيسية التي تربطها ببقية المحافظات، بما فيها الطريق الدولي مع السعودية، لتشهد المدينة لاحقا أول مواجهات مسلحة للحوثيين كان الطرف الثاني فيها مسلحين ينتسبون إلى حركة شعبية تطلق على نفسها (الحراك التهامي) على غرار الحراك الجنوبي.

 

الحراك التهامي

والحراك التهامي، حركة نشأت بعد الاحتجاجات الشعبية باليمن في العام 2011 التي أطاحت بالرئيس السابق علي عبد الله صالح، وتتخذ من إحدى حارات مدينة الحديدة معقلا رئيسيا لها، هي "حارة اليمن" غربي المدينة، حيث توجد ساحة كبيرة ينفذ فيها الحراك فعالياته الشعبية، وإلى جوار هذه الساحة توجد قلعة أثرية من العهد التركي يتخذها رمزا له ويفرض عليها نفوذه.

والحارة مع الساحة والقلعة، هي الأماكن التي يعتقد الحراك أنها محل نفوذه التي يفترض ألا يشاركه فيها أحد، وذلك كموقف سياسي منه ضد تواجد مليشيات الحوثي الشيعية في كل محافظة ومدينة الحديدة.

 

كفة المواجهة

وبحسب مراقبين، فإنه من الناحية العسكرية، يتفوق المسلحون الحوثيون كثيرا على مسلحي الحراك، فهم يمتلكون أسلحة ثقيلة ومتوسطة استولوا عليها من مخازن الدولة في عمران (شمال) وصنعاء وصعدة (شمال) خلال المعارك التي خاضوها هناك.

وتلك المعارك هي ميزة أخرى لمسلحي الحوثي من حيث التدريب على المعارك، كما يشاع أنهم مدعومون بمقاتلين عسكريين مما كان يعرف بقوات الحرس الجمهوري سابقا، التي ينتمي إليها أقوى الألوية العسكرية بالجيش وهو اللواء العاشر.

فيما لا يتوفر لمسلحي الحراك وهم عشرات الشباب غير المدربين سوى أسلحة الكلاشنكوف، الذي يعد سلاحا شخصيا في اليمن، والتجربة القتالية الوحيدة التي خاضوها هي احتجاز سفينة أجنبية للصيد بالجرف في 2012.

ويرى خبراء أن التفوق العسكري هو غير حاسم في مثل هذه المعارك الأهلية، حيث يحظى الحراك بالدعم الشعبي في المنطقة، بالإضافة إلى سخط الناس على تواجد المليشيات الحوثية، وتاريخ الصراع المذهبي والجغرافي بين أسلاف الحوثيين القادمين من الجبال من الشيعة وبين أسلاف التهاميين في السهول الغربية من السنة، الذين خاضوا معارك شرسة في عشرينيات القرن الماضي، لمقاومة إخضاع قبائل السهول التهامية لحكام الجبال من الأئمة (الهاشميون) الذين حكموا اليمن الشمالي من بعد خروج الأتراك وحتى قيام النظام الجمهوري في ستينيات القرن العشرين.

 

 

مطالب مشروعة

ذلك الصراع لا يزال يؤثر حتى الآن في وجدان الناس في تهامة، وما الحراك التهامي الذي تشكل من بعد ثورة 2011 إلا إحدى تعبيراته تحت لافتة رئيسية هي القضية التهامية التي يجد فيها أصحابها أنها لا تقل في أهميتها ومظالمها ومطالبها المشروعة عن القضية الجنوبية.

و"تهامة" هو الاسم التاريخي للمنطقة، فهو في اللغة العربية اسم يعبر عن السهول الممتدة من الجبال إلى البحر، إلا أنه في الاستخدام السياسي الحديث في اليمن يطلق على المنطقة السهلية التي تمتد من أطراف الجبال شرقا إلى سواحل البحر الأحمر غربا وتضم محافظة الحديدة وسط، والمنطقة الغربية من محافظة حجة شمالا على الحدود السعودية، والمنطقة الغربية من محافظة تعز إلى الجنوب حتى مضيق باب المندب.

 

ولهذه المنطقة تاريخها السياسي المستقل في أغلب فترات التاريخ عن المناطق الجبلية الداخلية لليمن، كما أنها تختلف عنها مذهبيا حيث يغلب عليها المذهب الشافعي السني في مقابل المذهب الزيدي الشيعي في الجبال.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24