الجمعة 17 مايو 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
نجل الرئيس الأسبق الغشمي يكشف تفاصيل الأحداث في اليمن.. ( حوار)
الساعة 21:35 (الرأي برس ـ محمد الجرادي ـ الإقتصادية)

الشيخ حسين الغشمي أحد أبرز مشايخ قبيلة حاشد ونجل الرئيس اليمني الأسبق أحمد حسين الغشمي، الرئيس الأسبق للشطر الشمالي من اليمن الذي انتهى حكمه بعد اغتياله في 1978 وخلفه علي عبدالله صالح الذي مارس التنكيل والتشريد المتعمد بحق أسرة الغشمي، خاصة نجله حسين ضيف هذا الحوار، كما أن في أسرة آل الغشمي تنعقد مشيخة قبيلة همدان إحدى أبرز قبائل حاشد واليمن.

في الحوار يتحدث الغشمي عن مستجدات الوضع في اليمن وموقف قبائل إقليم أزال الذي يضم (صنعاء، عمران، ذمار، وصعدة) من الانقلاب الحوثي ودور قبيلة حاشد على وجه التحديد والموقف من التحالف العربي الداعم للشرعية في اليمن.

كيف يقرأ نجل الرئيس الأسبق الغشمي الأحداث الجارية في اليمن؟

- ما أشبه الليلة بالبارحة وما يحدث اليوم هو نتيجة لفرض حل سياسي لحرب الملكية والجمهورية، الذي كان نتيجته عدم وجود حسم كامل للقوى المتصارعة بعد ثورة سبتمبر واستيعاب القوى الملكية التي ظلت تنخر في النظام الجمهوري، إلى أن عادت الإمامة بثوب جديد وهي الحركة الحوثية، وأضف إلى هذا التجهيل المتعمد لمناطق بعينها كسياسة إقليمية ودولية لها أكبر الأثر في هذا. والآن هناك قوى تحاول فرض الصيغة السياسية نفسها التي فرضت بعد ثورة سبتمبر، وإن تم لها ذلك فهذا يعني أن هناك حروبا مؤجلة، وهذه المرة لن تتضرر اليمن وحدها، بل سيكون الأثر الرئيس على دول المنطقة نفسها. نحن لا نريد ولن نقبل بإقصاء أي طرف، ولكن الأساس هو بناء دولة حقيقية ونظام سياسي سوي وتعليم يبث المساواة والعدل في نفوس الناس ثم يراه المواطن عيانا في حياته، وإلا سنعود للمربع الأول.

ما موقفكم من التحالف العربي الداعم للشرعية في اليمن؟

- موقفي الأساسي كأغلب المواطنين اليمنيين هو من الثورة المضادة التي يتصدرها صالح والحوثي، وكواحد من أبناء ثورة فبراير 2011 لن أقبل بالعودة للماضي القريب أو البعيد مهما كلف الأمر، وبالنسبة لي ولأغلب اليمنيين نرحب بأي عون من دول شقيقة أو صديقة لإعادة الأمور إلى نصابها واستعادة الدولة في اليمن، ولكن يحتاج الناس إلى ضمانات حقيقية كإعلان مشروع واضح للإعمار أو خريطة طريق سياسية لما بعد الحرب، لأن هذه المخاوف إذا لم تجد ضمانات حاليا فستسهم في تململ مواقف بعض دول التحالف وتأييده، ونعتقد أنهم يدركون ذلك.

ما موقفكم من المقاومة الشعبية المناهضة للحوثيين في المحافظات؟

- نؤيد بكل قوة أي مقاومة شعبية ضد التحالف الحوثي في اليمن، ولن نقبل أن يحكمنا أي طرف بالقوة مهما كانت مبرراته وأساليبه وسنقدم فلذات أكبادنا ثمنا للحرية والانعتاق من الطغاة البغاة، ونشد على أيدي المقاومة وندعمهم بكل ما نستطيع قولا وفعلا إذا استطعنا.

قبائل اليمن في الجنوب والشرق والوسط تقاوم الانقلاب الحوثي؟ بينما تصمت قبائل الشمال وتحديدا أبناء إقليم أزال؟ في رأيك لماذا؟

- يبدو أن ذاكرة التاريخ مثقوبة بالفعل ونتناسى أن هذه المناطق هي أكثر من قاوم التقدم الحوثي بدءا من دماج إلى حاشد ثم عمران، وحينها كان باقي أغلب أهل اليمن والقوى السياسية تبرر عدم دعمها لنا بمبررات عدة، منها أن هذه الحرب ضد الإصلاح ولا دخل لنا أو أنها بين الزيود بعضهم بعضا وأيضا لا دخل لنا، أو أن هذا بين الشماليين ونحن الجنوبيين لن يجرؤ الحوثي على معاداتنا، بل كان يظن بعض إخواننا الجنوبيين أن الحوثيين حليفهم أو أنه سيخلصهم من بيت الأحمر أو علي محسن، ولو فقط قاوم الناس لفظيا ومعنويا ودعموا مقاومة أهل أزال لهم لما وصلوا إلى داخل صنعاء، ومن ثم انتشروا إلى داخل عدن.

أنت أحد مشايخ قبيلة حاشد؟ أين حاشد مما يجري في البلاد؟

- أنا لا أفضل كلمة شيخ وإن كنا من أسرة مشايخ، وكل ما تطمح له هو أن نصل إلى دولة المواطنة، ونحن كأبناء الرئيس أحمد الغشمي نرزح تحت ظل ظلم صالح وأعوانه منذ وعينا الحياة، ويجب في هذا المقام أن أذكر أن عمي الشيخ محمد الغشمي- رحمه الله- كان أول من أعلن عداءه لصالح من أول أيامه وعانينا كثيرا من ظلمه وتجبره وتعنته وفهلوته، بعكس ما يشيع نظام صالح أننا عند الناس مقربون له.

كيف تقيم دور حاشد في الماضي؟ وهل ترى أن لها دورا في الحاضر والمستقبل؟

- حاشد كانت رمزا لمقاومة الإمامة مهما حاول الغير، لأسباب كثيرة، تغييب دورها أو انتقاصه، ولإثبات هذا علينا أن نرى أن انكسار حاشد أمام المؤامرات أدى إلى سقوط صنعاء بل وانتكاس النظام الجمهوري برمته. حاشد تضررت كثيرا بعد الفترة التي تلت المصالحة الملكية ودخولها معترك السياسة الذي أكسبها أشياء ولكنه أفقدها أشياء أخرى في الطريق، ونتمنى في المرحلة المقبلة ألا تكون حاشد شوكة الميزان للنظام الجمهوري، بل يكون كذلك كل فرد في اليمن بلا استثناء.

لماذا نرى استسلام قبائل حزام صنعاء للانقلاب الحوثي؟

- ليس استسلاما بالمعنى الذي تصوره، ولكنها حسابات لا ألومهم عليها فما عانوه من خذلان الجميع في فترة ما قبل سقوط صنعاء يجعلهم يحسبون ألف مرة قبل أي مقاومة، وأضف إلى هذا أن قلة الدعم للمقاومة في عدن وتعز والبيضاء اليوم باستثناء القصف، يجعلهم يفكرون أكثر في مغبة الانخراط في أي مقاومة ثم يتركون فريسة سهلة لأعدائهم دون دعم حقيقي وواضح، وأضف إلى هذا أن من أهم المخاطر على الساحة هو غياب القيادة الحقيقية للمقاومة؛ القيادة التي تدعمها وتخطط لها على مستوى اليمن بأكمله، وكل ما يوجد اجتهادات شخصية في عدن وتعز وغيرها. الرئيس هادي يمتلك الشرعية لكنه يجب أن يستعين بقيادات سياسية وعسكرية لتقود المقاومة، البلاد لا تحتمل، وعوامل الحسم السريع متوافرة.

يقال تاريخيا كلما تختلف قبائل هذا الحزام تذهب للبحث عن إمام وتسهم في إسقاط الدولة؟

- ما كانت تفعله هذه القبائل هو إسقاط الأئمة الذين يقومون بظلمهم أو استجابة للذهب من أحد الأئمة الأخرين وليس إسقاط الدولة؛ فالإمامة عبر تاريخها قتلت فكرة الدولة وشخصنتها في عدة أسر. تعلمت هذه القبائل بسبب الجهل والفقر أن يكون رزقها على أسنة الرماح، وفشل ثوار سبتمبر في تغيير هذا المعادلة لتوجيههم بالتعليم وفتح آفاق الاقتصاد ليستوعبهم فظلوا بعقلية من يكسبون رزقهم بسلاحهم مع الأئمة أو غيرهم من الجمهوريين. والتركيبة الثقافية والمذهبية في هذه المناطق قد تغيرت كثيرا على مدى أكثر من 50 عاما من عمر ثورة سبتمبر المجيدة، وأصبح كثير من أهلها من أهل السنة، وكثير منهم لا يقبلون بالإمامة كفكر، ولكن في إطار المكاسب المادية، ولا أظن أن المؤدلجين الذين يؤمنون بالإمامة في هذه المناطق نحو من 10 في المائة كأقصى تقدير.

صنعاء سقطت في أسبوعين.. هل ترى أنها ما زالت مناسبة لتكون عاصمة لكل اليمن؟

- صنعاء سقطت حين تركت دماج، واختزال الأمر في أسبوعين يعمق الرؤية للمشكلة ولا يحلها. بالنسبة للعاصمة ليس المكان في المنطقة بقدر ما هو عدم وجود دولة حقيقية تحفظ العاصمة وأهلها بالحق والعدل، وقد كانت العاصمة في عدن وهي مدنية أكثر من صنعاء، ولكن الظلم وضعف الدولة أدى إلى حروب عنيفة فيها وكان آخرها في 1986 التي كان القتل فيها بالهوية الشخصية للمتحاربين. علينا أن نعمق مفهوم الدولة والمواطنة المتساوية والحقوق والواجبات لنضمن عاصمة حقيقية وليس اختزالها في قبائل حول العاصمة. وبالنسبة لي أتمنى أن تنقل العاصمة إلى المكلا لأسباب كثيرة ليس فيها ما ذكرت في سؤالك.

هل تتوقع استقرارا قريبا للأوضاع في اليمن؟

- الحقيقة أن تصرف الأشقاء في السعودية هو الذي سيقرر ما ستؤول إليه الأوضاع في اليمن من استقرار أو عدمه، لهم اليوم الكلمة، وسينعكس هذا عليهم في حال فشلوا – وهو أمر نستبعده – في إيجاد استقرار داخل اليمن.

كلمة أخيرة تود قولها؟

-اليمن والسعودية والدول العربية كلها عضو واحد إذا سقط أحدها تأثرت الأخرى، والنوايا الإيرانية في المنطقة غير مطمئنة بالمرة، وثمنها سيول من الدماء المحرمة، وعلى دولنا الالتفاف حول بعضها وتشجيع تكون تكتل إقليمي بقياده السعودية؛ فهذا هو الضامن الأساسي لأمن منطقتنا وبلداننا، إضافة إلى تحسين أحوال الشعوب وإعطائهم حرية أكثر لكن الحرية التي تبني ولا تهدم.

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24