الخميس 16 مايو 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
المحلل السياسي اليمني محمود الطاهر: صالح والحوثيون يعيشون «فترة عسل مؤقتة».. وعودة هادي مستحيلة
محمود الطاهر
الساعة 03:21 (أجرى الحوار لصحيفة الوطن القطرية/ سيد طنطاوي)

قال الكاتب الصحفي والمحلل السياسي اليمني محمود الطاهر، إن الاتفاق الحالي بين الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح والحوثيين يجمع بينهما هدف واحد، مشيرًا إلى أن ذلك ما هي إلا فترة «عسل مؤقتة، ستنتهي قريبًا.

وأوضح "الطاهر" في حور أجرته معه صحيفة الوطن القطرية، أن الرئيس عبده ربه منصور هادي بات من المستحيل عودته إلى اليمن، بحكم المبادرة الخليجية والدستور اليمني.

وتحدث عن سيناريوهات توقعها لنهاية الحرب على اليمن، والأوضاع الإنسانية في اليمن ونسبة الحوثيين في البلاد، ومواضيع هامة نوردها في سياق الحوار التالي..

ما هي أبرز القوى الداعمة للحوثيين بعد علي عبد الله صالح الرئيس السابق؟

دعونا من حديث الإعلام التي تتحدث عن دعم الحوثيين، فالحوثيين لا يمكن أن يكونوا متفقين مع علي عبد الله صالح سياسيًا لأنه طرف سياسي له أفكاره وأهدافه، والحوثيين طرف نقيض له أهدافه وطموحاته. وعلي عبد الله صالح يعتبر عدوهم الأول، لكن الحرب التي شنها التحالف العربي بقيادة السعودية  على اليمن، أجبرتهم على أن يعيشوا مع بعض فترة "عسل" موقتة سيختلفون قريبًا..

أما القوى الأخرى.. فالحوثيون ليس لهم قبول بين أطياف الشعب اليمني، لكن الحرب الأخيرة أكسبتهم تعاطف كبير، وهو ما نستطيع القول إنهم حصلوا على خدمة لم يكن يحلموا بها.

 

ما هي النسبة التي استطاعت عاصفة الحزم أن تحكم بها عنف الحوثيين؟

عاصفة الحزم خدمة الحوثيين أكثر من أن تحجمهم أو تقزمهم.. فالحوثيون قبل عاصفة الحزم كانوا يسيطرون على حوالي 50 من اليمن أو أقل من ذلك، لكن بعدها فالحوثون باتوا يسيطرون على 98 % من الجمهورية اليمنية، فضلاً عن أن الجيش اليمني الذي كان يقف موقف الحياد أصبح معهم في خندق واحد يخوضون الحرب على الحدود السعودية فضلا عن أن قوات الأمن الخاصة أصبحت أيضًا تقاتل معهم ضد المقاومة الشعبية، نتيجة لهذه العاصفة، على اعتبار أنه انتهاك للسيادة اليمنية، والمقاومة هي سبب في ذلك.

 

هل اليمنيون يعولون على القوات العربية المشتركة في حالة تصاعد الأزمة؟

الأزمة تتصاعد يومًا بعد آخر.. والمقاومة تفت يومًا بعد آخر نتيجة لزيادة عنف الجيش الذي يزداد كلما أزدات ضربات التحالف، فاليمنيون باتوا يأملون بالحوار أفضل من تعويلهم على القوات العربية المشتركة، لأن الحرب لا يمكن أن تحل أي قضية.

ماذا عن الوضع الإنساني داخل اليمن؟

الوضع الإنساني في اليمن وصل إلى مرحلة في غاية التعقيد، الأمراض انتشرت بشكل كثيف في مناطق الصراع، وخاصة مرض "حمى الضنك" التي أنتشرت في مدينة عدن بشكل كبير نتيجة للحرب الدائرة هناك ونقص الغذاء والدواء والمقومات الإنسانية البسيطة، وأدعو اليمنيين بمختلف مكوناتهم السياسية أن ينظروا إلى اليمنيين أبناء وطنهم وإخوانهم وأحبابهم بمنظر الإنسانية والرحمة..

ما هي أكثر الدول التي استقبلت لاجئين يمنيين؟

جيبوتي تعتبر أكثر الدول التي استقبلت اللاجئين اليمنيين لكنها تعاملهم معاملة سيئة.

كم عدد اللاجئين وقت الأزمة والان؟

وصل عدد اللاجئني حتى هذا الوقت إلى مليون لاجئي يمني، والعدد مرشح للزيادة.

ما هي نسبة تعداد الحوثيين من اليمن؟

لا نستيطع أن نعطي نسبة معينة للحوثيين، لكن تقريبًا الحوثيون يشكلون نحو 8 إلى 10 % من الشعب اليمني.

كيف ترى الدعم الإيراني للحوثيين؟

الدعم الإيراني للحوثيين ليس بجديد.. فهو معروف عنه منذ 2003، ونتيجة لذلك توترت العلاقات بين صنعاء وطهران، وتحدث عنها الرئيس السابق علي عبدالله صالح أكثر من مرة، وحاول أن يحجم ذلك الدعم، إلا أن ثورة الربيع العربي، وتراخي دول الخليج العربي تجاه اليمنيين أفسحت المجال لإيران بالدعم الكامل، وخروج الحوثيين من كهوفهم إلى المدن ومن ثم الطموح والوصول إلى هرم السلطة في البلاد.

هل من الممكن أن تقدم إيران مقترحات لحل الأزمة؟

إيران مشكلة كبيرة وخطورتها أقوى، لكن يجب على المجتمع العربي أن يواجهها فكريا، بفكر مضاد واعي منطقي، لا الحرب.. لأن الحرب لا يمكن أن يفضي إلى أي نتيجة.

وهي أيضًا أصبحت جزء من الحل، نتيجة لما أسلفته وهو تراخي دول الخليج العربي نحو الشعب اليمني منذ البداية.

 

وهل صحيح أن حزب الله يساعد الحوثيين؟

لا أعلم بذلك.. لكني أسمعها من الإعلام كما تسمعها أنت لكني لا أستبعد ذلك.

 

ما الأوراق التي يمكن بها الضغط علي الحوثيين؟

لم تعد هناك أوراق يمكن أن تضغط بها على الحوثيين.. لأن ورقة الحرب هي كانت آخر الورق التي استخدمت، ويجب الآن اللعب معها سياسيا، ومحاولة جرها إلى صندوق الانتخابات ليقول الشعب كلمته في هذه الجماعات.

 

هل من الممكن المطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة في حالة استقرار الأوضاع وعودة الرئيس عبد ربه هادي منصور؟

عبده ربه منصور هادي من المستحيل عودته بعد ما حصل لليمن، هذا رأي كل يمني، حتى المناصرين لشرعيته يرون ذلك، وأيضًا وفقًا للمبادرة الخليجية والدستور اليمني، فالرئيس هادي أصبح خارج نطاق الشرعية، ونتمنى أن يخرج المتحاورون في مؤتمر جنيف إلى حل يرضي كافة الاطراف اليمنية وهو الاحتكام إلى صندوق الانتخابات.

 

هل اليمنيون يعولون كثيرا علي الموقف الدولي؟

الموقف الدولي لا يسعى بجدية نحو لإيجاد حل للأزمات الراهنة في الوطن العربي، فهو يريد أن تبقى المشاكل ليبقى هو سيد الموقف، وهو من يدير العمليات الحربية.. فالوطن العربي لا يهم الغرب، هم في الأساس يؤمنون بفكرة أن يحارب العرب بعظهم ليقضوا على أنفسهم.

 

ما السيناريو الذي تتوقعه الان؟

هناك ثلاثة سيناريوهات متوقعة لنهاية الأحداث الحالية، وهي: إما أن تستمر الحرب لفترة طويلة، وقد يحدث هناك توحيد بشكل كامل للجبهات الداخلية في اليمن ومنها الجيش بكل فئاته، ويستخدمون حرب استنزاف ضد السعودية، وقد ينتهي بكارثة لا يحمد عقباها.

 

السيناريو الثاني قد تستمر الضربات تحت صمت دولي رهيب، وهو ما قد يثير أطراف في المنطقة ينتج عنها ثورات طائفية ينتهي إلى تقسيم اليمن والسعودية وجزء من المنطقة على أساس طائفي ومناطقي، تتويجا لخطة الشرق الأوسط الجديد.

 

أما السيناريو الثالث، إن وجد هناك عقلاء في الوطن العربي وخصوصًا اليمن والسعودية،واللجوء إلى طاولة واحدة يجتمع عليها كافة أطراف النزاع دون استثناء، والاتفاق على مجلس رئاسي من كافة أطراف النزاع يكون من مهمته الدعوة إلى انتخابات مبكرة، وهذا ما نأمل أن يكون.

 

ماذا عن مؤتمر جنيف؟

لا أتفائل بمؤتمر جنيف نتيجة للتصريحات العصبية من قبل الأطراف الحاضرة فيها.. فوفد الرياض يريد عودة الشرعية وتطبيق القرار الأممي 2216، وهذا لا يمكن أن يحدث نتيجة لأن القرار صدر والحوثيون كانوا على أعتاب صنعاء، لكن الآن باتوا مسيطرون على الدولة، والجيش تحت أمرتهم.

أتوقع أن يفشل مؤتمر جنيف، وأن تعود الأطراف إلى الميدان، وهذا يعني المزيد من سفك الدماء، المزيد من تشريد وتجويع اليمنيين..

 

في حالة تشكيل مجلس رئاسي انتقالي تتوقع من يكونون أعضائه؟

ستكون من كافة أطياف المكونات السياسية اليمنية وهي: حزب المؤتمر الشعبي العام (حزب صالح)، والحوثيين، واللقاء المشترك (تكتل أحزاب يمنية من بينها الإخوان المسلمين)، والحراك الجنوبي.

 

هل هناك ضغوط عربية على الرئيس هادي؟

لا أعتقد أن هناك ضغوط على هادي في الوقت الراهن، لكن هناك تسريبات تفيد أن عليه ضغط من دولة عربية تسعى أن يسلم صلاحياته إلى نائبة، لكني لا أستطيع أن أؤكد لك صحة تلك المعلومات وتبقى مجرد إشاعة.

 

ما تقييمك للموقف العربي حتي الان؟

الموقف العربي متخاذل منذ البداية، كان يستطيع أن يحتضن كافة الأطراف اليمنية ويسعى إلى حل الأزمة من جذورها.

 

ماذا عن الدور القطري في الأزمة؟

قطر ضمن التحالف العربي، ودورها جزء من الدول المشاركة في ذلك، لكن لها قبول لدى شباب الثورة اليمنية والإخوان المسلمين.

 

هل سيكون هناك هدنة إنسانية في شهر رمضان؟

أتوقع أن يكون هناك هدنة، لكن السئوال الذي نتمنى من أطراف النزاع في اليمن هو هل سيتم الالتزام بتلك الهدنة؟

 

صف لنا الأجواء الرمضانية في اليمن في ظل ما يعانيه؟

سيكون أسوأ عام رمضاني يمر على اليمن، نتيجة لإنعدام الغذاء ومشتقات الطاقة، ونسأل الله أن يكون معهم، وندعو الجهات المانحة أن تستغل الهدنة إن وجدت والنزول إلى الأرياف والقرى بنفسها، وإلى الأسر الفقيرة لتسلم لهم المساعدات الإنسانية دون أن تسلمها إلى جهات قد تستغلها وتبيعها على المواطنين بأسعار عالية.

 

ماذا عن دور مصر؟

دور مصر متحفظ إلى الآن، وكنا نتمنى أن تعود مصر إلى ريادتها في المنطقة العربية، وأن تدعو اليمنييون إليها، وكان لها قبول من كافة الأطراف اليمنية..

وأخيرًا.. ماذا عن الأجواء الرمضانية في اليمن في ظل ما تعانية البلاد؟

رمضان هذا العام هو أسوأ رمضان يمر على اليمن في التاريخ، نتيجة لعدم وجود الغذاء ومشتقات الطاقة، وندعو الجهات المانحة أن تستغل شهر رمضان وتنزل إلى الأرياف والقرى، وإلى الأسر الفقيرة لتسلم لهم المساعدات الإنسانية دون أن تسلمها إلى جهات الحوثيين أو الحكومة التي تستغلها وتبيعها لرجال أعمال من دول أجنبية، وإن وصلت اليمن فإن جشع التجار يبيعونها للمواطنيين اليمنيين بأسعار خيالية.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24