الخميس 16 مايو 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
«تفاصيل هامة»
محافظ لحج يكشف عن الجهة التي تسيطر على المحافظة وحجم الدمار الذي خلفته الميليشيات
الساعة 16:18 (الرأي برس ـ الشبيبة ـ عدن ـ إبراهيم مجاهد)

خص الدكتور أحمد مهدي فضيل محافظ لحج اليمنية، "الشبيبة" بحوار خاص تطرق فيه إلى الأوضاع التي تعيشها المحافظة حالياً وعن حجم الدمار الذي أحدثته آلة الحرب التابعة لمليشيا الحوثي وصالح. كما فند المحافظ فضيل الأنباء التي تتحدث عن سيطرة عناصر من تنظيم القاعدة على مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج. وفيما يلي نص الحوار

- ما هي التقديرات الأولية لحجم الخسائر والدمار الذي تسبب به عدوان مليشيا التمرد الحوثي وصالح على محافظة لحج؟

• الدمار الذي لحق بمحافظة لحج عاصمة المحافظ "الحوطة" والمناطق التي شهدت مواجهات، يكد أن الدمار فيها أكثر من أي محافظة أخرى بما فيها عدن إذا ما استثنينا بعض المناطق مثل خورمكسر وغيرها، فمدينة الحوطة دُمرت بالكامل، قد تجد دمار في عدن ولكنه مقتصر على بعض المناطق، إلا أنه في لحج فالدمار شامل سوى الذي طال مؤسسات الدولة أو منازل المواطنين أو المصالح العامة مثل الطرقات والمعسكرات وغيرها من المصالح العامة، وهذا الدمار مؤشر على شراسة المقاومة الموجودة ويدل على طول فترة المواجهات التي تمت في لحج، لأن أول دخول لمليشيا الحوثيين إلى المحافظات الجنوبية تم من منفذ لحج وهناك تم اعاقتهم فترة طويلة وكان ما يصل من مليشيا الحوثي إلى عدن هو جزء بسيط من مسلحيهم الذين ينقلون التموينات لأتباعهم في اللواء الخامس والمدينة الخضراء والمعاشيق وغيرها، ولكن كانت الإعاقة الكبرى لهم في لحج خاصة في عاصمة المحافظة ومنطقة صبر حيث كان يتم تدمير جزء كبير من قواتهم قبل أن يصل إلى عدن ولهذا كان رد فعل هذه المليشيا عنيف تجاه كل شيء في لحج عبر التدمير الشامل سواء للمناطق التي كانت المقاومة تتمركز فيها أو في المناطق التي تمركزت فيها ميليشيا الحوثي وصالح حيث كانوا يدمروا كل المباني التي كانوا ينسحبون منها.

- ما حقيقة الأنباء التي تتحدث عن سيطرة عناصر من تنظيم القاعدة على عاصمة محافظة لحج؟

• المسيطر على المحافظة هي المقاومة الشعبية والمقاومة في المحافظات الجنوبية كما تعرفون مكونة من تشكيلات مختلفة منها شبابية ومنها سلفية وحراكية ومن منتسبي الجيش الموالي للشرعية الذين انسحبوا من المعسكرات، وقد يكون فيها بعض العناصر الذين كانوا يصنفون من النظام السابق على أنهم قاعدة، وقد التحموا بالمقاومة، لكن أن وجدت هذه العناصر من ضمن قوام المقاومة وليس لها أي قطاعات عسكرية معينة ولا يوجد مدن تحتلها ولا شيء من هذا القبيل وليس لهم قادة مميزين كقادة مكونات المقاومة الأخرى، وانخرطت هذه العناصر أثناء مواجهة مليشيا الحوثي في لحج أو عدن، وهم مجموعة من الشباب كانوا مطاردين من النظام السابق الذي كان يستخدم هؤلاء الشباب في بعض الأعمال تحت مصطلح القاعدة، وعندما كانت المواجهة بين الشعب والنظام السابق عادوا إلى الشعب كأفراد من أبناء المحافظات الجنوبية وليس كتنظيمات قاعدية، ربما يكونوا في حضرموت مميزين لكن في لحج وعدن وغيرها لا يوجد هذا الشيء.

- ولكن هناك مجموعة من الشباب الناشطين والعاملين مع منظمات المجتمع المدني في لحج شكوى مؤخراً من منعهم من حصر الأضرار في الحوطة من قبل عناصر يقال أنها من المنتمية للقاعدة؟

• حتى يوم الأربعاء المنصرم هو اليوم الثالث عشر من عمل فرق التوثيق للدمار الحاصل، لكن ما حدث هو سوء تفاهم في اليوم الأول عندما جاء الشباب للتوثيق كان هناك عناصر من المقاومة خافوا من أن يكون هؤلاء الشباب يتبعون جهات أخرى تعمل ضد المقاومة ومنعوهم من القيام بعملهم حتى يعرفوا هوية هذه الفرق التي تقوم بعملية التوثيق، وفي اليوم التالي تم العمل بصورة طبيعية بعد أن تواصلوا معنا وعرفنا ما هو الشيء الذي كانوا متحفظين عليه في اليوم الأول وانتهى الالتباس، والآن عملية التوثيق مستمرة حتى اليوم وقد أُنجزت بنسبة 70 % في مدينة الحوطة نفسها، أما في اليوم الأول كان المواطنون أنفسهم متخوفين ويتساءلون لمن يصورون هؤلاء؟ الآن المواطنون يتابعون هذا الفريق ويستدعوهم لتوثيق كل شيء من الدمار والخراب، لأن الناس الذين بدءوا بالعودة إلى منازلهم قد يشرعون في إصلاح بعض الدمار بما يمكنهم من السكن في منازلهم بعد النزوح، وعندما تبدأ عملية الترميم من المواطنين أنفسهم قبل التوثيق بالتأكيد سيتم إزالة آثار الجريمة والدمار الذي حصل. لذا حرصنا على التوثيق قبل أن يتم إزالة أي آثار للجرائم التي حدثت، مع العلم أنه سبق عملية التوثيق مسح ونزع الألغام التي تم زرعها، فمليشيا الحوثي وصالح لم تكتفي بما دمرته في الحرب بل قامت بزرع كميات كبيرة من الألغام في المناطق التي شهدت مواجهات مسلحة وفي عدد من منازل المواطنين. وقد تم نزع ألاف الألغام التي زرعت لقتل الناس وتدمير ممتلكاتهم ومنازلهم وحدث أن انفجرت عدد كبير من الألغام بالمواطنين وهي أضعاف الأعداد التي انفجرت في عدن بحكم طبيعة المنطقة في لحج بأنها منطقة مفتوحة, أرض ترابية لهذا زرعت الألغام في معظم الطرق سواء الرئيسية أو الفرعية.

- متى سيتم عودة العمل في المرافق والمؤسسات الحكومية في لحج؟

• مطلع الشهر القادم ونحن حتى نهاية الشهر الحالي سننتهي من إعادة الخدمات الأساسية بنسبة 90 % مثل المياه والكهرباء، أما الاتصالات فقد انتهينا منها في الحوطة سواء الخطوط الأرضية او شبكة الهاتف المحمول "يمن موبايل" وكذا الإنترنت، والمياه وصلت نسبة الانجاز في إصلاحها بنسبة 80 % في مدينة الحوطة وفي مدينة تبن شبه مكتمل، ولدينا مشكلة في الحوطة هي فنية وليست تدميرية، بسبب المشروع الذي تم في 2011م. ونريد من الأخوة في الخليج التدخل لإصلاح هذه المشكلة التي تمثل 20 % فقط، أما الانجاز الذي تم اصلاحه في الكهرباء بنسبة تتجاوز 90 % في الحوطة وتبن أما بقية المديريات فبعضها لم يطلها التدمير مثل مديريات يافع وطور الباحة والمسيمير وكانت متوقفة بسبب عدم تزويدها بمادة الديزل حيث كانت مليشيا الحوثي تمنع دخول الديزل إلى المحطات التوليدية أو المستأجرة، أما المديريات الأخرى لحق بها أضرار بسيطة مثل ردفان، ومديرية تم فيها سرقة المحول وهي مشكلة بسيطة سيتم حلها قريباً. وبالنسبة لوضع الخدمات الطبية فقد عملنا على إعادة تشغيل مستشفى أبن خلدون وهو أكبر مستشفى في المحافظة وكذا تشغيل مستشفى "الوهط" وبعض العيادات التي فتحناها في المنازل أثناء الحرب وكنا نهرب لها الأدوية من عدن عبر الدراجات النارية عبر طرق عدة منها "جعولة وبير أحمد والعماد والفيوش". لأن مليشيا الحوثي كانت تمنع نقل الجرحى إلى عدن.

- كم عدد الشهداء والجرحى الذين سقطوا جراء هذه الحرب في محافظة لحج؟

• وصل عدد الشهداء في الحوطة وتبن إلى 250 شهيداً في حين جرح في هذه الحرب 150 جريحاً تم معالجة بعض الحالات وبعضهم لازالوا يتلقون العلاج في مستشفيات عدن كون جراحهم بليغة.

- كونكم تمارسون عملكم في عدن حالياً ما هو تفسيركم لانتشار أعلام الانفصال في عدن؟

• هذه ردة فعل طبيعة من الشباب، شباب كان يواجه بسلاحه الشخصي وهو بدون حذاء الكاتيوشا والمدافع المختلفة والأسلحة الرشاشة المتوسطة والدبابات، وهو يعرف إذا لم تستهدفه هذه الآليات فإنها ستستهدف أهله في منزلهم، لذا هذه المظاهر التي تحدثت عنها ردة فعل طبيعية، لكن الأهم من ذلك أن هذه الشعارات والأعلام التي ترفع بأنها منضبطة إلى حد ما فلا يوجد هناك تعبير سياسي يعلن عن دور سياسي لتحديد مستقبل المنطقة، نحن نشاهد أعلام السعودية ترفع والإمارات وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، لكن هل سمعت يوم أن هذه القوى اعترضت على أي أمر وجهه رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي، رغم أنهم يرفعون هذه الأعلام لكنهم لم يحدد موقف من الرئيس هادي وهو الرئيس الشرعي لليمن. إذا نحن في إطار شرعية، وكل هذه هي ردود أفعال ستذوب مع الوقت، والأولاد والشباب عندما يعودون والشباب عندما يعودون إلى الجامعة سيتخلص من هذه المظاهر.

- في الحديث عن الطلاب ما مصير طلاب الشهادة الأساسية والثانوية في لحج خاصة أنها ضمن أربع محافظات هي "عدن لحج الضالع أبين" لم تقم وزارة التربية، الخاضعة لسيطرة جماعة التمرد الحوثي في صنعاء، بإصدار أرقام الجلوس الخاصة بالاختبارات النهائية؟

• في الـ 13 من الشهر القادم ستبدأ الدراسة وستبدأ العملية بحضور الكادر التربوي واستدعاء الطلاب في المرحلتين الأساسية والثانوية ثم القيام بعملية تهيئة اجتماعية على مدى اسبوعين ثم تبدأ الدخول في المنهج أما طلاب المراحل الانتقالية سوف يتم تدريسهم خلال شهري سبتمبر ونوفمبر لأخذ المقررات الضرورية للمراحل القادمة وسيتم بعد ذلك اجراء الاختبارات النهائية لهم، والجميع يعرف أن الوضع النفسي للطلاب في المحافظات الجنوبية غير وضع الطلاب في المحافظات الشمالية إذا ما استثنينا منها البيضاء وتعز ومأرب، حيث أن الطلاب في بقية المحافظات لم ينزحوا وكانت المدارس تعمل أثناء الحرب في حين أن الدراسة في المحافظات الجنوبية توقفت وأغلب الطلاب نزحوا من مناطقهم مع أسرهم وبعضهم لم يعد حتى اليوم، ولاضير أن تبدأ الدراسة في المحافظات الشمالية بتقويم معين وتبدأ الدراسة في المحافظات الجنوبية بتقويم آخر يتناسب والظروف التي تعايشها المحافظات الجنوبية وهذا لا يعني انفصال ثم "يضحك" وانما استجابة لظروف موضوعية.

- كلمة توجهونها عبر الشبيبة؟

• أولا أشكر جريدكم على اهتمامها بنقل ما عانته ومازالت تعانيه محافظة لحج جراء الحرب التي شنتها مليشيا الحوثي وصالح. كما أشكر قيادتنا السياسية ممثلة بفخامة رئيس الجمهورية ونائبه الذين صمدوا في هذه الحرب ومكنوا الشعب من الصمود، وصمدوا قبل ذلك تحت الحصار والإقامة الجبرية التي فرضتها مليشيا الحوثي وصالح عليهم في صنعاء وملاحقة الرئيس إلى عدن. كما اشكر الأشقاء في دول التحالف كموطنين ومسؤولين وملوك ورؤساء وأمراء في دول مجلس التعاون الخليجي وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية، التي كان لها الفضل في مؤازرة قيادتنا السياسية ومقاومتنا الشعبية التي لولا ثبوتها على الأرض لما تحقق هذا النصر. ونترحم على شهداء المقاومة الذين لولا تضحياتهم وثباتهم على الارض تحت مظلة عاصفة الحزم لما تحقق هذا التحرير، وثبوات هؤلاء الشهداء والجرحى هو اللبنة الأساسية التي بني عليها ما نعيشه اليوم من تحرير وكل مايحمله تطلعات للمستقبل على مستوى اليمن بشكل عام وليس فقط على مستوى المحافظات الجنوبية. كما نتمنى للجرحى الشفاء العجل وهنا أناشد القيادة السياسية وقادة دول مجلس التعاون إلى مضاعفة الدعم لعلاج الجرحى وحل هذا الملف وكذا في إعادة بناء ما دمرته الحرب.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24