الخميس 16 مايو 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
لم يكن للعرب حضارة تذكر بين الأمم ولو كان هناك كرامة في البلدان العربية لما هاجرت العقول نحو الغرب
البروفيسور سيف العسلي في الجزء الأخير من حديثه لـــــ"الرأي برس" حول " الثقب الأسود"
الساعة 22:44 (الرأي برس/ خاص- حاوره- نبيل الشرعبي)

البروفيسور سيف العسلي، خبير السياسة والاقتصاد ووزير المالية اليمني الأسبق، في حديثه الخاص لـــــ "الرأي برس"، عن " العالم العربي والثقب الأسود.. الفساد السياسي"،- الجزء الأول والثاني، عرى بحجة القرآن، من يدعون أنهم يحكمون باسم الله، فيقتلون ويصادرون الحقوق والحريات باسم الله، وكذلك من يدعون أن القرآن اوصى بالحكم لشخص دون غيره أو لأهل البيت أو سواهم، وكان من أبرز ما قاله في هذا الصدد: إن القرآن بريء من كل ادعاء يقول إنه أوصى للحكم لشخص دون غيره، وكذلك السنة – رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ولفت البروفيسور سيف العسلي إلى أن كل من يدعي أنه يقوم بتنفيذ أوامر الله في الحكم، ويمارس القتل والذبح والتنكيل والمصادرة و.....، تحت هذه المظلة، لفت إلى أنهم أشر خلق الله، فالله حرم الظلم على نفسه فكيف يحله لخلقه، وأشار إلى أن ادعاء الحكم والقتل باسم الله وتنفيذ أوامره وشريعته، هو الكفر بعينه، وهو الظلم بعينه وهو الجحود.

وفي الجزء الأخير من حديثه عن " العالم العربي والثقب الأسود.. الفساد السياسي"، فقد خصص هذا الجزء، للحديث حول العرب سابقاً وعلى امتداد العصور حتى الوقت الراهن، وخلص إلى القول بأن العرب لم يكن حضارة تذكر بين الأمم، مستدلاً على ذلك بآيات من القرآن الكريم.

ليس للعرب حضارة
وقال العسلي حيال هذا الموضع إن من يعتقد أن للعرب حضارة متميزة على البشر فهذا مخطئ، فالقرآن يدحض ذلك، وكذلك التاريخ يدحض ذلك والواقع،  يقول الله سبحانه وتعالى في سورة النجم ( إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى (23) أَمْ لِلْإِنْسَانِ مَا تَمَنَّى (24) فَلِلَّهِ الْآَخِرَةُ وَالْأُولَى (25) وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى (26) إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ لَيُسَمُّونَ الْمَلَائِكَةَ تَسْمِيَةَ الْأُنْثَى (27) وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا (28) فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (29) ذَلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَى) (30)، وهكذا كما أوضح القرآن، كانت عادات وتقاليد العرب وحضارتهم، كانت عبارة عن أحجار تم تشكيلها أصنام وأوثان، ومن ثم استخدامها لتكون مصدر لثراء نفر من القريشيين، من خلال ربطهم عبادة هذه الاوثان بمواسم التجارة، وعقد الأحلاف وتحديد العلاقات بين العشائر التي تقطن الجزيرة العربية أو القبائل المجاورة على امتداد خطوط التجارة، والتي كانت تقصد مكة خلال مواسم عبادة الأوثان أو الأسواق التي تقام لهذا الشأن.

وأضاف العسلي لذلك لم يكن للعرب ذكر في تأسيس حضارة كما يجري الترويج له في كتب التاريخ، فلم يكن لذلك في القرآن، يقول الله تعالى في سورة الأنبياء ( لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ) (10)، ومن خلال تدبر هذه الآية، وبرؤية محايدة لا يمكن الخروج بغير حقيقة واحدة وهي أنه لم يكن للعرب حضارة تذكر بين الأمم، يقول الله سبحانه وتعالى في سورة الأنعام ( وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ فَمَنْ آَمَنَ وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (48) وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا يَمَسُّهُمُ الْعَذَابُ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (49) قُلْ لَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ) (50).

وتعقيباً على كلامه الذي بدأ به عن العرب قديماً وعدم امتلاكهم حضارة، قال البروفيسور سيف العسلي: إننا ندرك أن الكلام عن عدم امتلاك العرب قديماً حضارة تذكر بين الأمم قد لا يروق كثير، كما ندرك أنه قد يقول قائل كيف لم يكن للعرب حضارة تذكر، هذا كلام الله وليس كلامي ولم نأتي بشيء من عندنا، نقول هذا القرآن وتعالوا نحتكم له ولا لسواه، ولننظر ما الذي قد نخرج به.. ما سنخرج به من خلال آيات القرآن وسوره العظيمة، هو أنه لم يكن للعرب حضارة تذكر، وقد أوردنا من القرآن ما يؤيد ذلك سلفاً.

ويضيف كرد على من سيقول: كيف لم يكن للعرب حضارة تذكر، وهم قد الفوا كثيرا من كتب العلم المختلفة، نقول في هذا الصدد: إن هذه العلوم وما عداها لم يقدمه العرب والمسلمون إلا بعد أن بعث الله محمد صلى الله عليه وسلم بالقرآن، ولذلك ما قدمه العرب والمسلمون ما هو إلا من فضائل القرآن على العرب والمسلمون أولاً، والعالم أجمع ثانياً، ومما يدل على ذلك هو أنهم عندما هجروا القرآن، عادوا إلى جهلهم السابق، وما كانوا يعيشونه من تخلف واقتتال وجهل وتخبط وبربرية، قال الله سبحانه وتعالى في سورة المائدة ( وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آَتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (48) وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ (49) أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (50).

الجاهلية المعاصرة
وتساءل العسلي: إذاً ما يفعله العرب والمسلمون اليوم، أليس هو عينه ما كانوا يفعلونه في الجاهلية، وما يحصل في ادعاء هذه الجماعة أو تلك من أحقية في التفرد بالحكم، والقيام بالقتل والسلب والتدمير وازهاق الأرواح، أليس هو نفسه ما كان يحصل في الجاهلية، مع اختلاف مسميات إدارة الحكم الباطل، وتحت مظلة ادعاء الحفاظ على الوضع القائم في البلد وتنفيذ شرع الله، وعلى اعتبار أنه حماية للدين والأمة والحضارة، وهذا أكثر تبريرات هذه الجماعات سخفاً وسخرية، ويتنافى مع القرآن والأخلاق والدين، ولا يمكن أن يصمد حيث يتقلب الوضع من سيئ إلى أسوء عبر الزمن، وذلك أن هذا غير قابل للاستمرار لأنه غير قادر على حل مشكلة من المشاكل التي يعاني منها العرب والمسلمون في المقدمة ثم العالم أجمع، والدليل على ذلك تفجر الحروب والصراعات والخلافات والقلاقل وانتشار الفقر والجريمة بكل اشكالها، أواسط المجتمع الإنساني كافة، حتى صار لا كرامة لا للعرب ولا للمسلمين، ولا حتى للحكام أنفسهم.

لماذا تهاجر العقول العربية؟
وحد تأكيد العسلي بسبب الادعاء الباطل، فقد الإنسان العربي والمسلم حق العيش بسلام ودون احتقار بعضه البعض، ولم يعد له أي كرامة ولا مكانة بين الأمم، ولا في وطنه.. ألا تراه يقتل ويذبح وينكل ويهجر ويجادل بلا علم وبلا وعي أو سبب وبلا حق، ومن يجادل في ذلك فليقل لماذا يهاجر العرب والمسلمون من أوطانهم نحو دول الغرب.

وكما قال هل هناك من شك أنه لو كان هناك كرامة للعيش في بلدان العرب والمسلمين، هل كانت العقول العربية والمسلمة ستهاجر نحو دول الغرب.. ويجيب على تساؤله بأنه بالطبع لو وجدت الحرية والكرامة لما هاجروا نحو الغرب، ثم إننا نقول إذا قلنا أن هذا نتيجة مؤامرة ماسونية أو امبرالية، نتساءل اين هذا المؤامرة واين هذا التآمر وكيف عرفوا هذا المؤامرة والتآمر، وما دام عرفوها كيف لم يعملوا على معالجتها وتجاوزها والتغلب عليها، وعليه فإننا نؤكد ما يتحدثون عنه هو مجرد وهم وعجز عن مواجهة فشلنا وخيباتنا وجهلنا، كما أنه احتقار لعقولنا ولبعضنا البعض وظلمنا لبعضنا بعض، وهو صادر منا وليس لما يتحدثون عنه من وهم مؤامرات وتآمرن- ليس له وجود.

واضاف العسلي اقول للذين يرمون بفشلهم على الخارج وتحميله مسؤولية القتل والتنكيل و... إلخ، من الذي قتل مليون عربي مسلم في الحرب العراقية الإيرانية لاستمرارها، أقول لهؤلاء كم قتل الغرب في العراق، وكم قتل العراقيون بعضهم البعض، أكرر من الذي قتل أكثر في العرق هل الغرب أم العراقيون أنفسهم، ومن الذي يقتل الآن في سوريا هل الغرب، ومن المسؤول عما يحدث في ليبيا هل الغرب أم الليبيين أنفسهم، ومن المسؤول عما يحدث في اليمن هل الغرب أم العرب والمسلمين وبني جلدتنا اليمنيين والعرب، ولو قارنا بين كم قتل الاسرائيليون في فلسطين وكم قتل الفلسطينيون أنفسهم.

ويستدرك العسلي قائلاً: هنا لا يعني كلامي هذا أني أنفي تورط الاسرائيليون بقتل الفلسطينيون، بل أجزم أن هذا كان وما زال يحدث، لكن حاصل القتل فيما بين الفلسطينيون أنفسهم أكثر، ومن يستهجن ذلك فليعد إلى نشرات الأخبار والتقارير المحايدة في هذا المجال.

من المسؤول؟
ويضيف: إذاً أمام هكذا وضع ما الذي يمكن أن نقوله، هل الغرب واسرائيل المسؤول عما يحدث أم نحن العرب والمسلمين.؟، الاجابة هنا بالطبع نجزم أن المسؤول هو العرب والمسلمين أنفسهم، هذا مع عدم انكار أن هناك مؤامرة ، لكن ما الذي فعلناه من أجل ايقافها.. أقول لا شيء بل نحن من يضع ويخطط لها وينفذها للتقرب من الغرب، وهذا كله تحت مظلة التفرد بالحكم، وضمان بقاء الحكام العرب والمسلمين على حساب شعوبهم وكرامتهم، ولذلك نؤكد أن الحفاظ على استمرار وبقاء هؤلاء الحكام سيؤول إلى الزوال والفشل، وأقول لمن يؤيدون الحكام عليكم إما أن تتغيروا أو ستغيرون من الشعوب التي صمتت على ظلمكم لها زمن، واقول للمعارضة الذين يقولون أن العيب في الشعوب هذا غير صحيح وقد ثبت ذلك من خلال عدم استمرار الشعوب في الرضوخ للظلم والانتصار لكرامتهم وحريتهم.

ويواصل العسلي حديثه: وهنا أقول لمن يبرر الفشل بالمؤامرة الخارجية أخطأت، وما الذي فعلت لتجنب هذه المؤامرة الخارجية، والتي لا ننكر أنها موجودة لكن ماذا فعلنا لأجلها وهي التي ستسمر إلى قيام الساعة، وعليه أقول إن الاستمرار في هذا اللغط لن يزيد العرب والمسلمين إلا سقوطاً، ولن تتغير احوال العرب والمسلمين إلا بتغيير ( الثقب الأسود)، والمقصود به السياسة الظالمة القائمة على الظلم والقهر والإذلال، والتغيير إلى السياسة الرشيدة والعادلة والقائمة على الدين الحق، فالدين الحق لا يتحيز مع الظالمين ضد المظلومين، والعادات الحسنة لا تكرس الظلم والقهر والاقصاء والتهميش، وأنظمة الحكم الناجحة هي التي تقوم على الحق ولا تقصي أو تهمش أو تصادر حق، بل تعمل على تحقيق التنمية الشاملة وتصون الحقوق والحريات وتدعم التطور والبناء والتقدم.

إغلاق الثقب الأسود
وحتى لا يستمر هذا الواقع المؤلم، حد تعبير البروفيسور سيف العسلي: يجب إغلاق "الثقب الأسود"، والعمل من أجل تحقق وإرساء مبدأ العدالة في الحكم والعمل من أجل تحقق السياسة الرشيدة، وعدم تبرير الفشل في السياسة برمي الحمل على مبررات ليس لها وجود، وتحميل الغرب أسباب فشل السياسة والحكم، ولذلك فإن مواجهة هذا الواقع المر لا يمكن يتحقق من استدعاء كوارث الماضي مثل – صفين وكربلاء والخارج والشياطين والجن، لأن ذلك لا يزيد إلا من بقاء الحال كما هو إلا يكن زيادته سوءً.

ويجزم بأن مواجهة أو إغلاق الثقب الأسود لا يمكن أن يتم أو ينجح، إلا من خلال القرآن، فإذا كان القرآن قد حول العرب القدماء وتحديداً – الجاهلية، من شر البلية إلى خير البري، فإنه لقادر على أن يفعل ذلك بنا، يقول تعالى في سورة البينة (لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ (1) رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً (2) فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ (3) وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ (4) وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ (5) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ (6) إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (7) جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ) (8).

وكما أفاد هذا ليس بجديد ولا غريب، فقبل بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، تم النجاح من قبل عباد الأوثان من العرب، في تبرير الظلم وعبادة الأوثان، وبأنه من أمر الله، حتى صاروا  يمارسون نفس ممارسات الرهبان والأحبار، من فسق وظلم واستيلاء على الأموال وغير ذلك من منكرات جهاراُ نهاراُ، وادعاء أن ما يقومون به من أمر الله، وكذلك صار عرب الجاهلية الأولى يصنعون الأصنام، ويعبدونها وباسمها يكسبون الأموال ويمارسون التجارة وتجارة المنكرات والفحش، حتى أنهم كانوا يشترطون على من يريدون أن يوجهوا تجارتهم إلى مكة أو العبور بها عبر طرق الجزيرة العربية، يشترطون عليهم أن يملكون أصناماً جوار الكعبة المشرفة، ويحجون إليها ويقدمون لها النذور.

واضاف العسلي: بأنه كما كان يفعل رهبان وأحبار وقساوسة اليهود والنصارى في السابق، من قتل وممارسة للفواحش ويبررون أفعالهم تلك بأنهم من أمر الله، كان عرب الجاهلية يمارسون نفس الشيء، فقد حصروا الشرك أو الكفر، في الشرك والكفر بأصنامهم وعدم امتلاك الأصنام، ولذا كان في نظرهم وأعرافهم وممارستهم، الكافر من لا يملك صنم جوار الكعبة، والذين كانوا لا يملكون أصناماً هم المؤمنون بالله، وكان ربطهم للإيمان بالله بامتلاك الأصنام، ليس عن قناعة بل كان من أجل مضاعفة حجم تجارتهم عبر الحج للأصنام، حتى أنهم استطاعوا أن يضللوا كثير من الناس، ولذلك جاء القرآن ليدحض تلك الادعاءات والأكاذيب باسم الله، كما ورد في سورة البينة (لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ (1) رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً (2) فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ (3) وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ (4) وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ (5) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ (6) إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) (7).

السياسة الرشيدة
وفي حديثه حول السياسة الرشيدة قال العسلي : إن القرآن السياسة الرشيدة والعدالة والنزاهة، يقول الله تعالى في سورة التوبة (قُلْ إِنْ كَانَ آَبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ) (24)، أليس هذه الصفات والمواصفات هي التي يجب أن يتحقق من خلالها العدل والحكم الرشيد والنزاهة والسياسة الرشيدة، وأليس هذا أكبر دليل على محاربة الفساد، وأن يشترط الناس مواصفات من يحكمهم، وهكذا فإن الله لم ينزل القرآن من أجله، بل نزله من أجل البشر، فالله لا يحتاج إلى ذلك، ولم يرسل الرسل والأنبياء من أجله بل أرسلهم من اجل هداية الناس إلى الطريق القويم.

وعن حفظ القرآن قال العسلي: إن الله قد أوضح في محكم تنزيله بأنه الحافظ للقرآن، ولذل فإن الله لم ينزل القرآن ويطلب من الناس حمايته بل تكفل بحمايته، يقول الله سبحانه وتعالى في سورة التوبة ( يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (32) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (33) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ) (34).

وهكذا فلا يحتاج الله لا إلى أهل البيت ولا غيرهم لحفظ القرآن من التحريف والتحوير فهو تكفل بحفظه، ولا يحتاج إلى قوة لحفظ القرآن، وإنما يريد ناس يحفظون ويعملون به ويطبقونه، يقول الله سبحانه وتعالى في سورة فاطر ( وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ إِنَّ اللَّهَ بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ (31) ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ) (32)، وكما ورد في القرآن بأنه لا يخشى الله من عباده إلا العلماء بما ورد في القرآن، أما من يدعي أنه يحمي القرآن ويخالفه فيكون أسوء خلق الله، يقول الله سبحانه وتعالى في سورة سبأ ( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ نُؤْمِنَ بِهَذَا الْقُرْآَنِ وَلَا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلَا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ (31) قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَى بَعْدَ إِذْ جَاءَكُمْ بَلْ كُنْتُمْ مُجْرِمِينَ (32) وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَنْ نَكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَنْدَادًا وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَجَعَلْنَا الْأَغْلَالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (33) وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ (34) وَقَالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ (35) قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (36) وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آَمِنُونَ (37) وَالَّذِينَ يَسْعَوْنَ فِي آَيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُولَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ) (38)، فمن تعلم القرآن ولم يعلمه فهو من شر البلية، ومن تعلم القرآن وعلمه فهو من خير البرية.

وحيال صحيح عبادة الله، ذكر العسلي أن عبادة هنا كما وردت في الآيات التي ورت سلفاً، تعني أن تقول سمعت وأطعت لكتاب الله، فهو فوق كل هوى ومن باب آولى فوق كل اهواء الأخرين، فإن كنت أتخلى عن هواي لأجل كتاب الله فذلك هو العمل والإقرار بسمع وطاعة كتاب الله، وإذا تعارض الهوى مع كتاب الله تنتفي عنه العبادة، ومن اتبع هوى غيره، وقدمه على كتاب الله يكون ذلك أضل ممن اتبع هواه، يقول الله سبحانه وتعالى في سورة الأحزاب (وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا (67) رَبَّنَا آَتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا (68) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آَذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا (69) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا (72) لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا) (73)، ولذلك من اتبع هوى غيره لا عذر له، ولا طاعة إلا للقرآن فقط وما دون ذلك من طاعة فهي ظلال.

العبادة والظلم
وفي معرض حديثه عن العبادة ومنع الظلم والهوى، دعا العسلي إلى النظر في ما قاله تعالى في سورة ابراهيم (وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعًا فَقَالَ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ قَالُوا لَوْ هَدَانَا اللَّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِنْ مَحِيصٍ (21) وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (22) وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ (23) أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (25) وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ (26) يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ (27).

وحد قول العسلي إذاً ما دام القرآن واضح فلا مخرج لنا إلا من خلال العودة له – أي القرآن، ونقول سمعنا واطعنا القرآن وما ورد في القرآن، وذلك يعني في إطار ثقب السياسة الأسود، التخلي عن القتل والظلم باسم الله، فالله حرم الظلم على نفسه فكيف يحله لمن خلق، ولذا علينا أن نحرم الظلم فيما بيننا، وهذا لن يتحقق إلا إذا عدنا إلى كتاب الله – القرآن، إذاً فكيف يحكمون ومن يحكمهم، وبكل تأكيد فإن البشر لن يجدوا حتى في العصر الحديث من يحدد لهم مواصفات من يحكم وكيف يحكم، كما حدد القرآن وبينه، ولذلك يجب أن يُسلم للقرآن لأنه واضح وبين ومفيد وهو ضامن لتحقق العدل من الحكم.

وختم البروفيسور سيف العسلي حديثه للجزء الأخير من " العالم العربي والثقب الأسود.. الفساد السياسي"، بالقول إذا ما نجح الناس في إغلاق هذا الثقب الأسود، فإنه سيتوقف ظلم الحكام لشعوبهم، وسيتوقف ظلم الناس لبعضهم البعض، ومن أمن بالقرآن وقام بتطبيقه تطبيق سيكون قد طبق مبادئ الحكم الرشيد وقدم خدمة للعالمين، أما أن نظل نتكلم عن القرآن والعلم والثقافة الأخرى، فسنظل في هذه الحلقة من الانحطاط والظلم، وسنكون مثل سيء للأخرين في الدنيا والأخرة، لأن الله قد حبانا بكل مقومات الكرامة والرفعة والتطور والأخلاق والقيم والعقل الذي لا يتوقف عن الابداع النافع، وإذا ما استغلينا ذلك سنكون خير أمة أخرجت في الأرض، وأما أن نصر على أن نكون شر أمة في الأرض فذلك الخسران المبين.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24