الخميس 16 مايو 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
البروفيسور سيف العسلي في حديث خاص لــ " الرأي برس":
أتوسل إليكم جميعا: كفوا آذاكم عن رسول الله فكلاكما وقعا في الإساءة
الساعة 19:19 (الرأي برس/ حوار خاص)

في حديث خاص لــ " الرأي برس"، وزير المالية الأسبق واستاذ الاقتصاد بكلية التجارة بجامعة صنعاء، بدأ حديثه حول المناكفات التي جرت حول المولد النبي الشريف، بدأ حديثه بالقول: يا الله إني اشهد ان عبدك ورسولك محمدا لم يؤذٍ لا بشراً ولا حيواناً ولا شجراً ولا حتى حجراَ، فلم يقتل بشرا بل انه لم يضربه بيده ولم يؤذه بلسانه ولا حتى بلغة جسمه، ولم يقتل حيواناَ ولم يسيء إليه بأي طريقة من الطرق، ولم يقطع شجرة ولم يطف مدخنة و لم يهدم بيتا ولم يدخلها بغير أذن أهلها.

وللأسف الشديد وفق العسلي: كلا الطرفين قد وقعا في الاساءة والايذاء لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فمن تابع ما جرى من نقاش حول مولد عبد الله وصوله قد حاول استغلال هذه  المناسبة عندما  ربطها بصراعاتهم وخلافاتهم الحالية التي لا علاقة لله ولرسوله بها

وأضاف العسلي: بل كان رسول الله يطعم الطعام على حبه مسكيناَ ويتيماَ وأسيرا، مهما كان دينه أو لغته أو وضعه الاجتماعي، وكان يؤتي المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وبن السبيل والسائلين وفي الرقاب من غير من أو أذاً.

كما أن رسول الله وفق العسلي: كان لا يرفع صوته حتى على من رفع صوته عليه وكان ينصت لكل من يحادثه وحتى لامرأة تجادله، لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم وحريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم، وأنتم من اتهمتموه بالجنون والكذب والسحر وتفريق الصف والتآمر وتنفيذ خطة الاعداء وغير ذلك من التهم الباطلة والتي لا اساس لها على أرض الواقع، كنتم تتمون وترجون هلاكه في اسرع وقت وهو يصبر ويتمنى ويرجوا هدايتكم و نجاتكم لو في المستقبل البعيد.

وحسب العسلي فرغم كل ما واجهه من تهم وتعنت فقد كانت تصرفاته كلها عدلاَ واحساناَ ورحمة ورقة، فقد كان أهدى الناس وتمتع بأرقى درجات العقل البشري، ولذلك فلم يطع الكذابين والمكذبين لأنه جاء بالصدق وصدق به، ولم يقبل بالمداهنة حتى في أشد الأوقات خطراَ عليه، كان يفي بعهده وإيمانه مهما كانت النتائج ولذلك فقد كرهه كل حلاف مهين، ورسول الله كان يكن الاحترام لمن يخالفه فلم يهمز ولم يمش بنميم ضدهم وإن مارسوها هم عليه، كان محضاَ على الخير حتى للذين منعوه منه، لم يقابل الاعتداء بالاعتداء ولا الاثم بالإثم ولكنه قابل الأول بالعفو عند المقدرة والثاني بالإنصاف، ولم يكن فضا حتى مع من تعمد الفضاضاة معه، ويقول دائما عندما يصل به تعنت المتعنتين إلى اعلا مستوياته ربي احكم بالحق وربنا الرحمن المستعان على ما تصفون.

ويضيف العسلي فقد كان رسول الله في مقدمة الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق والذين يصلون ما امر به الله ان يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب والذين يصبرون ابتغاء وجه ربهم و يقيمون الصلاة و مما رزقناهم ينفقون و يدرءون بالحسنة السيئة و يتعاملون مع من يكنون لهم العدأوة بالنصح كأنهم من أوليائهم الحميمين.

ايضاً كان يحب قومه و لكنه لا يكره الاخرين.  كيف لا والله تعالى يخاطبه ويقول له كتاب انزلنه اليك لتخرج الناس كل الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد، وكذلك أوحينا اليك روحا من امرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلنه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وانك لتهدي إلى صراط مستقيم صراط الله الذي له ما في السموات والأرض وإلى الله تصير الامور.

ويواصل العسلي حديثه: كيف لنا أن نختلف فيما كان عليه رسول الله، والله قال: "كما أرسلنا فيكم رسولا منكم يتلوا عليكم آياتنا ويزكيكم و يعلمكم الكتاب والحكمة ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون" وعليه فلا خلاف فلقد مٌن الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وان كانوا من قبل لفي ضلال مبين.

ويضيف عندما كان يحاول المعادين له جره إلى مبادلتهم عدائهم بنفس الطريقة كان يقول يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وانزلنا اليكم نورا مبينا.

 وكان العديد من هؤلاء يقابلون ذلك بالاستهزاء وتمني الهلاك لهم. ومن التخفيف من ذلك قال الله لهم فلا تذهب نفسك عليهم حسرات، وان كذبوك فقل لي عملي ولكم عملكم انتم بريئون مما اعمل وانا بريء مما تعملون.

ويذكر العسلي أن رسول الله كان يقول دائما يأيها الناس ان كنتم في شك من ديني فلا اعبد الذين تعبدون من دون الله ولكن اعبد الله، يأيها الكافرون لا اعبد الذي تعبدون ولا انتم عابدون ما اعبد ولا انا عابد ما تعبدون ولا انتم عابدون ما اعبد لكم دينك ولي دين، يا ايها الناس قد جاءكم الحق من ربكم فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها وما انها عليكم بوكيل ولا انتم علي بوكيل، ان وليي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين.

ويضيف العسلي إن رسول الله كان عندما يصدونه ويجحدونه كان ينصاع لأوامر الله تعالي قل للذين لا يؤمنون بالآخرة اعملوا على مكانتكم انا عاملون وانتظروا انا منتظرين حتى يفتح الله بينا وبينكم وهو خير الفاتحين، قل هذه سبيلي ادعو إلى الله على بصيرة انا ومن اتبعني وسبحان الله وما انا من المشركين.

 لذلك فقد استحق على المؤمنين والمنصفين ان يذكروا صفاته الحسنة وخلقه الرفيع، ان الله وملائكته يصلون على النبي يأيها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما، ان الذين يؤذون رسول الله لعنهم الله في الدنيا والآخرة واعد لهم عذابا مهينا.

وحسب العسلي الصلاة هنا من المؤمنين هي الثناء الحسن اي نشر محاسن واخلاق عبد الله ورسوله محمد وهي كثيرة في انفسهم من خلال تذكرها والتأسي بها وبين الناس الذين قد يغفلون عن ذلك أو الذين قد يجهلون ذلك فيصفونه بأوصاف سيئة لم تك فيه فيؤذون بذلك رسول الله والمؤمنين به، يقولون هو اذن قل هو اذن خير لكم يصدق بالله ويصدق للصادقين.

ويقول العسلي: السلام هنا يعني نشر السلام الذي دعا إليه الله في القران والله يدعو إلى دار السلام، يؤهل الكتاب قد جاءكم رسولنا ببين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب ويعفوا عن كثير قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم صراطا مستقيما، فاعفوا عنهم وقول سلام فسوف يعلمون.

ويتسأل العسلي: هل يعقل ان يكون مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم سببا في التحريض على القتل والكراهية والتباغض بين المسلمين، وهل يعقل ان يتم الاساءة إلى رسول الله في هذه المناسبات العلنية والتي يطلع عليها القاصي والدإني، ثم بعد ذلك نعترض و نقتل كل من نعتقد انه اساء إلى رسول الله من خلال الافلام أو الرسوم أو اي وسائل التعبير الاخرى من غيرنا.

وذكر العسلي بأن من كان يحي يوم مولده صلى الله عليه وسلم ويهدف إلى ممارسة التوقير والتكريم لرسول الله فعليه أن يتجنب استغلال ذلك لأي هدف عرقي وسياسي أو مادي أو معنوي، فمن يحرص على ذلك ويقع في بعضه فليعلم إنه يمارس العداء ضد رسول الله، وكذلك فإن من يعارض الاحتفال بمولد النبي حتى لا يؤذى أن يتوقف عن استغلال ذلك لأي هدف مذهبي أو سياسي أو مادي وإلا فإنه بمعارضته لما يعتقد إنه ايذاء لرسول الله يقع في ممارسة اشد الايذاء له صلى الله عليه وسلم.

وكما أفاد العسلي: للأسف الشديد كلا الطرفين قد وقعا في الاساءة والايذاء لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فمن تابع ما جرى من نقاش حول مولد عبد الله وصوله قد حاول استغلال هذه  المناسبة عندما  ربطها بصراعاتهم وخلافاتهم الحالية التى لا علاقة لله ولرسوله بها، ان الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء وانما امرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون، من جاء بالحسنة فله عشر امثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها وهم لا يظلمون.

وختم العسلي الحوار بالقول: إنني اتوسل إليهم أن يكفوا آذاهم عن رسول الله وان يعالجوا صراعاتهم و خلافاتهم بعيدا عن ذلك.

إنهاء الدردشة

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24