الاربعاء 08 مايو 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
البحسني: لا قوّات أمريكية في حضرموت... والحرب مستمرّة
الساعة 21:09 (الرأي برس - عربي )

قبل حوالي ثلاثة أسابيع، أُعلن تحرير مدينة المكلّا من قبضة تنظيم "القاعدة". برز، حينها، اسم اللواء فرج سالمين البحسني، قائد المنطقة العسكرية الثانية، كقائد للعملية التي نفّذتها القوّات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، بتغطية جوّية من "التحالف العربي". اليوم، تتزاحم علامات الإستفهام حول طبيعة تلك العملية، ومجرياتها، والأطراف التي شاركت فيها، ونتائجها، وما سيعقبها على المستويات كافة، في وقت تتزايد فيه المخاوف والشكوك حيال حقيقة الأوضاع في محافظة حضرموت، وخصوصاً في مدينتَي الشحر والمكلّا، لناحية حركة الخلايا النائمة، وممارسات بعض الأجهزة الأمنية، والإنقسامات المحتملة في صفوف القوّات العسكرية.
"العربي" أجرى حواراً شاملاً مع قائد قوّات "تحرير" المكلّا من قبضة تنظيم "القاعدة"، قائد المنطقة العسكرية الثانية، اللواء فرج سالمين البحسني، في محاولة للإجابة عن تلك التساؤلات، التي تشغل بال المواطن في حضرموت، على نحو خاصّ.


هل مازال عناصر "القاعدة" متواجدين في المكلّا، وكيف سيتمّ التعامل معهم؟
طبعاً أوّلاً، يجب أن نسجّل أن هذا الانتصار، الذي حقّقته الوحدات العسكرية والمقاومة الشعبية وكلّ أفراد الشعب في هذه المنطقة الحيوية الهامّة في حضرموت، وفي الأخصّ في ساحل حضرموت، هو انتصار على قوّة إرهابية، ولهذا يُسجّل الإنتصار ليس لحضرموت فقط، و ليس لخدمة الدول المجاورة، وإنّما لخدمة السلم العالمي. لذلك، تضمّنت خطّة العملية تحرير مدينة المكلا، والحمدلله، تحقّقت العملية بصورة سريعة وصورة ناجحة، ولكن الحرب مستمرّة، ونحن، منذ دخلنا مدينة المكلّا، ونحن نبحث عن عناصر قد تكون مختبئة في بعض الأحياء السكنية في بعض المناطق. يومياً أو بشكل شبه يومي، يتمّ القبض على عدد منها، ومن ضمنها قيادات هامّة، ولكن العمل جار على قدم وساق لملاحقة البقيّة، وإلقاء القبض عليهم، حتّى نطمئن أن المدينة خالية من هذه العناصر، و آمنة بشكل كامل إن شاء الله.


ما هي الإجراءات الأمنية التي تمّ اتّباعها بعد "تحرير" المكلّا من "القاعدة"؟
طبعاً، تضمّنت الخطّة إجراءات أمنية سريعة، وهي الإنتشار السريع للوحدات العسكرية في مدينة المكلّا و في ساحل حضرموت، وبالأخصّ في ميناء تصدير النفط بالضبّة، وفي مطار الريان الدولي، وفي مدينة المكلّا، بمرافقها الهامّة، مثل الميناء والقصر الجمهوري والبنوك والمؤسّسات الحكومية والأهلية الهامّة، وكان لعملية الإنتشار السريع دور كبير في أن تكون المدينة آمنة، طيلة هذه الأيّام. و بعد الإنتشار السريع للوحدات العسكرية في أحياء المدينة وداخلها، أغلقنا المنافذ الخارجية لكي لا نسمح لأيّ عنصر بأن يعود إليها، أو أن نسمح لهروب مزيد من العناصر من داخل المدينة، فهذا العمل مهمّ جدّاً. وبعد أن قمنا بهذه المهمّة بشكل محكم ونهائي، شرعنا بإصدار قرارات، خلال اجتماعات سابقة، ومنها فتح مراكز الشرطة، وإعادة الجنود وصفّ الضباط العاملين فيها، وتطعيمها بقوّة شابّة جديدة، وفتح معسكر لقيادة الشرطة على مستوى المحافظة بشكل عام، وتعيين قيادة للأمن في المحافظة. لا ننسى أن نشير إلى أن المقاومة الشعبية في مدينة المكلّا والشحر وفي المدن الأخرى الساحلية كان لها دور، وكانت متواجدة على الأرض، وهي تقوم بالتفتيش وحفظ الأمن في الأحياء السكنية وفي الشوارع وفي المؤسّسات الهامّة في هذه المدن.
 

البحسني: العمل جار على قدم وساق لملاحقة العناصر الإرهابية
كيف تردّون على الأصوات المشكّكة بوجود صفقة مع القاعدة للخروج من المكلّا؟
نحن نقول إن هذا النصر دفعت أعداد كبير من الشهداء ثمنه، والأرقام التي وصلت إليها أعداد الشهداء تجاوزت الأربعين، والجرحى تجاوزت السبعين، وهذا دليل على أن المعركة لم تكن بتسليم واستلام. أيضاً، المعسكرات التي كانت تتواجد فيها هذه القوّة الإرهابية، تمّ الإستيلاء عليها بقوّة السلاح وتمشيطها، وتمّ الدخول إلى المدينة بعد سلسلة من المعارك من ثلاثة محاور. أيضاً، داخل المدينة لا تزال المعارك مستمرّة، فهناك مصادمات ومداهمات، ونخسر يوميّاً شهداء. وتسليم بعض العناصر أو إلقاء القبض عليها، خاصةً القيادات الهامّة، هو دليل على أن المعركة التي نخوضها ليست مسألة تسليم واستلام.


كم بلغ عدد القتلى والجرحى من قوّاتكم في الحرب على "القاعدة"؟ وكيف سيتمّ تعويض أسر القتلى وعلاج الجرحى؟ وهل توجد حالات نُقلت إلى الخارج؟ و من يتابع علاجهم؟
إجماليّ عدد الشهداء تجاوز الأربعين، والجرحى يتجاوز السبعين. والحمدلله، نحن قمنا برعاية، إن شاء الله نقول إنها مقبولة و طيبة تجاههم، حيث تمّ نقلهم إلى المستشفيات بسرعة، وتابعنا مسألة علاجهم. والحمدلله، في مدينة المكلا توجد مستشفيات حكومية وأهلية لديها إمكانيات لا بأس بها تمّت الإستفادة منها، وتجاوب الدكاترة معنا، و تجاوبت أطقم المستشفيات بشكل إيجابيّ جدّاً. والحمدلله، توجد عناية لمجموعة قليلة جدّاً، سنضطّر إلى نقلهم إلى الخارج بعد إجراء عمليّات محلّية لهم. التعويضات، طبعاً، من ضمن خطّتنا؛ سوف تُعوّض أسر الشهداء تعويضاً محترماً، وسوف تكرّم و تعزّز، وسوف تنال الرعاية، ليس لمرّة واحدة، وإنّما ستظلّ الرعاية طيلة فترة طويلة، لتكون أسرهم مطمئنة وتعيش حياة كريمة ومطمئنين عن مشربهم ومأكلهم و دراسة أطفالهم ومسكنهم، وكلّ الأمور الخاصّة؛ سوف ينالون الرعاية كاملة.


ما يزال يدور الحديث حول طبيعة القوات التي شاركت في تحرير المكلّا، هل هي حضرمية أم جنوبية؟ وممّن تتلقّى الأوامر والتعليمات؟
يجب أن يكون الحديث واضحاً، وهذا يعرفه ذو الشأن المختصّ والناس القريبون من هذه العملية. بالنسبة للقوّة العسكرية، كانت مئة في المئة قوّات حضرمية، ولكنّ مسألة التخطيط والتنسيق والدعم اللوجستي كانت بالتعاون مع دول التحالف، وبالأخصّ المملكة العربية السعودية. وثمّة عامل أساسي في هذه العملية، وهامّ جدّاً، وهو مشاركة الإمارات العربية المتحدة في عملية الدعم اللوجستي والدعم بالأسلحة والدعم بالوسائل الخاصّة بالحرب، فهذه المسألة لا يسعني إلّا أن أتقدّم بالشكر والعرفان والإعتزاز للمملكة العربية السعودية ولدولة الإمارات على كلّ ما قدّمته. أمّا من خاض المعركة على الأرض، فهم مئة في المئة جنود وضبّاط وصف ضباط من حضرموت.


معاناة الأهالي من انتشار نقاط التفتيش وقطع خطوط طويلة تضاعفت في الآونة الأخيرة، ماهي الحلول برأيك؟
بطبيعة الحال، الأوضاع العسكرية دائماً المواطن لا يرتاح لها، ولكن هذه عمليّة أمن وأمان، يجب أن نحسب هل نحن بحاجة إلى أمن و أمان المواطن، أم نحن بحاجة إلى عدم التأخير لبضع دقائق في أيّ نقطة تفتيش، والتأكّد بأنّ أمورنا سليمة. نرجو من المواطنين تحمّل هذه المصاعب، وهي معرّضة قريباً للزوال، وسيعود المواطنون إلى حياتهم الطبيعية التي تسهّل عملية سيرهم و قضاء حاجاتهم اليومية.


يتحدّث المواطنون أنّه تمّ حرمانهم من المرور من بعض الأماكن، أو ما تسمّى بالمنطقة الخضراء المحرّم الإقتراب منها، هل ستتحوّل هذه المناطق مغلقة إلى الأبد؟ هل نتوقّع أن تتحوّل مواقع في المكلّا إلى ما يشبه المنطقة الخضراء المحرّم الإقتراب منها؟
لا طبعاً، ما قمنا به لدواع أمنية. مثلاً، أمام بوّابة مطار الريان فقط أغلقنا أحد تلك الشوارع لدواع أمنية، وهذا أمر مؤقّت، وبالنسبة لمنشأة ميناء الضبّة الهامّة، وبعض المنشآ ت الحكومية الهامّة، غيّرنا المسار من أمامها إلى مسار آخر، و هذا كلّه مؤقّت وسينتهي مع الظروف.


هناك ظواهر سلبية بدأت تبرز في تصرّفات بعض النقاط الأمنية والجنود، كتعاطي القات مثلاً، و عشوائية العمل الأمني، ما ردّكم ؟
نحن اتّخذنا أمراً، وأصدرنا تعليمات مكتوبة وستجدونها مكتوبة في ملصقات في عدّة مواقع عسكرية، أنّه يمنع تناول القات أثناء الواجب بالنسبة للعسكريين ورجال الأمن، و سوف نلاحق ونضبط من يخالف، وتوجد كثير من الأمور ستصدر من الجهات الأمنية بتنظيم الأسواق خاصّة بالنسبة لمنتج شجرة القات، وسيتم إبعادها عن المدن وزحمة السكّان، في سبيل تقليصها والتخلّص منها بشكل نهائي.


ما صحّة الأنباء التي تتحدّث عن وجود قوات أمريكية في قواعد عسكرية في حضرموت؟
ليس صحيحاً هذا أبداً، لا توجد أيّ قواعد عسكرية لقوّات أمريكية أو أجنبية في حضرموت، أو أيّ قواعد عسكرية أخرى بحضرموت. وأنت بإمكانك أن تتجوّل وتدخل جميع المعسكرات، والآن، أنت داخل أحد معسكراتنا، وما أعتقد أنك رأيت لا أمريكي ولا غير أمريكي متواجد على هذه الأرض. نحن نطالب من هذه الدول التي عندها إمكانيات، والتي هي عازمة على محاربة الإرهاب، إذا كان بتساعد تساعد نحن بأجهزة ومعدّات حديثة وأسلحة، لكي تكون قوّاتنا على قدر عال من الكفاءة ومتصدّرة أيّ عمليات قتالية في المستقبل.
 

هل بالفعل توجد خلايا لـ"داعش" في محافظة حضرموت؟
القاعدة وهذه الأنواع من المنظّمات الإرهابية لا تستطيع أنك تقول أنها لا توجد لها خلايا، بل أن هذه الخلايا الإرهابية لها تواجد في أوروبا وأمريكا و في العالم العربي. بطبيعة الحال، قد تكون خلايا، ولكن نحن لها بالمرصاد، وتوجد يقظة موجودة وانتباه لهذا الموضوع، وسنستفيد من تجارب سبقتنا بهذا الشأن.


البحسني: سوف نقتح قريباً باب التجنيد في القوّات المسلّحة
أين الدور الإعلامي للمنطقة العسكرية الثانية من خلال فريق التوجيه المعنوي؟
الدور الإعلامي موجود، وممكن أن تطلع على نشاط المنطقة العسكرية الثانية في موقع خاصّ بها، و في الموقع هذا توجد معلومات جيّدة ومفيدة وثمينة، وهي تنشر باستمرار أخبار المنطقة والأخبار العسكرية والأوضاع في حضرموت بشكل عامّ، وفي اللاحق، نحن بصدد تطوير هذا العمل ليرقى بمستوى أفضل.

(مقاطعة) نحن سألناك لأنّنا لاحظنا عمليّات اقتحامات لمقارّ عناصر "القاعدة"، وإلقاء القبض على البعض منهم، ولم نجد ترويجاً إعلاميّاً لها لذلك.
فعلًا، هناك شحّ في الإمكانيّات في الجانب الإعلامي، وفي الجانب الحكومي، ولكن في خطوات معنا ومع التحالف لتنشيط هذا الجانب، وسنستفيد من الإمكانيات المتوفّرة لتحسين وضعنا.

هل لديكم خطّة وبرامج لتطوير قدرات وتخصّص الوحدات والألوية؟
نعم توجد خطّة، وستبدأ قريباً جدّاً، وسوف تعزّز الوحدات البرية والبحرية والجوّية والدفاع الجوّي، وسيتمّ بناؤها على أسس حديثة وعلى أسس وطنية، وسوف يتمّ تجاوز الأمراض وكلّ السلبيات التي رافقت البناء العسكري في هذه المؤسّسة خلال الحقبة الماضية، وفي هذا الجانب، نحن نفتخر ونعتزّ بالمؤشّرات الموجودة أمامنا، من أن إخواننا في دول التحالف، وخاصّةً من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتّحدة، عازمون على مساعدتنا، ليس في انتصارنا هذا فقط، بل في بناء مؤسّسات عسكرية ومؤسّسات أمنية ومساعدتنا اقتصاديّاً. كل هذه الأمور سوف تتبلور قريباً أن شاء الله.

بعد أن حقّقتم نجاحاً كبيراً في تشكيل هذه القوّة، إزداد الطلب على الإلتحاق بالجيش في المنطقة العسكرية الثانية، هل لديكم النية بفتح باب التجنيد؟ ومتى؟
نعم، نحن خطّتنا طموحة جدّاً، والرقم الذي وصلنا إليه الآن سوف تضمن الخطّة زيادته، وفي القريب العاجل جداً سوف تفتح باب القبول للتجنيد في القوّات المسلحة (القوات العسكرية)، والتجنيد في الأجهزة الأمنية، وهذا سيكون قريباً جدّاً، وسوف ندفع دماءً جديدة بكمّيات محترمة و سوف يفتح المجال للشباب، نحن في انتظارهم و سيدخلون في الحياة، و يخوضون تجربة، إن شاء الله، تكون ناجحة ومفيدة لهم ولوطنهم.

ما هو دور المنطقة العسكرية في تطبيع الحياة المدنية وإعادة الخدمات والأعمال ودورها في إدارة المحافظة في هذه الفترة؟
هذا شيء مهمّ جدّاً، توجد خطّة مطروحة، وفي خبراء من دولة الإمارات العربية المتّحدة ومن المملكة العربية السعودية ومن بقية دول التحالف الأخرى، و شرعوا في العمل على الأرض، وسوف ترى في الأيّام القليلة القادمة نتائج على الأرض ملموسة، في مجال الصحّة والكهرباء والنظافة وفي مجال التعليم، وفي مجال الخدمات، وفي مجال البنية التحتية والمياه. وضعنا الخطّة ونحن في اللمسات الأخيرة منها، وسوف يسرعون في التنفيذ في أقرب أيام قادمة إن شاء الله.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24