الاربعاء 08 مايو 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
الترب: مشاورات الكويت ولدت ميتة
الساعة 19:36 (الرأي برس - عربي )

هو رجل اقتصادي بامتياز. خبير اقتصادي ومستشار دولي للتنمية. يشغل مناصب رئيس الإتّحاد العربي للتنمية الإدارية (AFAD)، والرئيس الإقليمي للبلاد العربية في الإتّحاد الأوروبي للتسويق والتنمية (FMPA)، ورئيس الهيئة التنفيذية للحركة التعاونية. صفات وسمات لا تمنعه من الإشتغال في السياسة والإهتمام بشؤونها وشجونها. إنّه المستشار الرئاسي، ورئيس حركة "أنا الشعب"، عبد العزيز الترب. في مقابلة مع "العربي"، يقرأ الترب في مسار مشاورات الكويت، ويتطلّع إلى نتائجها المتوقّعة من وجهة نظره. كما يقترح حلولاً تبدو، بالنسبة إلى كثيرين "متطرّفة"، للأزمة السياسية والأمنية التي يعيشها اليمن.

ولا ينسى الأكاديمي والسياسي المخضرم التعريج على واقع الوحدة، مقلّلاً من أهمّية كلّ ما يدور الحديث عنه من تشقّقات وصدوع باتت ظاهرة للعيان في جسدها.


بعد نحو ثلاثة عقود من تحقيقها، كيف تنظرون إلى واقع الوحدة اليمنية اليوم؟
الوحدة بخير على الرغم من كلّ الصعاب والعدوان لأكثر من عام وثلاثة أشهر، لأنّها خطّ أحمر، وهي باقية بتماسك أهلها، وباعتراف العالم بالجمهورية اليمنية. أضف إلى ذلك مبدأ أن من يسيطر على العاصمة يسيطر على البلاد، (ويحميها) من أيّ حركة أو انقلاب، ولا يمكن للخارج أن يفرض على شعب 26 مارس، الذي خرج وأذهل العالم بحشده رافضاً العدوان، لا يمكن أن يفرض عليه الإحتلال والحصار. أولياء الدم لا يتنازلون عن الحقّ مطلقاً، "ومن كذّب جرّب".


يحلو للبعض أن يصف واقع الوحدة بقوله: "كنّا شعباً واحداً في دولتين ونظامين، واليوم نحن دولة واحدة وشعب ممزّق إلى أكثر من جزءين"، هل هذا هو واقع الحال فعلاً؟
مازال شعب اليمن موحّداً، ومازالت الجمهورية اليمنية تدفع رواتب ومخصّصات المحافظات منذ الأزمة والحرب، واذا استطاع المجتمع الدولي إدانة ووقف العدوان، سيتمكّن الشعب عبر مكوّناته من الوصول إلى حلول، والتنازل لبعضهم، إلّا أن هناك تغذية من أكثر من طرف لتمزيق النسيج الإجتماعي.


من يتحمّل مسؤولية ذلك؟
دول الخليج مجتمعة، عدا سلطنة عُمان بحكيمها السلطان قابوس. وهم أرادوا تصفية حساباتهم مع إيران على الأراضي اليمنية، كما كان يحدث مع نظام القذّافي من قبل السعودية عبر عناصر من الإخوان، عندما اختلف المرحوم الملك عبدالله في القمّة العربية في بيروت، مع الراحل الزعيم القذافي. على الإمارات أن تعيد جزرها بتلك القوّات التي أرسلتها للجنوب في عدن أو سقطرى.


هل نفهم من كلامك أنّك تختزل مشاكل الوحدة وعثراتها في "العدوان"؟
لا، لا، وحتّى أكون منصفاً، كنّا في الجنوب نعوّل على الوحدة اليمنية منذ اليوم الأوّل لتحقيقها، ولكن كلّ طرف أراد أن يهيمن عليها لصالحه، ويوظّف من يتآمر عليها، فضلاً عن مخاوف الجيران. الشعب الذي خرج في 26مارس2016 رافضاً العدوان، قادر على الحفاظ على الوحدة وتصحيح مسارها.


مايحدث اليوم في جنوب البلاد يناقض ما تتحدّث عنه حول تمسّك الشعب بالوحدة؟
هذه دعوات تُوجّه من الخارج، هم يطالبون بالإنفصال بينما مرتّباتهم تُدفع من عاصمة الوحدة. دعاة الإنفصال لم يستطيعوا العودة لحكم اليمن أو الجزء المحرّر، هم أبواق يصرخون من فنادق خمسة نجوم.


مالذي يؤكّد أنّه مطلب غير شعبي؟ 
إذا كان مطلباً شعبياً فلماذا لم ينتصر شعب الجنوب الذي طرد بريطانيا وأعلن الإنفصال في 1994. من يقبل بعودة الإحتلال؟ حينها لم يكن هناك لا حصار، ولا عدوان خارجي، ولا شيء، لماذا لم يحقّق مطلبه طوال هذه المدّة؟


وما الذي يحدث في عدن؟
مايحدث في عدن كان متوقّعاً نتيجة الكثير من الأخطاء منذ الوحدة وبعد حرب 94، إلّا أن الرئيس هادي تاجر ومازال بالجنوب. الشعب الجنوبي الذي طرد المستعمر البريطاني بعد احتلال 129 عاماً، بكفاح مسلّح لأربع سنوات، ونال استقلاله في 30 نوفمبر 1967، قادر على تحقيق استقلال آخر قريب. 


الجنوب يتّفق معك في أنّه قادر على تحقيق استقلال آخر، لكنّه يعني استقلالاً عن الشمال؟
لا مقوّمات لذلك، النظام العالمي مع وحدة اليمن، وليس مع تمزيقه، ولا يمكن أن يعتقد أحد بإمكانية العودة إلى شمال وجنوب. إن من يراهن على انفصال الجنوب يراهن على إعادته إلى المشيخات.
تقولون إنّه لا إمكانية لتحقيق الإنفصال، لكنّ الشطر الجنوبي يشهد خطوات عملية في هذا الإتّجاه؟
الشارع في الجنوب يعيش حالة من الفوضى واللّاأمن، وثمّة غزاة أجانب على أراض يمنية، ونفوذ لجماعات إرهابية، أضف إلى ذلك أن هناك مبالغات من صنع الإعلام. في كل الأحوال، لا أعتقد أن الشعب في المحافظات الجنوبية يقبل بـ "القاعدة"، وسندخل الجنوب ونحرّره من الغزاة والمحتلّين قريباً. الترب: يجب العودة إلى مقولة "من خرج لا يعود"


ألن تصطدموا بـ"مقاومة" أبناء الجنوب التي تصفكم أنتم بـ"الإحتلال"، كما حدث سابقاً؟
إن دخلت قوّات اليمن، فهي قوّات الشعب والجمهورية اليمنية المعترف بها، وذلك من أجل طرد الغزاة من أمريكا والإمارات، الذين جاءوا للإحتلال والسيطرة على ميناء عدن حتّى لا ينافس جبل علي. العالم يحارب من أجل المصالح ليس إلّا.


من هي مرجعيّات الجنوب، برأيكم؟ من له القول الفصل في الجنوب؟
الرئيس أبو جمال، اللواء خالد باراس، الشيخ غالب مطلق، والفقير إلى الله عبدالعزيز الترب. وقد قدّم الرئيس أبو جمال أكثر من مبادرة، قبل العدوان وخلاله واليوم، إلّا أن دول التحالف راهنت على عناصر لم تستطع تحقيق أيّ انتصار على الأرض.


كثير من المحلّلين والسياسيّين يقولون إن الدولة الإتّحادية هي الحلّ الأمثل للحفاظ على الوحدة، إلى أيّ مدى تتّفق معهم؟
أتّفق مع هذا. يمكن التأسيس لنظام اتّحادي لأربع أو خمس سنوات، كفترة انتقالية، ونوسّع الحكم المحلّي لكلّ محافظة، ويكون لها عضو في المجلس الإتّحادي الأعلى، وبعد الفترة الإنتقالية يتمّ الإستفتاء على شكل الدولة من إقليمين أو عدد من الأقاليم.


الى أيّ مدى تعوّل على مشاورات الكويت في الوصول إلى تسوية سياسية؟
مشاورات الكويت ولدت ميتة، لأن وفد الرياض الذي وصل من فنادق خمسة نجوم، ليس له وجود على أيّ بقعة في الأراضي اليمنية، حتّى في المناطق المحرّرة لم يستطع التواجد فيها، وإدارة شؤون اليمن منها، أمّا وفد صنعاء الوطني فذهب حاملاً هموم ومعاناة شعب، قدّم ومازال أكثر من رؤية ومخرج، أضف إلى ذلك أن وفد الرياض لا يملك حق اتّخاذ القرار.


وما المخرج من الأزمة برأيك؟
قدّمت النصح ومازلت باستكمال إجراءات فرض الأمر الواقع، بتشكيل مجلس لقيادة الثورة، حتّى الإنتخابات الرئاسية والبرلمانية نهاية 2018، وكذا تشكيل مجلس تشريعي مؤقّت من كلّ المكوّنات، والمنظّمات، والإتّحادات، وأعضاء مجلس النواب، والشورى، ممّن رفض العدوان، ومتواجد داخل اليمن، وتشكيل حكومة دفاع وإعمار وطني لا يشارك فيها أحد من الحكومات السابقة منذ 1990، وبعد ذلك، نقبل التفاوض مع دول التحالف، ويكون الحوار بين شرعية الداخل ودول العدوان، طالما ووزير خارجية السعودية الجبير يقول إن الحوثي جار.


وماذا عن القرار الأممي 2216؟
نحن مع 2216 شريطة عودة آخر حكومة قبل العدوان، وطالما لا قبول لهم في الداخل ولا يستطيعون العودة، فلا تأخذهم العزة بالإثم، ويستمرّون في صراع "حبّتي وإلّا الديك". عليهم أن يعترفوا بسلطة الأمر الواقع كبديل عنهم، إذا أرادوا للمنطقة الإستقرار. على الجميع قراءة مايحدث بواقعية، ما لم، فشعب اليمن لن يخسر أكثر مما خسر، وقادر على الصمود، وينتظر فتح باب التعبئة للذهاب إلى الجبهات.


ما هو المطلوب اليوم، من وجهة نظركم؟
العودة إلى مقولة "من خرج لا يعود"، فكيف بمن استقوى بالخارج واستباح الدم. على المجتمع الدولي أن يمنحهم حقّ البقاء خارج اليمن، ويقبل أن تكون اليمن مستقلّة لا هيمنة عليها، ويختار الشعب دولة النظام والقانون والمدنية، وإذا كانت دول العدوان منحت اليمن 10% ممّا صرفته في العدوان، كنا سنضمن لهم حدوداً آمنة، وأوجدنا تنمية حقيقية ومدناً جديدة، كنّا سننشئ صعدة جديدة، جوف جديدة، تعز جديدة، حضرموت جديدة، عدن جديدة ... إلخ، عدوانهم لم يحقّق لهم على الأرض شيئاً يُذكر غير الدمار والحقد.


كلمة أخيرة؟
ينبغي فقط التذكير بصمود الشعب اليمني، وقدرة تصدّي الجيش واللجان الشعبية للعدوان، بدون إمتلاكنا سلاحاً جوّياً مضادّاً. الشعب أقوى من الأسلحة، والله في عون المظلوم على الظالم. إنّنا في الكويت لم نسلّم سلاحاً، وقدّمنا تصّوراً لكيفية الخروج من النفق المظلم. حتّى وزير خارجية السعودية قال بعد فشلهم إن الحوثيين جيران وينبغي التعايش معهم. نحن في اليمن سنفرض الأمر الواقع بمساندة الشعب، وستكون هذه هدية عيد الوحدة في عامها الـ26.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24