الاثنين 29 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
الغرب يسعى لإدامة الصراع في المنطقة من خلال دعم الأقليات الطائفية
الساعة 00:26 (الرأي برس - متابعات )

قال الباحث اليمني والمحلل السياسي علي الشريف إنه من الواضح بأن "مليشيات الحوثيين تحظى بدلال وتواطؤ أمريكي وأوروبي واضح؛ وذلك في سياق مساعي الغرب لاحتواء الربيع العربي، حيث يتبعون نفس الإستراتيجية في سوريا والعراق بتبني الأقليات الطائفية وإثارة الصراع الطائفي لضرب المجتمعات".

واعتبر الشريف في حوار مع "الإسلام اليوم" بأن "تصريح الخارجية الأمريكية أخيرا بنفي الإرهاب عن الحوثيين يأتي في هذا السياق، وبأنه يعزز بقوة موقف الحوثيين لارتكاب مزيد من المجازر وعدم خشية العصا الدولية"، مشيرا في ذات السياق إلى أن "هذا التصريح الأمريكي بمثابة ضوء أخضر للحوثيين وصالح لارتكاب المزيد من الجرائم في اليمن".

واعتبر الباحث اليمني الشريف بأن "العرب قادرون على كبح جماح النزق الإيراني وتقليم أظافر هذه السياسات التخريبية في المنطقة العربية إذا عاد العرب إلى توحيد مواقفهم وترشيد سياستهم ومعرفة أعدائهم من أصدقائهم"، لافتا إلى العديد من القضايا التي تستحق الوقوف أمامها.

وفيما يلي نص الحوار:

نبدأ من حيث تطورات الأوضاع في تعز والمجازر الأخيرة لمليشيات الحوثيين وصالح ضد المدنيين.. كيف تفسر هذا التصعيد الدموي في ضوء مشاورات الكويت؟

التصعيد الأخير في تعز برأيي مرده إلى أن هذه المليشيات بلا عقل ولا ضمير ولم يكونوا مكونا سياسيا يمكن مخاطبته وفق قواعد العقل واللعبة السياسية المتعارف عليها، المليشيات هذه لها هدف واحد فقط وهو أن المخلوع صالح وحلفاءه الحوثيين قرروا الانتقام من اليمنيين ومن تعز بالذات لأنها قلب الثورة والتحولات وهي من قادت هذا التغيير الذي أطاح بصالح بعد عقود من الفساد والاستبداد .. اعتقد أن استمرار هذه الاعتداءات يشكل مؤشرا كبيرا على تضاؤل فرص نجاح مباحثات الكويت للأسباب الأنفة.

هل تعتقد أن ثمة علاقة بين هذا التصعيد وبين تصريحات متحدث الخارجية الأمريكية التي رفض توصيف الحوثيين بأنهم جماعة إرهابية؟

من الناحية العملية يحظى الحوثيين بدلال وتواطؤ أمريكي وأوروبي واضح وهذا يأتي في سياق مساعي الغرب لاحتواء الربيع العربي ولهذا يتبعون نفس الإستراتيجية في سوريا والعراق بتبني الأقليات الطائفية وإثارة الصراع الطائفي لضرب المجتمع والتحولات ولهذا يأتي تصريح الخارجية الأمريكية بنفي الإرهاب عن الحوثيين في هذا السياق وهو معزز كبير للحوثيين لارتكاب مزيد من المجازر وعدم خشية العصا الدولية، فهذا التصريح الأمريكي برأيي ضوء أخضر لمليشيات الحوثي لضرب المجتمع اليمني.

 كيف تنظر لسياسات واشنطن في ما يتعلق بالمنطقة العربية، كيف نفهم المحددات التي تقوم عليها؟

كما قلت لك في إجابتي على سؤالك السابق، هناك توجه أمريكي وأوربي واضح في سياق مساعي الغرب لوأد طموحات الشعوب العربية في التحول الديمقراطي من خلال تبني ومساندة الأقليات الطائفية في المنطقة العربية إجابة.

برأيك، ماذا يعني اتهام الولايات المتحدة أخيرا لمحافظ البيضاء المعين من طرف الرئيس الشرعي بدعم الإرهاب؟

يندرج اتهام محافظ البيضاء من قبل الخزانة الأمريكية يأتي ضمن الإستراتيجية الأمريكية نفسها في تعزيز مليشيات الحوثي الطائفية وإضعاف واستهداف جبهة الشرعية فالأمريكيون غير جادين في دعم التحولات الديمقراطية في المنطقة ولا تساند نجاح مشروع الدولة في المنطقة، ويأتي ذلك ضمن إستراتيجية النفوذ والسيطرة التي يتبعها الأمريكيون، ولابد للعرب من التمسك بحقهم في تقرير مصيرهم والتحرر من هذه الهيمنة التي تمارسها الولايات المتحدة الإمبراطورية التي شاخت مبكرا بسبب سياساتها غير الرشيدة تجاه الشعوب الأخرى.

هل أنت متفائل بإمكانية إحلال السلام في اليمن من خلال مشاورات الكويت؟

لدينا شرعية ومرجعيات وطنية ممثلة في المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني وقرارات الأمم المتحدة وقد انقلبت هذه المليشيات على كل هذه المرجعيات والاتفاقات الوطنية ومارست القتل والتدمير لكل شيء، ولدينا قرار مجلس الأمن 2216 الذي ينص على إدانة الانقلاب ويحمل الحوثي وصالح كل المسئولية فيما حدث وينص على تسليم السلاح والانسحاب من المدن والإفراج عن المعتقلين إلى آخر ما نص عليه القرار الدولي، وإلى الآن لم نرَ من هذه المليشيات غير التوسع في القتل والتدمير ونقض العهود والاتفاقيات منذ بداية التحولات في 2011 وبالتالي لسنا متفائلين بنجاح المشاورات في الكويت لأن هذه المليشيات لن تسلم السلاح طوعا ما لم يتم إجبارها على ذلك باستعادة الدولة وبسط نفوذ السلطة الشرعية ورفض امتلاك السلاح لغير الدولة. فالدولة يجب ان تكون الجهة الوحيدة المحتكرة للقوة والسلاح؛ وإلا أصبحنا أمام تجربة لبنان كما يفعل حزب الله في تعطيل الدولة هناك.

برأيك، هل ثمة خيار آخر أمام اليمنيين لاستعادة الدولة، غير التمسك بالشرعية المزعومة؟

الشرعية ليس أمرا مزعوما، بل هي اللافتة الجامعة المتبقية لليمنيين لأنها تستند على مشروع الدولة الاتحادية وعلى مرجعيات التسوية السياسية التي أجمع عليها اليمنيون ولا يوجد برأيي أي حل إلا بالتمسك بالشرعية والانتقال من القول إلى الفعل ومن التنظير إلى التطبيق بفرض وجود الدولة وبسط نفوذها على كافة التراب الوطني، وإلا فإن البدائل سيئة لا قدر الله وقد يتحول اليمن إلى فوضى وتمزيق كبير.

إلى أي مدى يمكن الحديث عن اتفاقات تسوية جديدة أو العودة إلى مخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية؟

يمكن الحديث عن تطبيق المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني واستئناف العملية السياسية بعد إزالة الانسداد السياسي الذي أحدثه الانقلاب وذلك لن يكون إلا بتسليم المليشيات للسلاح الثقيل والمتوسط للدولة والانسحاب من المدن والكف عن ممارسات هي من حق السلطة الشرعية وحدها.

هل تتفق مع الطرح الذي يعتبر الحوثيين مجرد ذراع لإيران في اليمن والخليج، وبالتالي لا يملكون قرارهم؟

أتفق إلى حد كبير مع هذه المقولة، فالأحداث أثبتت أن جماعة الحوثي ليست إلا صدى للأجندة الإيرانية ولا تملك مشروعا وطنيا، وإلا بالله عليك كيف انقضت على الدولة بدعوى رفع ألف ريـال في أسعار الوقود ثم حولت اليمن إلى سوق سوداء وركام؟!، لا شيء سوى من أجل أن يكون لإيران نفوذ في خاصرة الخليج والسعودية بالذات ولو كان الثمن تشريد اليمنيين وتحويل اليمن إلى خرابة وهذا لعمري ليس منطق أصحاب المشاريع الوطنية الحريصين على أوطانهم.

برأيك هل يمكن القول بفشل التحالف العربي عن حسم المعركة في اليمن لصالح إعادة الشرعية؟

لم يفشل التحالف العربي في اليمن، بل على العكس لولا التحالف العربي بعد الله لكانت اليمن اليوم مقاطعة إيرانية فقد ألحق التحالف العربي بالبنية العسكرية لمليشيات الحوثي وصالح خسائر فادحة، وساعد هذا على تقدم الجيش الوطني والمقاومة الشعبية ودحر هذه المليشيات في أماكن كثيرة وتقليص نفوذهم وسيطرتهم بشكل كبير .. لذلك أقول إن عمليات التحالف نجحت بشكل كبير في تقليص النفوذ والطموح الإيراني في اليمن ولكن الأمر يحتاج إلى تحرك على الأرض من قبل السلطة الشرعية وهذا ما نتوقعه في المرحلة القادمة.

هل ستنجح دول الخليج في حماية الأمن القومي الخليجي والعربي في مواجهة النفوذ الإيراني أو أن الأمر أكبر من طاقتها؟

العرب قادرون على كبح جماح النزق الإيراني وتقليم أظافر هذه السياسات التخريبية في المنطقة العربية إذا عاد العرب إلى توحيد مواقفهم وترشيد سياستهم ومعرفة أعدائهم من أصدقائهم .. العرب قادرون على حماية أمنهم القومي لأنه لا ينقصهم الإمكانات الاقتصادية ولا العسكرية ولا الأهمية الإستراتيجية وكل ما في الأمر كيف يتدخل العقل العربي ليجعل لهذه الإمكانات معنى وقيمة ونتائج ملموسة.

هل من كلمة أخيرة تود أن تقولها؟

رمضان كريم، تقبل الله منا ومنكم، وكل عام وشعوب الأمة العربية والإسلامية بخير.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24