الاثنين 29 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
محمد الساري: الحرب لم تتوقّف
الساعة 00:16 (الرأي برس - عربي )

محمد الساري، عضو المجلس التنسيقي لـ"المقاومة الشعبية"، وعضو لجنة التهدئة في محافظة تعز. في لقائنا معه لمتابعة آليات عمل لجنة التهدئة، والسؤال عمّا إذا أثمر عملها حتّى الآن، وعن طبيعة الإتهامات المتبادلة بين أطراف اللجنة عن فشل عملها، يجزم الساري أن مرتكب مجزرة الباب الكبير هم خصومه الميدانيون، فيما يبدو الرجل على درجة عالية من التشاؤم، لناحية عمل اللجان، وفاعلية التهدئة عموماً، مختصراً المشهد بعبارة "الحرب لم تتوقّف"، وموجّهاً جملة من الإتهامات لفريق "أنصار الله"، المستفيد من حصار تعز، كما يقول.


كيف تعمل لجنة التهدئة التي أنت عضو فيها؟
اللجنة تعمل بشكل آلي من خلال المتابعة المستمرة للخروقات، والحصار، والإختطافات، والإعتقالات، وعمليات القنص، بواسطة مراقبين في عمليات المجلس الأعلى لتنسيق المقاومة، حيث وأنه يتم متابعة كل هذا، ورفع تقارير عنه عبر القنوات المحدّدة كلّ ستّ ساعات، وكلّ 24 ساعة... على مدار الساعة، وعلى مدار اليوم.


ماذا عن الخروقات؟
بالنسبة لوقف الخروقات، لا شيء تمّ، الحرب لم تتوقّف. بالعكس القذائف تتساقط يومياً، من هوزر إلى قذائف دبابات إلى صواريخ كاتيوشا إلى مقذوفات بي 10، وكلّ أنواع الأسلحة التي كانت تستخدم، ولا زالت... كما أن الإختطافات والإعتقالات من النقاط لا زالت مستمرّة. هذا إلى جانب التعزيزات العسكرية، والمدينة محاصرة من كل اتجاهاتها، ولم يفتح أي معبر. حتّى معبر غراب، الذي يدّعون أنه فتح، يتمّ ابتزاز الناس فيه. 


أخيراً تمّ الحديث عن لجنة تابعة للأمم المتحدة تتابع عملية فتح المعابر، وأن هناك اتهامات لـ"المقاومة" بأنها من الأطراف التي تبدي تعنتاً في مسألة فتح الحصار؟
غير صحيح، نحن في اتفاق ظهران الجنوب تم الإتفاق على أساس أن يكون جزء من فريق التهدئة تابع للأمم المتحدة للإسهام، ونحن وجّهنا دعوة للأمم المتحدة لحظة نزولنا للمعابر لأن تشرف على هذه الأمور، ليبينوا من هم المعرقلين.


من المستفيد من بقاء مدينة تعز محاصرة؟
نحن من مصلحتنا أن يتم فتح الطرق، هل نحن نحاصر تعز أم هم؟ الذي يحاصر تعز هو المستفيد، ويتخذ من الأمر سلاحاً. وعلى العكس من ذلك، نحن نريد أن ترفع هذه السكّين المسلّطة على رقاب المدينة، لكن هم يعتبرون الحصار سلاحاً بالنسبة لهم، حيث وأنهم لهم مصلحة في ذلك.
الجانب الآخر، أنهم عندما احتجزوا ناقلات الأدوية الخاصّة بمركز غسيل الكلى التابع لمستشفى الثورة، علاجات وأجهزة، صاغوا بياناً قالوا فيه أنهم احتجزوها لأننا لم نلتقيهم ليسلّمونا إيّاها، وأنه هم بعد ذلك عملوا أمراً بالدخول، ماذا يعني هذا؟ إقرار، فإذا كانت المعابر مفتوحة فلا يحتاج الأمر أن نأتي لاستلمها منهم، وإلا لماذا أنت محتاج إلى أمر بإدخالها. هذا الإقرار واضح بالحصار. الساري: المدينة محاصرة من كلّ اتّجاهاتها ولم يفتح أيّ معبر


كيف يتم التنسيق بينكم وبين أعضاء اللجنة من الطرف الآخر الممثّل لجماعة "أنصار الله" والرئيس السابق؟
حدث لقاء مباشر بيننا تم فيه توقيع محضرين بتاريخ 16 أبريل، الأول لفتح خطّ تعز صنعاء، والآخر لفتح خطّ الحديدة تعز، وعلى أساس أن يبدأ تنفيذ المحضر الساعة الثالثة من عصر ذاك اليوم، وبعد ذلك رفضوا بشكل تام، ووضعوا حججاً، وإلى الآن، لم ينفّذ المحضر.


عاودنا الكرّة مرّة أخرى قبل أسبوعين، حيث نزلنا للمنفذين الشرقي والغربي ثلاث مرات، وتواصلنا مع الطرف الآخر بالهواتف النقالة، وبحضور وسائل الإعلام ومراسلي محطّات التلفزة، وتم فتح الـ"سبيكر" في الهواتف حتّى يتبيّن الناس من هم الموجودون لتنفيذ المحاضر، ومن هم الذين يتمنّعون. 
لقد كانوا يريدون منّا الحضور إلى منطقة غراب، ونحن متّفقون على الحضور للمنطقة بالقرب من شركة السمن والصابون، نحن نعرف أن غراب مفتوح، مع ذلك قالوا تعالوا نتصافح، ليستثمروا هذا للدعاية بأنّهم فاتحون للمعابر، وهكذا يريدون حلّ الموضوع. 


لذلك هناك تواصل معهم عبر التلفون، وفي نهاية الأمر هؤلاء ناس أدمنوا عدم تنفيذ الوعود، وعدم المصداقية. وهذا التعنّت ليس هنا وحسب، حتى في مفاوضات الكويت، يتحدّثون عن عدم استعدادهم لفكّ الحصار، أو حتّى الحديث عن تعز. 


ماذا عن المشروع السعودي لدعم لجان التهدئة؟
السعودية طرحت مشروع إعادة هيكلة لجان التهدئة، وسيكون هناك دور مباشر للأمم المتّحدة في الإشراف، وإلى الآن لا زلنا نعمل بالآلية السابقة، حتّى يتمّ إشعارنا بما يستجدّ. 


نحن لنا مصلحة في فكّ الحصار عن تعز، ووقف إطلاق النار، وإيقاف إطلاق القذائف، ووقف التعزيزات. الناس دفعوا أثماناً، في حياتهم وفي أعمالهم وفي كل شيء. تعز معتدى عليها، ولم تعتد على أحد. 


بالنسبة لاعتداءات التي وقعت أخيراً في الباب الكبير، حمّلت لجنة التهدئة طرفكم مسؤولية إطلاق القذائف؟
الذي لديه استعداد أن يطلق على الناس القذائف بشكل عشوائي ويقتلهم بدم بارد، لا تستغرب أن يقترف الكذب. من قبل كانوا يقصفون الأحياء بشكل عشوائي ويتّهمون طيران التحالف، وعندما توقّف طيران التحالف، عادوا ليتهموا...


الذي لديه استعداد لقتل أسرة بقنبلة، أو قذيفة أو صاروخ، له استعداد أن يطلق أي حديث، لكن مع ذلك، وكلّنا نفهم، والعالم أيضاً يفهم، من أن هذه القذائف والصواريخ تطلق من الحوثي المتمركز على أطراف المدينة، على مدار عام كامل، حيث وأنه كلّما خسر في الجبهات، عوّض بالإطلاق العشوائي. 
الشيء الآخر، أنه عند إطلاق القذائف من داخل المدينة، كما يدّعون، فإن صوتها سيكون مزدوجاً، أي صوت الإطلاق ومن ثمّ صوت وقوعها، لكن لا أحد سمع هذا. كل القذائف التي تتساقط تأتي من أماكن بعيدة، بحيث لا يسمع صوت إطلاقها، والمقاومة لا تمتلك صواريخ كاتيوشا ولا هوزر داخل المدينة. وحتّى الدبابات التي لديها لا تستخدمها إلا في جبهات المعركة بالأطراف.
كما أن المقاومة لا تقوم بالتعزيز المستمرّ، على عكس قوّاتهم دائمة التمويل بالدبابات وبمدافع الهوزر وبالصواريخ.
 
 
 
 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24