الأحد 05 مايو 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
محمّد عزّان: بقاء "أنصار الله" بقبول المشاركة كما هي
الساعة 20:07 (الرأي برس - عربي )


أبزر مؤسّسي تنظيم "الشباب المؤمن" في محافظة صعدة عام 1990، تلميذ بدر الدين الحوثي ومجدالدين المؤيّدي، وصديق حسين الحوثي وزميله حتّى العام 2002، محمد يحي سالم عزان، في حوار خاصّ مع "العربي"، يدعو إلى حركة إصلاح ديني، ويحذّر "أنصار الله" من التمادي في العنف، الذي يقول إنّه سيضع الزيدية في مواجهة الآخرين، ويكشف عن الأسباب التي دفعته للتفكير في الهجرة ومغادرة الوطن.


قضيت شهوراً خارج اليمن، هل خوفاً على حياتك من "أنصار الله"؟ ولماذا قرّرت العودة مؤخّراً إلى البلاد؟ 
خرجت من اليمن لمدّة شهرين ونصف بموجب عرض عمل في بعض مراكز الدراسات والبحوث، ولا يزال العرض قائماً وأنا أهيّئ نفسي للسفر، ويكفي لمغادرة البلاد أنّه لا شيء يقتضي بقائي فيها، فالوطن الذي يحيا فيه أبناؤه أو صار حضناً لفئة دون أخرى، لم يعد، في نظري، سوى سجن كبير.


البعض رأى تحوّلاً في كتاباتك بعد عودتك إلى صنعاء، وتخفيفاً من حدّة نقدك لـ"أنصار الله"، ما الذي تغيّر؟ 
والبعض يرى عكس ذلك، إلى درجة أنّني لم أتعرّض لحملة أسوأ ممّا تعرّضت له بعد رحلتي، والواقع أن كتاباتي ومواقفي كما هي، وصفحتي على الفيسبوك شاهدة بذلك، لأن موقفي موجّه إلى السلوك والأفكار، وليست إلى الجماعات ذاتها. فالجماعة في نظري يمكن أن تكون اليوم صالحة وغداً فاسدة والعكس. غاية ما هنالك أنّني أتعمّد أن أكون أكثر هدوءاً حينما أكون في الخارج، حتّى لا يقال إنّني تنمّرت حينما أمنت على نفسي، فالمسألة عندي ليست مسألة أمن وخوف، المسألة مسألة حكمة وتبصّر فقط.


هل تتعرّض لمضايقات بسبب نقدك لـ"أنصار الله"؟
الإجابة تتوقّف على تصوّر معنى المضايقات، فإن أردت السجن أو الإعتداء الجسدي، فلا، لم يحصل حتّى الآن بحمد الله، رغم دعوات بعضهم لذلك ورغبتهم فيه. وإن أردت غير ذلك فحالي حال غيري ممّن يعارضون سلوكهم وسياساتهم، فقد منعوني من خطبة الجمعة وفصلوني من وظيفتي، وضيّقوا علي عند زيارة بلادي في رازح صعدة، وهنالك مضايقات أخرى لا أظنّ أن قيادات الصفّ الأول من الحركة تتبنّاها. ومع كلّ ذلك، أشعر بأنّني أحسن حالاً ممّن اعتُدي عليهم بطرق ووسائل أخرى.


أين يقف محمد عزّان من الصراع الدائر، اليوم، على الساحة اليمنية؟ 
لا في العير ولا في النفير، لأن الصراع اليوم صراع عبثي قائم على التصعيد والتصعيد المضادّ. وما نحن فيه اليوم هو نتيجة لأسباب جرّ بعضها إلى بعض، وهي في مجملها أسباب واقعية، ولكن سوء التعامل معها، والتصعيد فيها، ولّد من الأسباب أسباباً ونتائج، هي ما أوصلنا إلى ما نحن فيه اليوم. 


ما توصيفك للحرب الدائرة اليوم؟
أرى أنّها حرب سياسية للتنافس على السلطة والنفوذ، وتُستخدم فيها الطائفية والمناطقية والعرقية وسائر القذارات لاستنفار العصبيّات، وتحشيد الأنصار والمؤيّدين للفتك بالخصوم. 


إلام سيفضي هذا الصراع برأيكم؟
إلى مزيد من الصراع، لأنّه لا يزال ينطلق لدى الجميع من عقدة التفكير في القضاء على الآخر أو إخضاعه، وهذا أمر غير ممكن البقاء، وإن تحقّقت لأيّ طرف نتيجة، ففي ظروف مرحلية وموضوعية عابرة. 


"الحوثية" إحياء للزيدية أم انحراف عن مسارها؟
الحوثية حركة سياسية اتّخذت العنف وسيلة لإيجاد نفسها وفرض نفوذها في المجتمع، والقارئ لملازم مؤسّسها، الأخ حسين الحوثي، وكذا المراقب لأنشطتها في المناطق التي بسطت نفوذها فيها يدرك أنّها تحاول أن تتقمّص إحياء الزيدية السياسية، بصيغتها الهادوية الجارودية، ولكن بطريقة فجَّة وانتقاء لأسوأ ما فيها، من وجهة نظرنا طبعاً. وتلك جناية، في نظري، ستؤدّي إلى وضع الزيدية عموماً في مواجهة الآخرين على المستوى الفكري والسياسي.


"أنصار الله" حركة أم جماعة أم ميليشيا مسلّحة أم ماذا؟
الحركة والجماعة والميليشيا مصطلحات سياسية لها دلالات معروفة في القاموس السياسي، وليس شيء منها مذموماً بمجرّد التسمية، ولكن المدح والذم يأتي بطبيعة ونوعية سلوك أيّ منها، وجماعة الجوثي تنطبق عليها تلك الأوصاف مع الإعتبار الذي ألمحنا إليه، فهي حركة وهي جماعة وهي، حتّى الآن، ميليشيا. 


ما الذي يحول دون تحوّل "أنصار الله" إلى حزب سياسي؟
هذا السؤال يوجّه إليهم هم لتعرف الحقيقة منهم، أمّا تقديري فلعلّهم يرون أنفسهم الأمّة، فكيف تريد لهم أن يتحوّلوا إلى حزب يمثّل بعضها؟! 


ما المشروع الذي كان يحمله تنظيم "الشباب المؤمن"؟
كان حركة تعليمية تنويرية تهتمّ ببناء الفرد معرفيّاً وعمليّاً، وتقوم على أساس الجمع بين الأصالة والمعاصرة، وتسعى للتخفيف من حدّة المفارقات المذهبية، وتتبنّى إسماع الكلمة وإيصال الفكرة دون العنف بمختلف مراتبه، من الفكرة إلى الكلمة إلى الفعل. وحركة "الشاب المؤمن"، التي اشتركت مع بعض زملائي في تأسيسها، ليست حركة الأخ حسين الحوثي التي تشاهدون اليوم، فالأخ حسين لم يكن معنا منذ تأسيس الحركة في 1990م، لا في الإدارة ولا التدريس ولا التنظير ولا التمويل، مع أنّه كان، كغيره، صديقنا وزميلنا ويقف إلى جانبنا، وفكرته نشأت في الأساس ضدّ منتدى "الشباب المؤمن"، وكثير ممّا تضمنّت ملازمه كان عبارة عن ردود على أطروحات "الشباب المؤمن"، خصوصاً في المدرسة العلمية التي أنشأناها لاستيعاب خرّيجي المراكز الصيفية. عزّان: الصراع سياسي تُستخدم فيه الطائفية والمناطقية والعرقية


كيف هي علاقتك بزعيم "أنصار الله"، عبدالملك الحوثي، وهل لك تواصل معه ومع قيادات الجماعة؟
علاقتي بالأخ عبد الملك علاقة طبيعية لا وصال فيها ولا فصال، وكذلك كبار قيادات الجماعة، إلّا أنّه من الطبيعي أن يكون لي مع بعضهم علاقة بحكم التاريخ المشترك والبيئة الثقافية والجغرافية والإجتماعية الواحدة، إلى جانب أن ثقافتي مبنية على أنّ ما يجمعني أو ينفّرني عن أيّ شخص أو جماعة هو نوعية السلوك والموقف الذي يقفه وأقفه أنا، فقد نتّفق على أمر ونختلف في آخر، كما أنّني أفرِّق بين الإختلاف والعداوة، ولديّ معايير لمستويات كلّ منهما، وهذا منهج أطبّقه معهم ومع غيرهم، لذلك أظهر في صورة مع القرضاوي أو محمّد بديع أو الصادق المهدي أو مع علي الكوراني أو جعفر سبحاني أو أحمد الحسيني، أو مع قساوسة النصارى ورهبانهم، ولا أخجل من زيارة معابد البوذيّين والهندوس والزرادشتية وغيرهم، وكذلك الحال بالنسبة للسياسيّين، قد تجدني عند الرئيس السابق، علي عبد الله صالح، أو اللاحق عبد ربه منصور أو مع علي محسن أو اليدومي أو يحيى محمّد صالح أو مع محمّد عبد السلام، ولا تستغرب إن وجدتني يوماً في مجلس عبدالملك الحوثي أو محمّد بن سلمان. وهذا ممّا يتسبّب لي في كثير من المتاعب والإتّهامات، ولكنّني لا أكترث بها. 


هل لا تزال إعادة الإمامة مطلباً للهاشميّين في اليمن؟
الإمامة والخلافة والولاية نظريّات سياسية من الصعب التخلّص منها فكريّاً، خصوصاً بعد أن تحوّلت في ظلّ صراعات السابقين إلى مسائل دينية، ولكن يمكن تجاوزها عمليّاً بالتوافق على الأخذ بنظام سياسي معيّن، يحفظ الحقوق ويتيح الحرّيّات ويقيم العدل. والهاشميّون كغيرهم، كان كثير منهم قد تجاوزوا هذه العقدة، ولكنّنا بتنا اليوم نخشى من عودتها، والموت في سبيلها، ولو تحت عنوان آخر.


هل تملك قيادة "أنصار الله" مشروعاً لنظام الحكم؟
ليسوا حركة عريقة في السياسة حتّى يمتلكوا مشروعاً لنظام الحكم، ولكنّهم يأملون أن يكوّنوا مشروعهم عبر الزمن إن أتيح لهم ذلك... مع أنّ ما يبدو من نمط التعبئة والتثقيف الذي ينتهجونه مع أنصارهم، وما ينعكس من ممارسات على الأرض، يبعث على الخوف والقلق من ديكتاتورية أيديولوجية واستبداد سلطوي، يجعل المجتمع في حالة توتّر واضطراب مستمرّ، غير أن الحكم بهذا، الآن، سابق لأوانه. 


ما قولكم في الإتّهامات الموجّهة لـ"أنصار الله" بـ"الإرتباط مع إيران وحزب الله"؟
هم اليوم لا ينكرون علاقتهم لا بإيران ولا بـ"حزب الله"، بل يفاخرون بها، وإنّما الخلاف في مستويات العلاقة وخلفيّاتها وآفاقها.


ما رؤيتكم للتحالف القائم بين "أنصار الله" وبين "المؤتمر الشعبي العام"، وما توقّعاتكم لمستقبل هذا التحالف؟ 
في تقديري، أنّه توافق في مرحلة زمنية معيّنة ولأغراض خاصّة لكلّ فريق، وليس تحالفاً بما يعني التحالف، لأن منطلقات وغايات الحركتين مختلفة تمامًا وإن أمكن اتّفاقها. وأقدّر أن الإتّفاق سيبقى ما بقيت أسبابه، وقد يتطوّر إلى حلف إذا تمتّعت قياداته بالوعي الكافي بمتطلّبات المرحلة، وتجاوزوا بعض تطلّعاتهم وخصوصيّاتهم.


ما الإنطباع الذي خرجتم به من تقرّبكم من معارضة الخارج، وهل ترون أن "الشرعية" قادرة على القضاء على "الحوثيّين"، وفرض سلطتها حتّى صعدة؟
لست قريباً من معارضة الخارج ولا من معارضة الداخل، ولكن لي أصدقاء، ولا أحبّ القطيعة بسبب الإختلاف في رأي سياسي أو ديني. وقراءتي للأحداث، أن ليس بمقدور أحد أن يقضي على أحد. نعم، يمكن أن تساعد الظروف أيّ طرف على إضعاف منافسه، ولكن الزمن دوّار وتقلّبات الظروف لا ترسو على حال. 


ما هي رؤيتكم لمستقبل "أنصار الله"؟
هذا يتوقّف على نمط أدائهم أوّلاً، فإن أحسنوا وقدّموا ما هو أفضل للمجتمع، وقبلوا بمشاركة الفرقاء السياسيّين كما هي، وليس بعد فرض تعديل المسارات، فإن المجتمع سيتقبّلهم. وإن قدّموا أنفسهم على أنّهم هبة الله، وعلى المجتمع أن يتقبّلهم كيف ما كانوا، واعتبروا الدولة والسلطة حقّاً لهم، فإنّه لن يطول بقاؤهم ولا حتّى شركاء منافسين. وثانياً، طبيعة مشروعهم وعلاقاتهم مع غيرهم من قوى الداخل والخارج، إذ لم يعد بإمكان أحد أن يعيش في هذا العالم بمفرده، وكما يحلو له.


لماذا قُيدت جرائم اغتيالات عبدالكريم جدبان وأحمد شرف الدين وعبدالكريم الخيواني ضدّ مجهول؟ 
أرادت لها السلطة السابقة واللاحقة أن تكون كذلك. فالإغتيالات والحروب في ثقافة السياسيّين، إنّما تستغلّ كأوراق في إدارة الصراعات والوصول إلى السلطة.


وماذا عن حسين الحوثي؟ ألم يُقتل مظلوماً؟
ذلك ما أراه، حسب ما بلغني أنّه كان قد سلّم نفسه وصار أسيراً، وقتل الأسير ظلم وطغيان في حكم أديان وأعراف وقوانين العالم. 


هل المنطقة مقبلة على حرب دينية على غرار ما شهدته أوروبا؟ 
هنالك قطبان سياسيّان في المنطقة، يستنفران البعد الديني الطائفي، ويوقظان فيه كلّ قبيح ويموّلانه ويشجّعانه، وينفخان في أبواقه الإعلامية والتاريخية والدعائية، واستمرارهما في ذلك سيخرج الأمر من أيديهما وسيجعلهما أسوأ ضحاياه. 


من المسؤول عن إلصاق التطرّف بالإسلام؟ 
المسلمون أنفسهم، لأنّهم لم يعملوا ما ينبغي في تقديم الإسلام، ولم يقدموا على مراجعات جادّة للتراث الذي أنتجته صراعات القرون الماضية، وتحوّل مع الزمن إلى دين، يمسك به البسطاء ويسعون في تطبيقه، فما يقدّم أكثر المسلمين اليوم للعالم أمر يبعث على الخوف، ولا يمكن للناس أن يفسّروا ذلك إلّا على أنّه تطرّف وإرهاب.


صحيح أن هنالك من ينفّذ عمليّات إرهابية من غير المسلمين، ولكن هنالك فرقاً بين من ينفّذ عملية إرهابية ذات طابع جنائي، ومن ينفّذها مدّعيّاً أن دينه أمره بذلك، ويجد من المشايخ والدعاة من يشجّعون ويبرّرون ويبتهجون.


لكن ثمّة من يقول إن المسلمين ضحية مؤامرة؟
المسلمون ضحية غباء وجمود وعصبيّات، جعلتهم يرضون بأن يكونوا أدوات لضرب أنفسهم وتدمير حياتهم، وليست مشكلتهم في أنّهم مسلمون، ولكن مشكلتهم في أنّهم لم يتحرّروا من عقد موروثاتهم التي أنتجها أسلافهم، ويريدون أن يطبّقوا سيرة من عاشوا قبل ألف سنة على من عاشوا بعدها.


ويبدو لي أن صراع الأديان والمؤامرة على أتباعها قد ولّى بعد انتشار فكرة العلمانية في كبريات بلدان العالم، لأن العلمانية كنظام حكم يسمح لكلّ مواطن بأن يعتقد ما يشاء من الدين ويمارس ما يحبّ من الطقوس، المهم ألّا تتعدّى حدود حريّته حرية الآخرين، ولهذا نجد المسلمين يفرّون من بلدانهم الإسلامية ويلجؤون إلى البلدان التي تحكمها أنظمة وقوانين ديمقراطية علمانية، لعلمهم بأن تلك القوانين تحميهم وتحفظ حقوقهم. 


هل العلمانية تتعارض مع الإسلام؟
العلمانية ليست مساراً دينيّاً حتّى يتعارض مع الإسلام، العلمانية منهج سياسي لإدارة شأن الحياة العملية المشتركة، والإجابة على صوابيّتها وعدم صوابيّتها تتوقّف على تصوّرنا لمعنى العلمانية، ومشاهداتنا لنماذجها في مختلف بلدان العالم. فالعلمانية التي تنطلق من قيم الفطرة الإنسانية، وتسعى للحفاظ على حقوق الإنسان، وتعمّر الحياة، وتنظم علاقة المجتمع، وتحول دون الصراعات والفتن، لا يمكن أن تتعارض مع الإسلام.


ما الذي نحتاجه، اليوم، حتّى نخرج من مستنقع الصراع باسم الإسلام؟
نحتاج إلى العمل على إعادة الإسلام لدوره الأصيل، الذي هو تهذيب الروح وتعزيز القيم الإنسانية، وإبعاد الدين عن الإستغلال السياسي والإجتماعي، إلى جانب التفريق بين قيم الفطرة الأخلاقية التي جاءت الأديان لترسّخها، والتشريعات التطبيقية المختلفة التي جاءت لتحقّق تلك القيم، لأن الناس قد حوّلوا التطبيقات وحتّى أدواتها إلى تشريعات مقصودة في ذاتها، وهذا ممّا يتسبّب في كثير من النزاعات، لأن كلّاً يريد أن يطبّقها كما يحلو له، وحسب قراءته وتفسير أسلافه.


إذاً، نحن بحاجة إلى إصلاح ديني؟
نعم نحن بحاجة إلى حركة إصلاح لعقول المتديّنين، وإعادة قراءة للنصّ الديني بعد التفريق بين ما هو مقدّس ملزم، وما هو تراث بشري يمكن تجاوزه وإنتاج غيره، ممّا يلبّي حاجة البشر ويحقّق مصلحة الإنسان. على أن مشكلة مجتمعاتنا تتجاوز الفكر والثقافة إلى المشكلة الإقتصادية والسياسية، ونمط الحياة التي تعيشها.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24