الأحد 05 مايو 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
في حوار لـ(الرأي برس)
البروفيسور العسلي يقدم رؤيته للحل ويعتبر اجتياح صنعاء انتحارا جماعيا ويحذر السعودية من الانقراض
الساعة 20:57 (الرأي برس- حوار/ خاص)

شدد الخبير السياسي والاقتصادي اليمني البروفيسور سيف العسلي على ضرورة ايقاف الحرب لإنقاذ اليمن من كارثة حقيقية..

وأكد في حوار خاص مع صحيفة "الرأي برس" الالكترونية أجراه الزميل/ عبدالحافظ الصمدي، أن الحرب لم تكن ضرورة باليمن، محذرا من أن السعودية مقدمة على هلاك حقيقي ان قررت استمرار الحرب على اليمن واجتياح العاصمة صنعاء عسكريا..

وقال ان الحل للازمة اليمنية بعيدا عن الحرب وعما تم طرحه في مشاورات الكويت بين الاطراف اليمنية برعاية الأمم المتحدة والتي لم تخرج بأي نتيجة، مقدما رؤيته للحل.. فإلى نص الحوار:

  • في البداية كيف يقرأ سيف العسلي الوضع في اليمن والى أين يسير؟
  • قبل تحليل ما يجري من الضروري العودة الى الخلف قليلا من اجل ان ترى الحقائق الجارية الان بوضوح..

لقد استدرج الجميع الى هذه الحرب من خلال اوهامهم وكبرهم وغضبهم وانتقامهم وليس من قبل اسرائيل او اميركا او اية جهة اخرى..

لقد اعتقدوا ان الحرب نزهة وانها ستحقق لهم مايريدون فاندفعوا اليها بإصرار وتعمد.. والحرب لم تكن ضرورية في اليمن على الاطلاق حيث لا عرقيات ولا مذاهب ولا ثارات.. ولقد عاش اليمنيون عبر التاريخ بانسجام ولم تشهد البلاد دولة بوليسية بل على العكس كانت دولة رخوة اذ لم يكن هناك مبرر لا لثورة ولا لحرب ولا حتى لانقلاب وكذلك لم تكن اليمن تهدد جيرانها باي شكل من الاشكال ولا حضور للشيعة في اليمن ولا تدخل فاضح من ايران ولم يتمرد اليمن على السعودية ولا يهدد مصالحها وكان على السعودية ان تتعامل باليمن بالرحمة لا بالقسوة وبالإصلاح لا الافساد ومن خلال الاخذ باليد لا كسر هذه اليد..

وسبق لي ان وجهت نداء قبل الحرب الى الملك عبدالله من خلال التلفزيون طالبته بان يهتم في اليمن مثل مصر .

واليمن ليس مهددا للسلم الدولي وليس من مصلحة الداخل ولا الخارج ولا دول الجوار ان تندلع حرب مدمرة باليمن وعلى هذا الاساس ينبغي ادراك الحقائق التي افرتها الحرب الظالمة حيث تسببت بمقتل وجرح الالاف من الابرياء المدنيين بينهم اطفال ونساء ومسنين.

كما عملت الحرب على تسريح مئات الالاف من  العمال وتدمير الاقتصاد وتوسعة رقعة الفقر لتشمل كل اليمنيين ودمرت الحد المتواضع من البنية التحتية الحديثة كالمطارات والموانئ والطرق.. وتدمير ما تبقى من شكل الدولة وهدمت السلم الاجتماعي ونشرت الرعب بين كل اليمنيين وبشكل عام حولت حياة اليمنيين الى جحيم..

وعملت الحرب على ترويع والتشويش على الطلاب اليمنيين الذين يؤدون الامتحانات على الشهادتين الثانوية العامة والاساسية دون مراعاة لمشاعرهم.

فلا ثورة الحوثيين او انقلابهم نجح ولا الاخوة في الجنوب استعادوا دولتهم بل تفرقوا وقتلوا بعضهم البعض ولم يتم تكريم تعز بل اذلالها ولا السعودية أمنت من ايران من ايران بل استهلكت قوتها التي كان يمكن ان تدخرها في مواجهة ايران ولا العالم العربي توحد ولا فلسطين حررت ولا الهيمنة الاميركية قلت ولا الاسلام انتشر  ولا الثروات العربية التي تنهب استعيدت ولا شيء تحقق من هذا الهراء الذي كان يبرر به المشاركون في الحرب عدوانهم واثمهم .. أفلا يعقلون؟!

  • ديناصورات مهددة بالانقراض..
  • مالذي يمكن استنتاجه من هذه الحقائق..؟
  • أي عاقل يستنج منها ان يجب ايقاف هذه الحرب لدون قيد او شرط لانها لم تحقق أي شيء ايجابي لاي طرف مشارك فيها لذلك فان استمرارها يعني انتحارا جماعيا وكما يقال (الديناصورات وحدها لم تدرك هذه الحقيقة فانقرضت)

ان الاستمرار في الحرب والاصرار على ذلك هي انقراض المتحاربين جميعا واني لا اتمنى لهم ذلك وان بغوا علينا فانهم اخواننا سواء في الداخل او الخارج..

وأقول للجميع:

انكم ان عجزتم عن تحقيق اية هدف طرحتموه او بررتموه خلال السنوات الماضية من خلال الحرب فان استمرارها يعني هلاككم المحقق عودوا الى رشدكم وكونوا موضوعين وقارنوا بين حساباتكم لهذه الحرب قبل وقوعها وبين ما تحقق على ارض الواقع وستدركون الفارق بين الاوهام والحقيقة..

  • مالذي ينبغي عليهم ان يفعلوه؟
  • يجب عليهم ايقاف هذه الحرب اولا وبعدها لكل الاطراف اوراق يمكن ان تلعبها في التفاوض اذ الحرب انتجت لا غالب ولا مغلوب وايقاف الحرب لا يعني انتصار طرف على طرف وان أي طرف فقد اوراقه في التفاوض، والتفاوض مع الحرب استهتار ولعل الاصرار على الدخول صنعاء عسكريا للسيطرة عليها يعني تدمير اليمن بكامله.

فهل يرضى اية يمني ان تصبح صنعاء مثل عدن ولحج وابين وحضرموت ومارب وتعز مدمرة منهكة لا سلطة ولا نظام.. وهل يرضى ذلك الجيران والمجتمع الدولي؟!

واستمرار الحصار والقصف والترويع في عدد من المناطق يفقد الحوثيين انجازهم الوحيد في الحفاظ على السلام والقدرة على التعايش.

نقول لاخواننا في الجنوب هل الوحدة افضل ام مايجري في مناطقكم من صراع مناطقي فئوي وتدمير ذاتي ..

من المفترض على القوى والنخب ادراك الحقائق التي لا تدركها الان تحت التهديد والخوف.. وينبغي ان يكون ايقاف الحرب اولوية للداخل والاقليم والمجتمع الدولي..

فهل من المعقول ان يدمر اليمن من اجل شخص مشكوك في شرعيته ولا يستطيع التحكم حتى بالمناطق التي تم يسيطرعليها اتباعه.. والشرعية هي للشعب وعبدربه منصور هادي ليس ملكا ولا يملك شرعية مطلقة اذ فقد شرعيته من خلال فقدانه القوة والانجاز والسيطرة وكان عليه ان يقدم استقالته لاجل وطنه لكنه فقد حتى الارادة..

هل ينبغي ان يدمر اليمن من اجل تحرير فلسطين وهزيمة اسرائيل التي لم نطلق عليها حتى رصاص واحدة.. وهل ينبغي ان يدمر اليمن من اجل انقاذ العالم من هيمنة اميركا..

  • وماذا بعد ايقاف الحرب؟
  • لقد دمرت الحرب وألغت كل أسس التعايش بين اليمنيين كما انتهك الدستور اليمني من الجميع حتى من قبل من قاموا بثورة 2011 ومن قبل من حكموا بعدها ومن الذين قاموا بثورة 2014 ومن حكموا بعدها .. جميعهم انتهكوا الدستور جهارا نهارا دون ادنى اعتبار..

لقد فشلت المبادرة الخليجية ولم تعمل على ايجاد انتقال سلمي للسلطة ولم تعمل على ايقاف الحرب ولم تؤسس لاي مسار قابل للتطبيق بل كرست السلطة في يد شخص لا يستحقها، كما فشل مؤتمر الحوار الوطني من ايجاد خارطة طريق عادلة وشفافة ومتوازنة وقابلة للتطبيق .. لقد تجاهل المجتمع الدولي حقوق الشعب اليمني وتخلى عن مسؤوليته في الحفاظ عليه تحت البند السابع ..

لهذا علينا ان ننسى كل هذه المرجعيات التي تتمسك بها الاطراف لان الجمع بينها كمن يحاول الجمع بين الثلج والنار فإما النار تذيبالثلج واما الثلج يطفئ النار والاتفاق القائم على هذه المرجعيات فاشل وغير قابل للتطبيق.. فاي طرف لم يحصل على مايريده سيعمل على التخلي من التزامته بالاستناد الى هذه المرجعيات المتناقضة والمتصادمة مع بعضها، اذ لا بد من التحاور على مرجعية جديدة تحل محل كل هذه المرجعيات بحيث تكون منسجمة واضحة شفافة قابلة للتطبيق.. وقد يكون هذا من المستحيل الان تحقيقه نتيجة جراحات الحرب ..

  • .. والحل اذا..؟
  • الحل بالعودة الى دستور الجمهورية اليمنية كمرحلة مؤقتة والاتفاق على مرحلة انتقالية لستة اشهر او اقل او اكثر يعقبها انتخابات رئاسية تنافسية تحت اشراف الامم المتحدة وهذا الرئيس سيقوم بعملية المصالحة بين الاطراف المتصارعة واعادة مؤسسات الدولة والقيام بعملية تسليم السلاح من المليشيا وهو المحور الذي الاطراف السياسية للتوافق على الخطوات القادمة كانتخاب مجلس النواب وتعديل الدستور واعادة بناء الدولة وستتكلم هذه الشرعية الحقيقية باسم اليمن، وتجربة المجالس الرئاسية فاشلة لأنها تجمع بين المتناقصات..

 

  • المجلس السياسي لإطالة أمد الحرب..
  • ماذا عن المجلس السياسي الذي شكله الحوثيين والرئيس السابق علي صالح؟

 

  • المجلس السياسي للحوثيين وصالح يعاني من نواقص فهو مخالف للدستور حيث لا يوجد في دستورنا مجلس سياسي كما انه تم التوافق عليه من قبل فصيلين في الحرب وليس كل الاطراف المشاركة فيها..

صحيح هنالك تأييد من بعض الكوادر لهذا المجلس لكنها ليست الاغلبية.. وهذا المجلس كان يمكن ان يصدر عن البرلمان لا ان يتم فرضه على البرلمان مع الاصرار على تطبيق المبادرة الخليجية وهي نفسها تنص على الاجماع كما ان تشكيل المجلس مخالف لمخرجات الحوار وهذا نوع من الالهاء والعبث.. فهو بحاجة لاجماع القوى السياسية ..

وتشكيل هذا المجلس يعني اطالة أمد الحرب كونها القاسم المشترك بين الاطراف المشاركة فيه بمعنى انه عملية تخندق للحرب..

 

  • ايقاف الحرب إنقاذا للاقتصاد ..

 

  • الى اين يمضي الاقتصاد اليمني في ظل الحرب؟
  • عندما تشتعل الحرب يختفي الاقتصاد فالحرب والاقتصاد لا يجتمعان في ان واحد، فالحرب تدمر والاقتصاد يبني ومن العبث ان تبني ما سيتم تدميره فلابد من ايقاف الحرب لإنقاذ الاقتصاد ..

لقد حاول محافظ البنك المركزي محمد بن همام انقاذ ما يمكن انقاذه بالاقتصار على صرف المرتبات للجميع والحفاظ على العملة قدر الامكان من الانهيار، حيث قدم المحافظ لليمن مالم يقدمه أي طرف، لكن هذه المحاولات قد استنفذت كون الاحتياطي الخارجي والداخلي يكاد يختفي وليس بإمكان المحافظ عمل شيء فان لم يتم ايقاف الحرب فسينهار الاقتصاد وستضاف اعباء جديدة ما يجعل الامر يرتقي لإبادة جماعية والمسؤولون عن هؤلاء المتحاربون الداخليون والخارجيون والمجتمع الدولي ، اذ ستنتشر المجاعات والسطو والقتل الاقتصادي اضافة للقتل العسكري، والقتل الاقتصادي يعني الموت جوعا او الموت بسبب عدم القدرة على العلاج او التعرض للسطو حتى الموت وهذا افظع من الموت في الحروب.

  • شكرا لك بروفيسور سيف العسلي..
  • شكرا

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24