الخميس 02 مايو 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
أبو شوارب: ثورتنا في المرحلة الثالثة
الساعة 21:10 (الرأي برس - عربي )

القيادي في جماعة "أنصار الله"، والناشط السياسي الذي برز إلى الواجهة في الآونة الأخيرة، أحد أعضاء "اللجنة الثورية" الـ 15 الذين تولّوا مهمّة الإدارة خلال الفترة الماضية، وغادروها بعد تسليمها لـ"المجلس السياسي"، في جوابه على أسئلة ، يتطرّق صادق أبو شوارب للخطوات الأخيرة التي تمّت، ورؤية الجماعة للوضع الراهن، دون أن يغفل الإفصاح عن رأيه الخاصّ بعدد من الاستحقاقات، مستفيضاً في تشريح المسارين، السياسي والعسكري، في البلاد، لا سيما مسألة تشكيل حكومة في صنعاء، والتحالف المستجدّ بين "أنصار الله" و"المؤتمر"، وملف "الحسم العسكري"، والتهديدات باقتحام صنعاء.


لو بدأنا من الجانب السياسي وقضية انسداد أفق مشاورات الكويت والحديث عن ترتيبات لجولة قادمة من الحوار... كيف تنظرون إلى هذا المسار اليوم؟ 
أوّلاً، أؤكّد لك أن مفاوضات الكويت مسدودة قبل أن تبدأ، وما تمّ، خلال ثلاثة أشهر، عبارة عن عبث، ليس لأنها وصلت إلى طريق مسدود، هذا ضحك على الشعب، وضحك على الناس، عبد ربه منصور هادي خرج الشعب ضدّه ورفضه، "وتسير تحاوره! كيف تسير؟ بصيغة انك انقلابي تحاور رئيس؟! إذاً طبيعي، طالما إنك انقلابي سلم السلاح، تحاور الرئيس، سلّم السلاح، بتحاور الحكومة الشرعية، سلم السلاح..." بالإضافة إلى أن الأمم المتّحدة، والغرب، والسعودية... لا يعرفون ما هو الحلّ؟! كيف لا؟ هم يعرفون ما هو الحلّ، هم عارفون، لكن لا توجد رغبة دولية خارجية لإحقاق السلام في اليمن، وبالنسبة لعبد ربه هو رئيس توافقي، انتهت مدّته، وقامت عليه ثورة، وهؤلاء نصف اليمنيين لا يريدونه، فكيف تفرضه؟ بالعقل والمنطق والديمقراطية. والمفترض الآن أن يتمّ التوافق على رئيس جديد، كما تمّ التوافق في 2011 على عبد ربه منصور هادي، وهادي أصبح طرف صراع. كيف تكون رئيساً وأنت طرف في صراع وانتهت فترتك؟ وإلا، علي عبد الله صالح يجب أن يعود إلى السلطة!


يعني أنت كنت ترفض مبدأ ذهاب جماعة "أنصار الله" و"المؤتمر الشعبي العام" إلى الكويت من أساسه؟
الذهاب إلى الحوار مطلوب، لكن بهذه الصيغة لا. الأسباب تؤدّي إلى نتائج. أنت عندما تطبخ بيضة فاسدة، "تطلع الطبخة فاسدة، حتّى ولو سخّرت لها زيت، وفعلتها على نار، لكن عندما تفعل بيضة صالحة، وتطبخها بتطلع أكلة صالحة، حتى لو كان هناك خلل في ارتفاع درجة الحرارة أو في كمّية الزيت أو الملح بس تظلّ الناتج ناتج الطبخة صالحة"، وهكذا إذا كانت المدخلات فاسدة، حتماً المخرجات فاسدة، فتركيبة الحوار خاطئة، المفروض أن هذا الرئيس رفضه الشعب، ما هو المطلوب؟ تأتي الأحزاب التي استدعت العدوان، مقابل الأحزاب التي في الداخل، رفضت العدوان، ويتمّ التوافق على رئيس، ومجلس رئاسة، وحكومة تأخذ السلاح وتستلم المدن، "وتعمل كلّ شيء، لكن هذا بيقلك تعال حاور عبد ربه وحكومته، الذي أنت قمت عليهم بثورة"، وهذه الثورة تشكّل لهم حالة هستيرية، لكن الثورة أمر واقع، دعنا نستخدم مصطلحاً آخر غير الثورة، نحن رافضون لك يا فلان، "وانت غير رئيس"، والشعب عندما يخرج جزء منه يقول لرئيس إرحل، يجب أن يرحل، مثلما حدث في بريطانيا، ديفيد كاميرون كان مع التصويت للبقاء في الاتّحاد الأوربي، صوّت الشعب بأغلبيته ضدّ البقاء في الاتّحاد الأوربي، "شوف الساسة الذين يحترمون أنفسهم": قدّم استقالته.
هذا الشعب اليمني، يجب أن ننظر إلى السبعين، "ما الذي خرج فيه؛ وكل هؤلاء، وعبرهم نجيب رئيس جديد، مثلما تمّ في 2011".


بالنسبة للحرب واستمرارها وغياب السلام، أؤكّد لك أن الرغبة الأمريكية لا تريد السلام الآن، لأن مصانعها شغّالة، الرغبة البريطانية لا تريد، لأن مصانعها العسكرية شغّالة، وكذلك المصانع الأمريكية العسكرية شغّالة، المصانع الفرنسية شغّالة، المصانع الكندية شغّالة، منظّمات المجتمع المدني الأوربية والأممية شغّالة، على حساب دماء أطفالنا ونسائنا، فلا توجد رغبة دولية في ذلك، بالإضافة إلى تركيبة الطاولة، إنها خاطئة. وبالتالي، يعني لا نحتاج إلى 3 أشهر حتّى نكتشف أن الحوار في طريق مسدود، هو مسدود من أوّله، "ولكن الناس بتعجبهم الكبسة، وساروا يبحثوا عن كبسة الكويت"، وإلا ما كنا نحتاج 3 أشهر من العبث.


بالنسبة للتطوّرات في صنعاء، تمّ إعلان تشكيل "مجلس سياسي" لإدارة البلاد سياسياً واقتصادياً وإدارياً، كيف تنظر أنت الى هذا التشكيل؟ وما هي الحاجة إليه؟ وما مصير "اللجنة الثورية"؟
"اللجنة الثورية العليا" جاءت من أجل اليمنيين، ومن أجل اليمن؟ أم أصبحت صنم الثورة؟ لكنها جاءت من أجل اليمنيين، عندما نذهب نقاتل في المعارك نقدّم دماءنا من أجل ماذا؟ أليس من أجل اليمن؟ طيّب، أيهما أغلى؟ دماؤنا؟ أم مصالحنا الشخصية؟ إذا كانت هناك مصالح شخصية، لو افترضنا، إذا كانت السلطة أغلى من الدم، يحدث ما يحدث مع هادي، الذي "ليس راضي يترك اليمن في حالها"، فالسلطة لديه سرق ونهب واستمتاع بمداخل دار الرئاسة من ولائم على حساب المستضعفين، وهي الغاية العظمى، وبالتالي حتّى إذا سفكت دماء اليمنيين، فليكن، دماء الأطفال، فليكن، لماذا؟ لأن السلطة بالنسبة له غاية. أمّا عندما تكون أنت السلطة بالنسبة لك وسيلة لتحقيق عزّة وكرامة ورفاهية وسيادة وأمن واستقرار بلدك، فأنت تضحّي، لأنه أغلى ما عندك أن تضحّي به، وهو دمك. إذاً يجب أن تكون السلطة أرخص من الحياة والدم، نحن نناضل من أجل هذا المفهوم المقلوب، وبالتالي "اللجنة الثورية" قدّمت نموذجاً في الاستلام والتسليم الوطني.


مصيرها (اللجنة) أن يعود هؤلاء الناس إلى خدمة الوطن، كما كانوا، فإن تهيّأت لنا الفرصة من موقع اتّخاذ القرار، نحن جاهزون، ونحن مهيّؤون في كلّ الأحوال لخدمة الناس، ونناضل من أجل قضية، ومن أجل عدالة دولة مدنية، حياة كريمة، من أجل تحرير قصر غمدان من وصاية قصر اليمامة. وبالتالي، هذه الخطوة التي أقدم عليها "المؤتمر" و"أنصار الله"، متأخّرة سنة، كان هذا العمل يجب أن يتمّ قبل عام، عندما دعا الأخ قائد الثورة، السيد عبد الملك الحوثي، القوى السياسية إلى سدّ الفراغ السياسي، وحدث الحوار في "موفمبيك"، ولكن الذين رهنوا أنفسهم للخارج هربوا من "موفمبيك" إلى مسقط 1، ومسقط 2، وجنيف 1، وجنيف 2، وكويت 1، وكويت2، هذه الخطوة خطوة مطلوبة، لأن اليمن لا تحكم إلا من الناس، الجميع، لا نستطيع أن نكون في اليمن إلا شركاء، ونحن مؤمنون بذلك، وناضلنا من عام 2011 من أجل ذلك، ومن قبل 2011، وعندما نصل إلى القصر الجمهوري نتناقض مع ما ندعوا إليه؟! إذاً "احنا كذابين مثل الاولين، احنا لسنا كذابين"، ما ننادي به نحن نؤمن به.


إذاً، "اللجنة الثورية" غادرت سلطة القرار؟
"اللجنة الثورية" سلّمت السلطة ولم تسلّم الثورة، "اللجنة الثورية" كان أمامها مهمّتان؛ واحدة أنها مثّلت جماهير الشعب اليمني في مطالبه، وعندما حاولوا أن يسقطوا الدولة من ضمن ما ترتّب علينا من مسؤولية، لأننا قمنا بثورة، أعلنا الإعلان الدستوري، حتّى نحافظ على مؤسّسات الدولة من الانهيار، وحافظنا عليها، إلى أن تحرّكت القوى السياسية، واتّخذت موقف أن تكون شركاء، سلّمنا لهم السلطة ولم نسلّم لهم الثورة، الثورة هي عبارة عن قيم ومبادئ وبشر مؤمنين بها، ولكن سلّمنا لهم السلطة ليديروها بشكل مشترك، إدارة الدولة ومواجهة العدوان، أما الثورة ستتفرّغ الآن لمواجهة العدوان السعودي، لماذا؟ لأن يوم 26 مارس لم يعد هناك معيق للثورة داخلياً يذكر. يوم 26 مارس تدخّلت القوى الدولية، بأداتهم المملكة العربية السعودية، لإعاقة التحوّل الثوري في اليمن. الآن نحن ثورتنا أصبحت تواجه في المرحلة الثالثة، فالوضع الداخلي سيترك للأحزاب السياسية تتولّى مهمّتها وتقوم بواجبها، وأمّا "اللجنة الثورية" فستحمل السلاح في مواجهة من أعاقوا الثورة، وعينها على "المجلس السياسي الأعلى" في حال أي انحراف أو نكوص عن ما يريده الشعب اليمني.


قيل إن "المجلس" سيقوم بتشكيل حكومة، أين أصبحت هذه الحكومة؟
ليس مسألة أنه يفترض إذا لم يشكّل "المجلس السياسي الأعلى" حكومة، هو عبارة عن ورقة بيد لوبي سياسي داخلي قذر يراد له أن يستخدم من أجل أن يعودوا إلى طاولة المفاوضات كانقلابيين، يفاوضوا الرئيس، ويعبثوا بدماء اليمنيين، وهذا لن نسمح به. "المجلس السياسي الأعلى" هو عبارة عن مجلس رئاسي يحكم اليمن، ورئيسه هو رئيس الجمهورية، وتشكّل حكومة، ونؤكّد أنه يجب أن تشكّل، و"سياسيين الطير مانات"، أحب أن أؤكّد لهم ما عاد هناك حكومة وحدة وطنية، ولا حكومة ائتلاف، الحكومة يجب أن تسمّى حكومة تحرير واستقلال، أو حكومة دفاع وطني، تحرير أرضنا المحتلّة، عدن محتلّة، وعلى "المجلس السياسي" والحكومة أن يعلنوا أن أراضينا محتلّة وسيادتنا ما زالت مرتهنة لقصر اليمامة، وبالتالي الحكومة لا بدّ أن تشكّل، وإذا لم تشكّل سندعو جماهير الشعب اليمني إلى الخروج والاعتصام في الساحات، حتّى يتمّ تشكيل الحكومة، لأن المزيد من هذا العبث بدماء اليمنيين أكثر من ذلك غير مقبول.


لكن الرئيس السابق، علي عبد الله صالح، قال إن "المجلس السياسي" يدعو السعودية إلى الحوار، ما موقفكم من هذه الدعوة؟
صحيح، "المجلس السياسي" هو الممثّل الشرعي الوحيد لليمن، في الداخل والخارج، لأنه لا عبرة بالأراضي المحتلّة ولا عبرة بالخونة، هذا شيء متعارف عليه دولياً، الإنسان الذي يستعين على أرضه وبلاده خائن، إذا كانوا "أنصار الله" مستبدّين كان يجب على "الإصلاحيين" أن يكونوا ثوّاراً ووطنيين، مثل نيلسون مانديلا، لأن مانديلا ناضل 27 عاماً، لم يستدع الولايات المتّحدة الأمريكية، تأتي لتقصف جنوب أفريقيا، ولم يستدع تركيا، ولم يستدع فرنسا، ولا بريطانيا، حتّى تحقّقت أهدافه ومبادئه، لكن أنت "تريد ان تناضل، وما تريد ان تحتبس، ما تدخل الحبس"، انت لا تريد أن تدخل السجن ولا ساعة، إذاً "قدك ثائر طير مانات"، ثائر نخبوي. ينظر من السماء، ويستدعي السعودية تأتي تقصف النساء والأطفال. إذاً هذا خائن، وعليه أن يراجع حساباته. قد أكون أنا ظالم أو مستبدّ؛ ولكن إنسان وطني "ما يقدرش ينكرني"؛ لأن الحوثيين أثناء الحروب الستّة على صعدة لم يستدعوا إيران لتقصف "الإصلاحيين"، و"المؤتمرين"، هؤلاء تعوّدوا على العسل والقحطة السوداء، وليس لديهم استعداد أن يناضلوا من أجل تحقيق قيمهم ومبادئهم.


"الشرعية" تقول إنها لجأت إلى الورقة العسكرية، وإنها ستقتحم صنعاء عسكرياً، بماذا تردّ على هذه التهديدات الموجّهة ضدّكم؟
الورقة العسكرية لجأوا إليها في 26 مارس 2015، وفي يوم 26 مارس جعلوا اليمن والثورة في اليمن بحجم 38 دولة. هؤلاء أغبياء، "ما له ما يحسمها قبل سنة ونصف؟ مراعي ليش؟ هؤلاء يتقسطوا الله، مرتزقة"، لا يريدون أن تنتهي الحرب، لأنه لو وصلوا إلى صنعاء، السعودية ستقول "خلاص، وصلتم، ما عاد بتدفع لهم فلوس، وهم سيحرفون ويقتبلوا مرة ثانية، فهم لا يريدون يوصلوا صنعاء، ولا يشتوا يسيروا الرياض، فلماذا لم يحسم المعركة قبل سنة ونصف؟ هو اعجن ان يحسم المعركة من قبل سنة ونصف، عاجز، وعندما يهدّد باللجوء إلى الحرب الآن طيرانهم بيقصف، الذي قصفوه قبل عام ايش الذي أثر فينا؟ الشي الثاني حتّى لو دخلوا صنعاء، هؤلاء غزاة، ومحتلّون، لا يستطيعون أن يحكموا داخل صنعاء، إلا بدبّابات السعودية بتسندهم، وطيران السعودي بيسندهم، والسعودي سواعدها قلت، واقتصادها بدا ينهار، وصعب السعودية أن تدخل برّاً لاستقطاع سواعدها ومفاصلها وانهائها"، والخطوة التي تمّت بين "الأنصار" و"المؤتمر" هي عبارة عن خطوة في الاتّجاه الثوري، حتى نتفرّغ، كثوّار، لإسقاط أسرة آل سعود، لأن الخصم الآن لم يعد، لا علي عبد الله، ولا علي محسن، ولا حميد الأحمر، ولا الزنداني، الآن خصم الثورة أسرة آل سعود، التي ضخّت بنوكها، وجعلت أراضيها عبارة عن منطلق لتدمير اليمن، وبالتالي لا بدّ من حسم المعركة الثالثة مع الثورة، ومع أسرة آل سعود.


جغرافياً، هل سيكون الدخول إلى صنعاء صعباً؟ أم سهلاً؟
"اليمن أي واحد يقدر يدخلها، لكن ما عاد بيخرج منها"، هذه الحقيقة التاريخية الأزلية، هم يقدرون الآن أن يوجعونا ويقصفونا، صحيح، لكنهم غير قادرين أن يكسرونا. نحن لو لم يبق في اليمن إلا شبر من التراب وقطرة دم واحدة وطلقة واحدة، سنطلقها، ونحن قرّرنا أن الوصاية التي دامت على قصر غمدان من قبل قصر اليمامة، لمدّة 90 عاماً، وصلت لعندنا، وانتهت، لا وصاية بعد اليوم. وأمّا بالنسبة لعلي محسن، علي محسن أوجّه له رسالة، بأن الصورة التي تصوّرها في فرضة نهم؛ هي صورة الوداع الأخير، صنعاء مثل البحر، صنعاء مثل الحصان البرّي، "إذا قلبت الفارس من على ظهره، ما عاد يطلع مرّة ثانية، والبحر إذا لفظ الحوت ما عاد يدخل مرّة ثانية، خلاص الحوت جيف".


"حتّى وان سدوا هم وعلي عبدالله صالح، وعبد الملك الحوثي، وهادي، قد هناك ثارات، قد في بيوت ناس قصفت من قبل الطيران، وهم عارفين من جاب احداثيتها، طيب انا أريد أن أشوف من الذي سيحميه داخل صنعاء، ما بالك أنه ترده السعودية". أنت كنت داخل صنعاء، ما الذي أخرجك؟ وانظر إلى مشروعهم، "ما في الا نقطع راس الحوثة"، يعني حتّى لو فكّر الواحد أن يقبلهم، يجبرونا على "انه ما يمرّوا شبر الا بدم، ما فيش معه مشروع وطني، هؤلاء الحوثي الحوثيين من اينهم، لك بتقاتلهم من الحرب الأولى من العام 2004، الان الحوثي تطور قده يقاتل من عسيرإلى باب المندب، وانت تريد أن تطلع إلى صنعاء من فرضة نهم. تدخل صنعاء على طوال ارحبوا على اخشاب البنادق، الورود ما فيش في رصاص حمراء، ومن مات قبرناه، ومن عاش يعيش بكرامته".


قضية الحسم العسكري، هم كلّما جاعوا قالوا حسم عسكري، محاصرون في تعز، "في نهم هؤلاء المطلبين، كانوا يسيروا الى السعودية يطلبوا تمر ومفارش في رمضان، والان يطلبوا بقش فلوس ومعابر على حساب كرامتهم"، أما نحن إن انتصرنا فالنصر هو لليمن، وهم مستفيدون من مفارقات القدر، أمّا انتصارهم هم عار عليهم، ونقطة سوداء في وجه اليمن.


لصنعاء حزام قبلي قوي، وورقة قبلية قوية، يقال إن لعلي محسن علاقة جيدة معها، وهي قادرة على قلب الموازيين ومساعدة "الشرعية" على دخول صنعاء. هل تحسبون حساب الورقة القبلية؟
"القبائل الذين كانوا مع علي محسن مش قادرين يرجعوا إلى عند علي محسن، لأنه متّهم لهم بالخيانة، فاذا كانوا الذين معه فما عادهم قادرين يتعاملون معه، ما بالك الذين لم يكونوا معه من أوّل"، وبالتالي الوضع الاجتماعي في اليمن مستقرّ، والمعركة محسومة. المطلوب الآن تشكيل حكومة ونحن قادرون على حسم المعركة.


حسم المعركة... عسكرياً؟ أم سياساً؟
"لا، يعني اننا مش قادرين على حسم المعركة؟ لا نحن قادرين على حسم المعركة، ولكن جزء من الذي طرح في الكويت ومسقط من حل سياسي تموضعنا في الجبهة تموضع دفاع وليس هجوم فقط، جبهة واحدة تموضعنا فيها هي جبهة جيزان ونجران وعسير، هل قدر الجيش السعودي مع المرتزقة اليمنيين الذين أخذوهم من مأرب وتعز وبقية المحافظات وجابوهم يقاتلوا من السعودية، هل قدروا يوقوفونا ويصدّوا هجومنا؟ ونحن لا نمتلك ما يمتلكوا من القوة العسكرية، بينما هم يمتلكوا من القوّة العسكرية، وهاهم جالسين في فرضة نهم، يجلس هناك عمره". الآن، معنا بعد تشكيل الحكومة خصم واحد، هو أسرة آل سعود، إذا لم تجنح بحرّيتها أو طوعاً للحوار المباشر مع اليمن، وتعتذر للشعب اليمني عما ارتكبته من جريمة بحقّ الشعب اليمني ثانياً، تتعهّد بعد التدخّل بالشؤون الداخلية اليمنية ثالثاً، عدم دعم الجماعات الإرهابية في اليمن رابعاً، تعويض اليمنيين عن كل ما حدث... سنجبرها تجلس أمام المجلس السياسي كرهاً.


ألستم مع السلام الآن؟ وبالنسبة لتدخّل السعودية، ألم يأت بعد أن اقتحمتم أنتم صنعاء؟
نحن نتقاتل بيننا، اليمنيين، ولكن السعودية لم تتدخّل بيننا بالصلح، بل وقفت وتعصّبت مع طرف، إذا كان هذا الطرف يريد السلام "كان يدخل بيننا زي ما تدخل في 2011 بالمبادرة الخليجية"، رغم أنها كانت انقلاباً على ثورتنا. لماذا لم تقم السعودية بالدور الذي تقوم به عمان؟ ونحن سنكون لها شاكرين، وسنرفع صورة الملك سلمان في القصر الجمهوري، وسنرفع العلم السعودي بجوار العلم اليمني. الآ،ن عندما انقلب سلمان على أخيه مقرن، ألم يكونوا قد شرّعوا للتدخّل بشؤونهم الداخلية؟ وعندما أسقط ولي العهد أخيه مقرن، وحسب قواعدهم ونظامهم الملكي يعتبر ذلك انقلاباً، طيّب، نحن لم نتدخّل بشؤونهم الداخلية، لكن نحن الآن مع مقرن بن عبد العزيز، وإذا استدعانا أن نقاتل معه سنقاتل لاستعادة شرعيته.


بالتالي، أنا دخلت صنعاء، أنا من صنعاء، أنا دخلت تعز، "ما انا من تعز"، طيّب، ثورة 2011 جاؤوا أبناء تعز إلى صنعاء، ولهذا هناك من يضحك على الناس البسطاء، بالقول في مسألة النزول إلى تعز أن "هؤلاء زيود، وهؤلاء أهل مطلع وايرانيين، وجاي تقول لي لماذا أدخل تعز، وأنت ما الذي جابك عمران، هذا رئيس، أنا أثور ضدّ رئيس، لأنهم لديهم وعي وهاجس يحلب".


أنت دخلت صنعاء وقمت بثورة مثلما قمنا بثورة في 2011، يعني هي جائزة على علي عبد الله صالح، ومحرّمة على عبد ربه منصور هادي؟ ولكن هذه عقلية "الإخوان" المريضة. فلماذا لا يفعل عبد ربه هادي مثلما فعل صالح وسلّم السلطة بمبادرة خليجية؟ وأيضاً كما فعل رئيس "اللجنة الثورية" وسلّم السلطة في القصر، وسلّم العلم اليمني كما سلّمه صالح، وبمبادرة وطنية؟
و"اللجنة الثورية" يعتبر أنها سلّمت السلطة ولم تسلّم الثورة، فنحن ثوّار لم ننشأ بقرار ولم نسقط بقرار، ولسنا عشّاق سلطة.


كثيرون يقول إنكم لا تؤمنون بالشراكة، ما حقيقة هذه الاتّهامات؟
أعتقد أن الشراكة ناضلنا من أجلها من عام 2011. ألم نكن قد خرجنا جميعنا، "الإصلاح"، و"اللقاء المشترك"، و"الأنصار"، و"الشباب"، ضدّ علي عبد الله صالح؟ ولكن لماذا في حال وصل الثاني انقلب على المفاهيم التي ثار من أجلها؟ ونحن لم ننقلب عليهم، ومؤمنون بالشراكة.


ألم تتذكّر اتّفاق السلم والشراكة؟ الذي وقّعناه خلال سبعة أيام وباركه العالم، لولا تدخّلت السعودية وأعاقت هذا المشروع، ونحن كنا قادرين على إعلان حالة الطوارئ، ونعلن رئيس وحكومة مثل ما تتمّ الانقلابات في دول العالم، لكن هذا لا يحقّق الشراكة، ولا يحقّق الأمن والاستقرار في اليمن، وهي عبارة عن مظلمة مركّبة، ونحن نريد أن نصفّر عدّاد الصراع في اليمن، حتّى لو كان على حسابنا، ونحن مؤمنون أن اليمن لم تكن إلا لكلّ اليمنيين، وإذا أراد "الإصلاح" أن يكون شريكاً في "المجلس السياسي" مرحباً به، وإذا أراد "الإشتراكي" مرحباً بهم، لكن يعتذروا، ويحملوا بنادقهم، لمواجهة العدوان، ويكونوا شركاء في إدارة البلاد.


تحالفكم مع علي عبد الله صالح أربك البعض، الذي كان يعتقد أن صالح هو الخصم الأوّل لكم، خصوصاً وأنه قاد حروباً ستة عليكم؟
كان خصماً سياسياً، وهذا التحالف وطني، ومشكلتنا مع الذين لا يقدرون على التفريق بين الناقة والجمل. أن يكون الخلاف بيني وبينك على وطن، هذه جريمة لا تغتفر، وأن يكون الخلاف بيني وبينك سياسياً وعلى إدارة البلاد وعدالة توزيع الثروة، هذا أمر طبيعي. فعلي عبد الله صالح اختلفنا نحن وإيّاه سياسياً، لكن عندما أتى العدوان على اليمن، قال أنا ضدّ العدوان، إذاً ارتفعنا من الخلاف السياسي إلى المستوى الوطني، "الإصلاح" كنا نحن وإياهم شركاء ضدّ "المؤتمر"، خلاف سياسي، لنا وجهة نظر متّفقين مع "الإصلاح"، و"الإصلاح" متفقين معنا كشباب "أنصار الله"، بفشل "المؤتمر" في إدارة البلاد والسلطة وعدالة توزيع الثروة، فاختلفنا معه وخرجنا في ثورة، ولم نستنجد بالخارج.


ما هي توقّعاتك لمستقبل الأزمة في البلاد؟ وما هو أفق هذه الحرب برأيك؟
منصورون بإذن الله، والآن تشكّل حكومة فقط، ونحن سنحسم المعركة عسكرياً، يريدون حرباً لعشر سنوات، عشرين، ثلاثين، مئة... نحن المنتصرون. ونحن نقول للسعودي "كم جهدك تصبر وكم جهدك تهاجمنا؟"، ولكن السعوديين سيجتمعون في جدة، وأنا أدعوهم أنه ما زال هناك فرصة لأن نعترف بالواقع الذي في اليمن، وأنتم تدعمون حصاناً خاسراً، ولولا دعمكم المادّي، وبالسلاح والطيران الذي تستخدموه، وهؤلاء "مش مقبولين لدى الشعب"، من تدعموهم، عبد ربه وحكومته وعلي محسن، لأنه لو لديهم عمق وقبول شعبي ما كنا استطعنا أن نزحزحهم كيمنيين، ولكن من عنده إرادة أن يعتذر للشعب اليمني نحن سنعفو عنه الآن، ويعودوا للعيش، كمواطنين، أما حكّام، انتهى الفيلم.


وبالنسبة للسعودية، أسّسها عبد العزيز، وأسقطها محمد بن سلمان.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24