الجمعة 03 مايو 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
العميد ناصر حويدر: سنعلن قيادتنا السياسية قريباً
الساعة 19:58 (الرأي برس - عربي )

العميد ناصر أحمد حويدر، أحد أبرز قيادات الحراك الجنوبي، منذ انطلاقته في عام 2007م، بل سبق ذلك بسنوات من خلال نشاطه السياسي، عبر جمعيّات المتقاعدين التي شكّلت النواة الأولى للحراك.

تولّى حويدر العديد من المناصب القيادية في تشكيلات الحراك المختلفة على مستوى شبوة والجنوب، ويرأس حاليّاً مجلس "الحراك الثوري" في المحافظة. كما يتولّى قيادة جبهة قرن السوداء في مديرية حبّان، التي تشهد مواجهات بين القوّات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، وبين "أنصار الله" والقوّات المتحالفة معها. في الحوار التالي ، يتحدّث العميد ناصر أحمد حويدر عن آخر التطوّرات على الساحة الجنوبية، مستشرفاً مستقبل قضية الجنوب في ظلّ ما تواجهه من تحدّيات وعقبات. 


بداية، ما هو توصيفكم للدور الذي أدّاه ويؤدّيه الحراك الجنوبي، منذ اندلاع الحرب في اليمن، في 25 مارس 2015؟
الحراك الجنوبي هو السبّاق في الإنخراط في القتال ضدّ الحوثي وعفاش، ولعلّكم تذكرون أن أوّل معركة خاضها الحراك، انطلاقاً من مخيّماته في خور مكسر وبقية المديريات، هي معركته ضدّ الأمن المركزي، وبقية المعسكرات في عدن، وكذلك في بقية المحافظات. وانبثقت المقاومة الجنوبية من رحم الحراك، والحراك هو المقاومة والمقاومة هي الحراك، فمعظم قادة المقاومة هم قادة في الحراك. ورجال الحراك ما يزالون اليوم متواجدين في جبهات القتال في كرش، والصبّيحة، وباب المندب، ومكيراس، وبيحان.


كيف تقيّمون أداء القيادات السياسية الجنوبية في الخارج، وهل ترون أنّ دورها بمستوى ما تتطلّعون إليه، كقيادات سياسية وميدانية في الداخل؟ 
هناك تحرّكات على المستوى الإقليمي والدولي، وأولويّات تحرّك القيادة الجنوبية هو طلب مساعدة الدول الشقيقة والصديقة على جمع أبناء الجنوب في قيادة موحّدة، نقدّمها للإقليم والعالم. والجنوبيّون موحّدون على الهدف، وعلى فرض أنفسهم على الأرض، وستبرز قيادات جنوبية جديدة تتعامل بحنكة وإيجابية مع كلّ جديد. وهناك تواصل جيّد بين قيادات التحالف والقيادات الجنوبية، فقد أصبحنا مع التحالف جسداً واحداً، وما يجري على الأرض خير دليل.


ولكن ما يزال موقف دول "التحالف" من قضية الجنوب ضبابيّاً، على الأقلّ، حتّى الآن. أليس كذلك؟
التحالف يتعامل بواقعية، ومن منظوره الخاصّ، مع ملفّ اليمن، في إطار موقفه من الإنقلاب على الشرعية اليمنية، الذي حدث بدعم إيراني، ممّا يهدّد أمن المنطقه برمّتها، ولا شكّ أن للتحالف حسابات معيّنة نحو الجنوب وقضيّته.


ما الذي تقصدونه بهذه الحسابات؟ هل هي من النوع الذي يسمح للقيادات المحسوبة على الحراك بأن تصبح جزءاً من نظام الرئيس هادي، الذي يدعو للوحدة اليمنية بنظامها الإتّحادي؟! 
هذه القيادات الحراكية، التي أصبحت جزءاً من سلطة هادي، جاءت ضمن توجّه حراكي له ما يعنيه، ووفق ظروف موضوعية وذاتية تتطلّبها المرحلة الحالية، ولسدّ الفراغ الحالي في السلطة في الجنوب، وعدم السماح للغير بالسيطرة على الأرض. وبالتالي، هي فرصة لبناء المؤسّسات حويدر: مشاركة الحراك في حكم الجنوب أمر واقعي وطبيعي، تتطلّبه أولويّات المرحلةفي الجنوب، بعد أن قضى نظام علي عبدالله صالح على دولة الجنوب، بتدمير مؤسّساتها وجيشها وثقافتها الحضارية. وبالتالي، فإن مشاركة الحراك في حكم الجنوب أمر واقعي وطبيعي، تتطلّبه أولويّات المرحلة، وفرصة عملية للحراك لإيجاد نفسه على الأرض. وربّما نقول إن الحراك انتقل الآن من مرحلة التنظير والنضال الجماهيري، إلى مرحلة العمل والبناء لدولة المؤسسّات المدنية.


لكن رغم ما تقومون به، ما يزال الوضع الأمني في الجنوب شائكاً، وما يزال خطر الجماعات المسلّحة والمتشدّدة محدقاً بالساحة الجنوبية المخترقة على أكثر من مستوى؟
الملفّ الأمني لا شكّ أنّه شائك، فنظام عفّاش سلّم الجنوب لما يسمّى تنظيم القاعدة الذي يتألّف من الأمن المركزيّ والحرس الجمهوريّ وبعض المأجورين الجنوبيّين. ولكن، على الجميع أن يعرف أن القرار قد اتّخذ باستئصال هذه الآفة، ولعلّ ما يجرى اليوم على الأرض في تحريرأبين وقبلها حضرموت، وغداً شبوة، أمر طبيعي ومنطقي وصادق للقضاء على القاعدة وأخواتها. صحيح، سيبقى الإختراق موجوداً، ولكنّه سيتلاشى، لأن في صحوة أمنية من المواطن، وهو الأساس والمعين للأجهزة الأمنية للتحالف والجهاز الأمني الجنوبي. واليوم، نرى خطوات بناء المؤسّسة الأمنية والعسكرية تسير في طريقها الصحيح، من خلال تجنيد آلاف الشباب من أبناء الجنوب للإلتحاق بهذه المؤسّسات.


كيف تنظرون إلى أداء السلطة المحلّية في شبوة، في ظلّ الإنتقادات الشعبية المتزايدة لها، وما يُقال عن إهمال "التحالف" لمطالبها؟ 
الحراك في شبوة يقوم بدور أساسي في حفظ الأمن وتقديم المساعدة، في مكافحته للتهريب، وهو في الصفوف الأولى في جبهات القتال، وخاصّة جبهة بيحان. ورغم الظروف الصعبة التي عايشها ويعيشها، إلّا أنّه سيشارك بفعالية وإيجابية في بناء المحافظة والجنوب عامّة، من خلال التركيز على العمل المؤسّسي. وأمّا بالنسبة لموقف التحالف تجاه شبوة، فالتحالف يسير وفق خطّة واستراتيجية مدروسة، ولن يستثنوا شبوة، فشبوة هي بمثابة السنتر، فهي محافظة مهمّة من ناحية مساحتها الكبيرة وموقعها الإستراتيجي والثروات المتعدّدة التي تمتلكها، وهم يدركون ذلك جيّداً. ونأمل أن يتحسّن الوضع في المرحلة القادمة في هذه المحافظة، التي عمل النظام السابق على تفتيت نسيجها الإجتماعي.


ما هي نظرتكم للخطوات التي أقدمت عليها، مؤخّراً، "أنصار الله" والقوى المتحالفة معها، من إعلان للمجلس السياسي، واستئناف لجلسات مجلس النوّاب؟
هذا الموضوع يخصّهم هم، فهم اختاروا الطريق الصعب، وهذا شأنهم وشأن يخصّ الشرعية ودول التحالف والمجتمع الدولي وقراراته. أمّا نحن في الجنوب، فخطواتنا محسوبة، وإن شاء الله سوف نعلن قيادتنا السياسية عن قريب وهذا حقّنا. فللجنوب أجندته الخاصّة وتوجّهاته السياسية، ولن نتنازل عن طموحات شعبنا في الجنوب في الحرّية وتقرير المصير، أمّا هم، كما أسلفت، اختاروا الطريق الصعب.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24