العميد سرحان : نطلب من الرئيس هادي الإسراع في ضمّ "المقاومة" إلى "الجيش الوطني"
يوماً بعد آخر، يتحوّل منطق الحرب في تعز إلى ميدان مفتوح لحرب استنزاف طويلة. والأطراف المتصارعة، التي يبدو أنها اختلفت على كلّ شيء، اتّفقت على استمرار الحرب في هذه المدينة، وإغراقها في العنف والدمار والتشرّد.


تعقّد الحرب في "الحالمة" وطول أمدها، لا يتوقّفان عند حدود المعركة بين طرفين مختلفين، بل يتعدّيانهما إلى تضارب مصالح أطراف في جبهة "المقاومة" التعزية.


ما حصل بالأمس من تطوّر خطير، تمثّل بالمواجهات المسلّحة بين جماعة المحافظ، علي المعمري، وبين جماعة رئيس المجلس العسكري، صادق سرحان، نتجت عنها إصابات وقتيل، وضع تعز في واجهة تبدّل أحوال الحرب، بصورة أشدّ إيلاماً، الأمر الذي حوّل هذا التطوّر إلى قضية رأي عام واسعة، وجعل "المقاومة" في مرمى الهجوم اللاذع.


العميد صادق علي سرحان، رئيس "المجلس العسكري" في تعز، يكشف في هذا الحوار، مع "العربي"، بعض أسرار المعركة، وتأخّر مسألة الحسم العسكري، وحجم الصعوبات والتحدّيات اليوم في تعز، بما في ذلك التصدّع في صفّ "المقاومة"، وأسباب الخلاف الناشئ.


ما هي مستجدّات الملفّ العسكري اليوم في تعز؟ وإلى أي مرحلة وصلت المعركة في جبهات هذه المحافظة؟
شكراً جزيلاً لكم على اهتمامكم بما يدور في تعز... وتعز باستمرار في مواجهات وصدّ العدوّ في مختلف الجبهات، والعدوّ يحاول باستمرار استعادة المواقع التي فقدها، ولكن يفشل في كلّ محاولاته أمام ثبوت الجيش الوطني والمقاومة، والجديد هنا أن الجيش والمقاومة بدأوا يتحوّلون من الدفاع الدائم إلى الهجوم، ولو أنه محدود.


كرئيس لـ"المجلس العسكري" في تعز، هل بالإمكان مصارحة الرأي العام بسرّ المعركة الحقيقي والغموض الحاصل؟ لماذا تأخّر الحسم بعد أن جرى الحديث عن كونه وشيكاً؟ 
تعز تتعرّض للإعتداء المستمرّ من قبل مليشيات الحوثي وصالح، وتعزيزات مستمرّة، وهجمات لا تنقطع. وثبوت الجيش والمقاومة، ثبوت الأبطال يصدّون كلّ الهجمات. وأمّا سبب تأخّر الحسم، مثل أي معركة، هناك أشياء تكون سبب تحقيق الإنتصار، ومنها مثلاً عدم تكافئ الأطراف بالقوى والوسائط، هذا أحد الأسباب، وأسباب أخرى، ولكن النصر والحسم قادم لا محالة.


ما هي طبيعة العراقيل والتحدّيات التي تقف أمامكم الآن؟
برغم الدعم المستمرّ من قبل دول التحالف، وخاصّة المساندة الجوّية، ولكن التفوّق الكبير للعدوّ بالأسلحة النوعية والدبّابات والعربات الصاروخية والمدفعية، وجميع هذه الأسلحة هي السبب في عرقلة التقدّم، وكذلك التعزيزات بالأفراد والعتاد.


إحتياجاتكم لسلاح ثقيل مقابل هذا... ماذا عنه؟ وهل "الشرعية" مدركة لهذا؟ ولماذا لا تطلبون منها سلاحاً ثقيلاً؟
الشرعية تدرك ذلك، وتعمل جاهدة على توفيره، ونحن باستمرار نطلب مثل ذلك.


ما طبيعة العلاقة بينكم وبين محافظ تعز؟ وكيف تنظر لعودته إلى المدينة؟
المحافظ هو رأس الحكم المحلّي، وهو رئيس اللجنة الأمنية، ونحن نعمل تحت قيادته، وتوجيهاته، وشعورنا بوجوده يجعلنا نثق أن الدولة الشرعية قائمة، وعلاقتي به رئيس ومرؤوس، وعلاقة جيّدة جدّاً.


ماذا عن الإشتباكات التي دارت بين أفراد تابعة للمحافظ، وأفراد قيل إنها تابعة لرئيس "المجلس العسكري"، على خلفية تأخّر تسليم الرواتب والدعم للجبهات؟ 
ما حدث اليوم هو سوء تفاهم فقط، بين أفراد حراسة المحافظ وأفراد من اللواء 22 ميكا. صحيح كان الأفراد أتوا إلى مقرّ المحافظة لكي يطالبوا بالرواتب، وحدث سوء تفاهم واشتباكات واستشهد أحد أفراد اللواء وجرح أحد الضبّاط وجرح ثلاثة من حراسة المحافظـ وتمّ احتواء المشكلة وحلّها فوراً.


ما مصير المواقع التي استعادتها "المقاومة" و"قوّات الشرعية"؟ هل تمكّنتم من الحفاظ عليها؟ 
هذه فعلاً معضلة تكتيكية تواجه الجيش الوطني، حيث أن أي توسّع في المواقع يحتاج إلى أفراد وأسلحة ومعدّات إضافية، وهنا نحن نكون غير قادرين على تغطية المواقع بالشكل المطلوب، وبرغم هذا لم يحصل أن العدوّ استعاد مواقع عدّة مرّة واحدة، ولا زالت اشتباكات حول المدينة مستمرّة، وفي بعض المواقع.


من وجهة نظرك كقائد عسكري، ما الذي تقوله عن حسم معركة تعز والعلاقة بين المفاوضات السياسية؟ 
نحن كعسكرين لا نهتمّ كثيراً بالمواقف السياسية، حتّى وإن كانت ذات صلة في موضوع المعركة، ولكن نحن ما نهتمّ به هو كيف نحقّق انتصارات، سواء في الدفاع أو الهجوم. سيقول البعض كيف لا والمحادثات السياسية في الكويت كان لها أثرها الواضح في تأخّر المعرك؟ ولكن هذا لا يتعارض مع أننا لا نهتمّ بالسياسة كثيراً.


توقّعاتك المستقبلية لمعركة تعز؟ وما الرسائل التي توجّهها للرئيس هادي وقوّات "التحالف"؟ 
توقّعاتي هو الإنتصار وطرد المعتدي إلى خارج المحافظة سيكون قريباً. ونحن نشكر القيادة السياسية، بزعامة رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوّات المسلّحة، على اهتمامه الكبير بما يدور في تعز، وما يقدّمه من دعم، ونطلب من الرئيس هادي الإسراع في ضمّ المقاومة إلى الجيش الوطني، وصرف مرتّبات واعتمادات وأسلحة ومعدّات لجميع الوحدات العسكرية، ونشكر دول التحالف الخليجي بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتّحدة على ما يقدّم من دعم لوجستي وبصوره مستمرّة، لمشاركتنا في المعركة بشكل مباشر، نشكرهم كثيراً.