الخميس 02 مايو 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
مقبل باعوضة: دعوة الزبيدي سابقة لأوانها
الساعة 14:38 (الرأي برس - عربي )

لا يرفض عضو مجلس الشورى، مقبل ناصر لكرش باعوضة، دعوة محافظ عدن، عيدروس الزبيدي، إلى تشكيل "كيان سياسي جنوبي"، إلّا أنّه يعتبرها سابقة لأوانها، إذ يعتقد بوجوب أن توطّئ لها مشاورات بين القوى السياسية الجنوبية ووضع دراسات مستقبلية. وحول مآلات الوضع في اليمن، لا يبدو باعوضة متشائماً، غير أن ذلك لا يمنعه من توجيه رسالة امتعاض مبطّنة لـ"التحالف"، على خلفية "هشاشة" الدعم المقدّم للمحافظات الجنوبية، و"رتابة" العمل على "تحرير ما تبقّى من المحافظات الشمالية".


كيف تنظرون إلى دعوة محافظ عدن، عيدروس الزبيدي، لتشكيل "كيان سياسي جنوبي"؟
أعتبر أن ذلك سابق آوانه، وكان يُفترض أن توجّه دعوة قبل ذلك لكلّ القوى السياسية الجنوبية، حتّى يتم ّتدارس تشكيل ذلك المجلس، وحتّى نستفيد من تجارب الماضي كجنوبيّين، بحيث أنّنا حينما نقدم على أيّ خطوة نضع لها دراسات مستقبلية حتّى يكون حليفها النجاح التامّ. 


رأى البعض أن دعوة الزبيدي تحمل نفساً طائفيّاً كونه وجّهها ضدّ "ميليشيات الحوثي الشيعية" بحسب تعبيره، وأن "التحالف" قد يستخدمها ورقة للمساومة في الحرب. ما رأيكم؟ 
في ما يتعلّق بالصراع المذهبي الطائفي، أسّس له الإنقلابيّون في حربهم على الشعب في الشمال والجنوب، وإعلانهم الحرب على الجنوب هو بمثابة إعلان حقيقي لمذهبيّتهم، فما بالك حين ينقلبون على الرئيس الشرعي، عبد ربه منصور هادي؟ أعني بذلك أن الإنقلابيّين كان هدفهم في انقالبهم هدف مذهبي وليس وطنيّاً.


وفي ما يتعلّق باستخدام "التحالف" بعض الأوراق، في تقديري أن "التحالف" ليس لديه عدا ورقة واحدة، وهي استعادة الشرعية لكافّة الأراضي اليمنية، وبالتالي ترك الأمور لليمنيّين أنفسهم لصنع مستقبلهم. 


هل تعتقدون أن "التحالف" قادر على ذلك؟
يجب أن نكون متفائلين حول المستقبل، ولكن ذلك التفاؤل يجب ألّا يمنعنا من مطالبة دول التحالف وشرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي بدعم المحافظات الجنوبية، لاستتاب الأمن والإستقرار فيها، والحفاظ على ما تحقّق من انتصارات في هذه المحافظات، حتّى يتمّ تحرير صنعاء وجميع المحافظات الشمالية. فالمطلوب من الشرعية تثبيت دعائم الأمن والإستقرار في المحافظات المحرّرة، والعمل على تحرير ما تبقّى من المحافظات الشمالية، وهذا سوف يساعد إلى حدّ ما في صنع مستقبل البلد الجديد. 


كنت من أوائل المطالبين بتصحيح مسار الوحدة في التسعينيّات؟ هل ما زلتم مع هذا الخيار؟ 
أنت أخي الكريم تتحدّث عن شيء من الماضي، فالوحدة برمّتها انتهت من قبل القائمين عليها، فهم من شنّوا الحرب عليها في سبتمبر 2014م، بعد انقلابهم على الشرعية؛ وشنّوا الحرب عليها في عام 1994؛ وشلّوا الوحدة بقيادة الرئيس المناضل عبد ربه منصور هادي؛ فبأيّ حال نتحدّث عن شيء من الماضي وهو قد انتهى؟ علينا أن نفكّر في الحاضر وما هو المخرج الحقيقي من الأزمة القائمة في البلد، ولا بأس في أن نستفيد من أخطاء الماضي حتّى نضع الحلول لمستقبلنا في الحاضر. 


بالإنتقال إلى الجنوب وقضيّته، ما الذي يحتاجه الجنوبيّون اليوم؟ هل ما زال "التصالح والتسامح" قادراً على جمعهم، على الرغم ممّا آلت إليه قواهم وقياداتهم السياسية من تشظّ؟
مبدأ التسامح و التصالح مبدأ حضاري إنساني وطني، وينبغي أن يكون هدفاً رئيسيّاً في ميثاق الشرف القادم بين كلّ أبناء الجنوب، وينبغي أن يتحلّى به كلّ وطني مخلص لوطنه وشعبه. وأمّا في ما يتعلّق بالتشظي، أخي الكريم أودّ أن ألفت انتباهك إلى أن اليمن برمّتها متشظّية وليس قوى الحراك فحسب. 


من المعروف للعالم من هو المسيطر على الشمال، ولكن في الجنوب من هو المسيطر؟ 
صحيح ذلك، في الشمال يسيطر الشماليّون، وفي الجنوب يسيطر الجنوبيّون، وهذه المسألة لا تحتاج اجتهاداً كبيراً. باعوضة: على دول "التحالف" دعم المحافظات الجنوبية لاستتباب الأمن والإستقرار فيها


هل تتوقّع حدوث صدام بين "أنصار الله" وحزب الرئيس السابق، علي عبد الله صالح، في الشمال، أو بين الحراك و"التحالف" في الجنوب؟ 
لهذا السؤال شقّان مختلفان تماماً. في الشقّ الأوّل من السؤال، نعم بطبيعة الحال، فصالح هو من انقلب على الحمدي، وهو من انقلب على اتّفاقية الوحدة الموقّعة في 22 مايو، وانقلب كذلك على الحليف الإستراتيجي معه في حرب 1994م، وعلى فخامة رئيس الجمهورية هادي في ىسبتمبر2015، فكيف لا  ينقلب على الحوثيّين وتنشب مواجهات بينهم؟ 


أمّا بالنسبة للشقّ الثاني من السؤال، فمن غير المعقول جدّاً أن يكون بين دول "التحالف"، بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتّحدة، وبين قوى الحراك التي تقدّر تماماً
الجهود العظيمة التي بُذلت من قبل دول "التحالف" لعدن وحضرموت وبقية المحافظات، مواجهات. هذا أمر يعفينا من أيّ شكوك في أن تكون هناك مواجهات بين الحراك وقوّات "التحالف". 
يشكّك كثيرون في حقيقة القضاء على عناصر "القاعدة" في المحافظات الجنوبية، ويتسلّح هؤلاء بما جرى في أبين مؤخّراً من "مسرحية" عزّزت شكوكهم؟


في تقديري أن دول "التحالف" لها أهداف مرسومة وواضحة، ومن غير المعقول أن نشكّك في دورها. هناك قوى مرجفة لا تريد الأمن والإستقرار أن يعمّ المحافظات المحرّرة، فهي من تروّج لذلك الأمر، وعلينا أن نقدّر دور دول "التحالف"، وأن نقدّر تلك الدماء من جنود "التحالف" التي أروت أرض عدن وحضرموت وكذلك مأرب، لا لشيء، إنّما دفاعاً عن الشعب اليمني وإنقاذه من وطأة الإنقلابيّين وأعوانهم.


كيف تصفون الوضع في محافظة شبوة؟ وما ردّكم على الإتّهامات الموجّهة لـ"الشرعية" بأنّها تعرّض تلك المحافظة لعقاب؟
الحقيقة، مثل هذا السؤال يُفترض أن يوجّه لحكومة الشرعية ودول "التحالف" مباشرة، ولكن أنا شخصيّاً أرى أن شبوة وقعت بين الإنقلاب والإرهاب، وفي ظلّ صمت غير طيّب للسلطات المحلّية، ولكن ليس بوسعنا إلّا أن نتوجّه بدعواتنا لأبناء شبوة، الله يعينكم ويجنّبكم كلّ مكروه ويحفظكم. 


كيف تردّ على من انتقد مشاركتك في مؤتمر الحوار؟ 
حين قرّرت المشاركة في الحوار الوطني، كنت مؤمناً، ولا زلت مؤمناً، بأن أي قضية لا يمكن أن تُحلّ إلّا عبر الحوار، وهذه قناعتي. وأمّا من انتقدوا دخولي الحوار وخوّنونا، فهم عبّروا عن رأيهم، وهذا شيء طبيعي، من حقّ كلّ شخص أن يعبّر عن رأيه بحسب فهمه للأمور، والأهمّ من ذلك أن الثقة في النفس يجب أن تكون كبيرة، وعدم النظر للمصالح الشخصية الآنية. 


أصبحت، في ديسمبر 2015، عضواً لمجلس الشورى، هل كان ذلك ثمن "شرعنتك" لمؤتمر الحوار كما يرى بعض الجنوبيّين؟ وما هو الدور الذي تمارسه حاليّاً في الهيئة أو خارجها؟ 
سيّدي، حفظك الله، ما قدّمته في مؤتمر الحوار للقضية الجنوبية لا يُقدّر بثمن، وإذا كانت عضويّتي في مجلس الشورى ثمن جهودي فانظر إلى أن هناك عناصر تحصّلت على امتيازات كثيرة ومواقع رفيعة وهي لم تقدّم للجنوب 1% ممّا قدّمته أنا. وكلّ القوى السياسية وفخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي يعرفون جيّداً ماذا قدّمت لإنجاح مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وللقضية الجنوبية خاصّة، ولكن هكذا المثل يقول "جمل يعصر وجمل يأكل التخ"، هذا سبيل الحياة.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24